انس الخلف: من وين و كيف و ايمت بلشت تنزرع الطائفية بالثورة؟؟؟ / هدول الشباب جايين ليستلموا مسدسات


رح احكيلكن قصة صارت معي شخصيا وهي بمثابة شهادة لا يزال شهودها أحياء, ويلي رح تكون طريفة نوعا ما و رح تكون حكايتي بلهجتنا المحكية لاني ماني من جماعة الادب و الكتابة بس اللي جواتي لازم يطلع و الناس لازم تعرف اش صار بهالتاريخ اللي رح اذكره…

.
يا سادة يا كرام القصة صارت بتاريخ 22-02-2012 في مدينة حلب بفرع الامن الجنائي بعز ايام مظاهراتنا بجامعة حلب اللي سميناها لاحقا بجامعة الثورة.
هاليوم كان كئيب جدا لان فيه تم اعتقال اشخاص كانوا من المحوريين بالشغل و تنظيم مظاهرات الجامعة و نقص عددنا بغيابهن و لمعلومكن المظاهرات كانت تطلع باعداد كبيرة بس اللعب كان على مجموعة البداية اللي ما كانت تتجاوز العشر طلاب بكل مظاهرة و بقية الطلاب كانو يتجمعوا فورا حواليهم و يتشجعوا و يشاركوا بالمظاهرة و بالمراحل المتقدمة صاروا شباب البداية كتار مشان هيك كنا نحسن نعمل اكتر من مظاهرة باكتر من مكان و بنفس التوقيت و هالشي كان يخلي الامن يتشتت بيننا.

.
سبع شباب من مجموعة البداية بيوم واحد كان مصيبة بالنسبة النا و نحن قاعدين بالليل حوالي الساعة سبعة المسا بيجينا اتصال من بنت كانت من البنات الناشطات جدا بالحراك الثوري بجامعة حلب و كانت عاملة مجموعة يوقفو ديما جنب المظاهرات و لما يهجم الامن او حفظ النظام كانوا يشتتوهن و يصيروا يبكوا و يصيحوا و كان هالشي احيانا ينفع و يساعد الشباب بالهرب و احيانا كان مأساوي لان بعض البنات كان يعتقل او ينضرب و المهم بتقول هالبنت انو هلق في اعتصام و العدد كبير عند مبنى الامن الجنائي بالاشرفية و ممكن هالشي يساعد و يطالعولنا الشباب.

.
طبعا بهي الفترة كمان كانت دارجة موضة الاعتصامات عند الجنائية و كانت احيانا تنجح بفك بعض الشباب في حال كان اللي معتقلهن هوي الامن الجنائي اللي كان بهديك الايام اعتقاله سبع نجوم بالنسبة لغيره.

.
بنرجع لسيرتنا و فورا ركبنا تكسي انا و تلاتة من اصدقائي و عالجنائية و فعلا لما بنوصل بنلاقي ناس متجمعة بننزل من التاكسي و بنركض باتجاه التجمع و لسا عند وصلتنا و قبل ما نحكي مع الشباب المتجمعين – و الله لطف انو ما حكينا- بيجي شخص كبير بالعمر و بيقول يا شباب وقفتنا هون مانا منيحة و خلونا نفوت لجوا و فعلا عناصر الحرس اللي واقفين برا بخلونا نفوت لجوا كلياتنا.. طبعا هون استغربنا انا و صحابي انو مين هالشخصية اللي الها كل هالاعتبار و الاحترام بهالاعتصام.
فتنا لجوا و هون صرت اطلع بالوجوه المتجمعة انو هي مانا وجوه شباب متظاهرين او زعلانين عرفقاتن يعني الملامح بتحكي و لما كنا نروح عمظاهرة قبل ما تصير كنا من وجوه الناس نعرف مين جاي ليحضر المظاهرة و مين مارر مرور..

.
صار الفضول يلعب فيني و سألت اول واحد منهن: انت مين الك هون بيستغرب و ما بيجاوبني و انا هون انذهلت انو ليش ليخاف مني ازا انا و ياه واقفين بنفس الاعتصام و ممكن تنيناتنا سوا ياخدونا او يقلعونا …… يعني مصيرنا بهاللحظة هي مشترك
سألت التاني انت مين الك هون بيقللي انو انا المختار قللي تعا… !!!!!!
بيجي واحد من بعيد و بيصيح هي ورقة و قلم و تعو اكتبوا الاسماء.. هون الشباب تجمعت و انا قدمت لاكتب اسماء الشباب صحابنا بقائمة الاسماء وبوصل للقائمة و بطلع بالورقة و بقول يا ويلاه شقد في ارمن اليوم معتقلين….؟؟؟ كل الورقة اسماء ارمن و طبعا نحن بنعرف الكنية الارمنية من نهايتها وغالبا كل اسم ارمني بيقلك انا أرمني و نحن كنا متوقعين انو الأرمن ما يشاركوا لا مع المتظاهرين ولا مع اللجان الشعبية و هيك كتبت اسماء الشباب صحابي و انا لسا مستغرب من وجوه الناس و مستغرب اصلا من عدد الارمن الكبير اللي عالورقة..
بعدها برجع و بسأل واحد تالت كان شب صغير قلت هاد بحسن اخليه يحكي و رحت لعنده و قلتله انت ليش جاي لهون
بيقللي ليش مو رح يوزعولنا مسدسات؟؟؟؟
طلع الضرب مو ضرب صحاب ابدا و الشباب لانن معتصمين ولا شي .. هدول الشباب جايين ليستلموا مسدسات
بأشر للشباب صحابي و هنن بنفس الوقت كانوا حاسين انو في شي غريب و فعلا ما شرحتلن ابدا و فورا صرنا ننسل برا المجموعة واحد ورا التاني باتجاه البوابة الرئيسية للفرع و بعدا يا فكيك بنوقف تاكسي و عالبيت فورا………

.
النهفة بالموضوع انو اسماء الشباب صحابنا صارت بهالورقة اللي انكتبت فيها اسماء اللي رح يستلموا مسدسات و قلتلن ايام ما كنا متأملين انو النظام شغلته اشهر و رح يسقط انو ازا تم تفتيش الملفات القديمة رح يلاقوا اسمائكن بين اسماء اللجان الشعبية و الناس اللي سلمتها الدولة سلاح و انو التاريخ ممكن يكون ظالم و ممكن تنذكر اسمائن بين اللجان الشعبية بالوقت اللي كانوا فيه هنن معتقلين.

.
الشباب التلاتة اللي كانو معي لساتهن موجودين و تنين منهن صاروا هون بالمانيا و بيشهدوا عالقصة و واحد من المعتقلين السبعة كمان موجود بيننا بالمانيا و التاني حاليا بالسويد بس اللي بدي اوصله للناس انو من هداك اليوم وقت شفت فيه هالورقة اتأكدت انو النظام بدأ يزرع الحقد والرعب بين الطوائف الصغيرة من أول يوم بالثورة ومن أول يوم بالثورة ما كان بده يشوفنا غير دواعش و ما كان بده يورجي صورتنا للعالم و لبقية اطياف الشعب السوري الا عشكل دواعش وللأسف قدر يخلي قسم كبير من الاقليات يصدق الرواية اللي حكاها…