ما مصير أهالي الشيخ مسكين بدرعا بعد سيطرة النظام على مدينتهم؟


cdfcf167-0053-4281-b4ee-b162c3cd5310

إياس العمر:

شرّدت قوات النظام مع بدء حملتها على مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي منتصف تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، أكثر من 20 ألف نسمة من أبناء المدينة، توزعوا على عدة مدن وبلدات مجاورة في ريف درعا، باحثين عن الأمان الذي لم يجدوه في مكان نزوحهم مع استمرار استهداف قوات النظام والطائرات الروسية لكل بلدات ريف درعا الخارجة عن سيطرة النظام.

وتعتبر مدينة الشيخ مسكين واحدة من أكبر التجمعات السكنية في المحافظة، يتجاوز عدد سكانها 45 ألف نسمة، ومع بداية الثورة وبسبب الموقع الجغرافي للمدينة، حولتها قوات النظام إلى ثكنة عسكرية وزرعت عدداً من النقاط العسكرية فيها، فنزح معظم أهلها وتقلص عدد سكانها إلى خمسة آلاف نسمة فقط.

وفي نهاية عام 2014 حاولت قوات النظام استكمال السيطرة على مدينة الشيخ مسكين، فقد كانت بعض النقاط في المدينة لا زالت تحت سيطرة مقاتلي الجيش الحر بمساحة 15 في المئة من مساحة المدينة، فقامت التشكيلات الثورية بالرد على قوات النظام والإعلان عن معركة للسيطرة على المدينة، وفي بداية عام 2015 تمكن الثوار من السيطرة على المدينة.

وبعد سيطرة الثوار على المدينة قرر عدد كبير من أهالي المدينة النازحين في البلدات المجاورة العودة إلى منازلهم، كما قرر عدد من أبناء المدينة اللاجئين في الدول المجاورة العودة أيضاً.

وقال الناشط محمد الديري لـ “ ” إن عدد سكان مدينة الشيخ مسكين في صيف عام 2015 تجاوز العشرين ألف نسمة، ومع بداية حملة قوات النظام على المدينة منتصف شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، وبعد ارتكاب الطيران الروسي وقوات النظام عدة مجازر في المدينة راح ضحيتها العشرات من القتلى والجرحى، كان منها مجزرة معصرة الزيتون ومجزرة بحق عائلة الطبيب مراد هلال، ومع القصف اليومي بمختلف أنواع الأسلحة على المدينة، قرر معظم السكان النزوح إلى البلدات المجاورة ومنها ابطع وداعل ونوى.

وأشار إلى أن القصف بالطيران الحربي الروسي كان من أبرز أسباب نزوح الأهالي عن المدينة، لأن الطيران الروسي اعتمد سياسة الأرض المحروقة، وقصف جميع أحياء المدينة، وتجاوز عدد الغارات من قبل الطيران الروسي 850 غارة جوية، كما أن مروحيات النظام قامت بقصف المدينة بأكثر من 450 برميلاً متفجراً.

وأفاد بدوره الناشط أبو حمزة جواد في حديثه لـ “ ” بأن أهالي مدينة الشيخ مسكين توزعوا على بلدات نوى وداعل وابطع، وأصبحت تلك البلدات شبه ممتلئة بالسكان، ولا يوجد أي منزل فارغ لاستقبال النازحين، مسيراً إلى أن مدينة نوى إضافة إلى سكانها وأعدادهم الكبيرة كانت قد استقبلت مؤخراً أعداداً كبيرة من نازحي بلدات كفر شمس وسملين وزمرين ودير العدس والطيحة، نتيجة المعارك بالقرب وداخل تلك القرى والبلدات.

ومن جانبه، أكد الناشط الإغاثي أحمد القاسم لـ “ ” أن وضع أهالي مدينة الشيخ مسكين يعتبر مأساوياً لمجموعة من الأسباب ومنها الاستهداف اليومي لأماكن إقامتهم، وذلك لأن مدن نوى وداعل وابطع تحولت إلى خطوط مواجهة مع قوات النظام وميلشياته بعد سيطرتها على مدينة الشيخ مسكين، وتتعرض للقصف اليومي، ما يزيد من معاناة الأهالي، وفي حال قامت قوات النظام بفتح جبهات جديدة فإن كارثة إنسانية ستحل في المنطقة، وبالأخص مع استمرار إغلاق الدول المجاورة حدودها في وجهة النازحين، والعاصفة الثلجية التي تشهدها محافظة درعا منذ أيام، والتي ضاعفت معاناة المهجرين من الشيخ مسكين.

أخبار سوريا ميكرو سيريا