العميد عبد الله الحريري لـ (كلنا شركاء): روسيا لا يهمها بشار الأسد وإنما مصالحها


العميد عبد الله الحريري لـ ( ) روسيا لا يهمها بشار الأسد وإنما مصالحها

إياس العمر:

تشهد الساحة السورية وضعاً ضبابياً وهناك تطورات يومية إقليماً ودولياً بخصوص الوضع في سوريا، ويعتقد الكثير من المراقبين أن الأيام القادمة ستتضح الصورة وتحديداً بعد انطلاق عملية التفاوض ما بين نظام بشار الأسد والمعارضة السورية، ممثلة بالوفد المنبثق عن مؤتمر الرياض برئاسة العميد أسعد الزعبي.

وللحديث عن مؤتمر جنيف وما قد يحمله من تطورات على الساحة السياسية في سوريا، التقت “ ” العميد المنشق عن المخابرات العسكرية السورية “عبد الله الحريري”. ويعد العميد الحريري من أبرز الضباط المنشقين عن نظام بشار الأسد  وكان من الضباط السوريين إبان تواجد الجيش السوري في لبنان وتقلد عدد من المناصب كان أهمها رئيس قسم المخابرات في زحلة، وعند عودة القوات السورية من لبنان، استلم قسم مكافحة الجاسوسية في فرع مخابرات دمشق، وكان معه هذا الحوار:

هل تعتقد ان مؤتمر جنيف القادم سيكون مختلفاً عن المؤتمرات الماضية؟

بخصوص مؤتمر جنيف القادم هو مختلف عما سبقه من مؤتمرات، وذلك بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم “2245” والذي وضع خارطة الطريق للحل السياسي في سوريا مع جدول زمني، من هنا يجب على وفد المعارضة في المفاوضات أن يتمسك بالبحث فقط في تنفيذ بنود هذا القرار وخاصة إنشاء هيئة الحكم الانتقالي والمرحلة الانتقالية بتواريخها المحددة في القرار الدولي، ويجب أن يسبقها رفع الحصار عن المناطق ووقف قصف المدنيين وإطلاق سراح المعتقلين وخاصة من النساء والأطفال.

هل العالم مهتم ببشار الأسد أم بالبنية الأمنية للنظام وتحديداً إصرار المجتمع الدولي على بقاء المؤسسة الامنية والعسكرية للنظام؟

بعد خمس سنوات من الثورة وصمودها الأسطوري أمام جميع المؤامرات الداخلية والخارجية ضدها وإصرار الشعب السوري على استمرارها حتى تحقيق أهدافها، بدأ العالم يعيد حساباته بخصوص المحافظة على بشار الاسد ونظامه وتحول البحث إلى المحافظة على مؤسسات الدولة السورية، وخاصة المؤسسة العسكرية والأمنية وذلك بعد اعادة هيكلتها وتحديد مهامها في الحفاظ على الوطن والمواطن وليس تدمير الوطن والتسلط وقمع المواطن وهذه مهمة السوريين تحديدا.

هل تتوقع ان يتخلى الروس عن بشار الأسد في حال ضمان مصالحهم؟

روسيا حتى تاريخ انطلاق الثورة السورية كانت لا تعتبر بشار الأسد صديقاً لها، إنما لها مصالح تاريخية في سوريا وهناك علاقة قديمة ما بين المؤسسة العسكرية السورية والروسية في التدريب والتسليح وحتى العقيدة القتالية، وهذه العلاقة كانت قبل مجيء بشار الاسد إلى السلطة.

وتعتبر روسيا أن سوريا جغرافياً هي منطقة حيوية يجب التمسك بها لعدة أسباب أولها اقتصادية وثانيها تأمين تواجدها في ساحل البحر المتوسط، وثالثها وهو الأهم أن روسيا أصبحت على حدود حلف الناتو وذلك من خلال الحدود السورية التركية والتي تبلغ حوالي 930كم، وتركيا عضو فاعل في هذا الحلف. من هنا أعتقد أن روسيا لم يعد يهمها الأشخاص مثل بشار الأسد وما يهمها هو المحافظة على حضورها ومصالحها.

تعتقد أن الروس جاؤوا من أجل انشاء كيان لبشار لأسد فيما يسمى في سوريا المفيدة؟

لا اعتقد أن روسيا تعمل على إنشاء كيان للأسد فيما يسمى سوريا المفيدة، وهي تعلم أن هذا الأمر من الصعب حصوله في سوريا من هنا نرى أن روسيا حينما وافقت على القرار 2254 الأخير كان يتضمن فقرة مهمة وهي المحافظة على وحدة الأراضي السورية.

كيف تنظر لسوريا في الأيام القادمة وهل تعتقد أنه هناك أمل لنهاية قريبة للصراع في سوريا؟

أعتقد أن الجميع أصبح على قناعة وخاصة النظام وداعميه بأنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في سوريا، إنما الحل هو سياسي وخاصة بعد أن تدخلت روسيا منذ أكثر من ثلاثة أشهر بشكل مباشر، ولمست على أرض الواقع أن النظام ضعيف وهو في حالة انهيار لولا تدخلهم والتدخل الإيراني من قبل، وهم على قناعة أنه من المستحيل أن يستطيع النظام السيطرة على المناطق التي فقدها لصالح المعارضة.

من هنا نجد الحركة السياسية النشطة في الفترة الماضية وخاصة من روسيا وبالتعاون مع أمريكا وبعض الدول الإقليمية بالدفع باتجاه حل سياسي، حيث صدر القرار 2254 والذي أكد على مبادئ جنيف 1، أي نقل السلطة إلى هيئة حكم تستطيع إخراج سوريا من محنتها، ومن هنا يتم تفسير التصعيد العسكري للنظام بمساندة روسيا وإيران لكي يحسن شروط تفاوضه مع المعارضة قبل الموعد المحدد، إلا أنه باء بالفشل ولم يستطع تحقيق تقدم ملموس على الجبهات يغير من الواقع العسكري على الأرض الذي هو لصالح المعارضة وسيبقى كذلك.

أخبار سوريا ميكرو سيريا