حوارٌ بالحديد والنار وقتل الأبرياء في درعا.. فكيف تواجهه الجبهة الجنوبية؟


dea40c14-7ec9-46c3-9276-7c12ba3d839a

إياس العمر:

بات السوريون يدركون أن مع كل عمليةٍ سياسيةٍ للحلّ في سوريا، يجب أن تترافق مع تصعيدٍ ضدّ المدنيين في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما بدا واضحاً في التصعيد الذي شهدته درعا خاصة وسوريا عامةً خلال الأيام الماضية.

مع بدء الحملة الروسية على سوريا لم يقم الطيران الروسي بإسناد قوات النظام وميلشياته على جبهات الجنوب السوري، وقام فقط بتنفيذ عدد محدود من الغارات في أماكن متفرقة، ولكن وبعد انتهاء مؤتمر الرياض للمعارضة السورية تغير الوضع في جبهات الجنوب، وصعد الطيران الروسي من عملياته ليقوم بتأمين غطاء جوي لقوات النظام وميليشياته، وتمكنت تلك القوات من السيطرة على مدينة الشيخ مسكين في الخامس والعشرين من كانون الثاني/يناير، بعد أكثر من 800 غارة من الطيران الروسي.

e59227b4-4a5b-425b-8a34-fce4f2d10491

وأثناء مؤتمر جنيف3 قامت قوات النظام وميليشياته بفتح جبهة جديدة في بلدة عتمان على مدخل مدينة درعا الشمالي بإسناد جوي روسي، ومنذ الثامن والعشرين من كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي وحتى يوم أمس الخميس الرابع من شباط/فبراير، تراوح معدل الغارات من قبل الطيران الروسي بين 10 و50 غارة يومياً، أغلبها استهدف مناطق سيطرة تشكيلات الجبهة الجنوبية.

وقال رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك بشار الزعبي لـ “ ” إن سبب التصعيد يأتي في الجنوب وفي جميع الأراضي السورية لتحقيق انتصارات ولو وهمية وتكبيرها في الإعلام من أجل استخدامها في المفاوضات.

وأشار إلى أن هناك علاقة بين التصعيد والمفاوضات قديمة جديدة منذ جنيف1، فالنظام يعمد بشكل دائم قبل بدء أية عملية تفاوض إلى التصعيد على الأرض ليستفيد من ذلك في تحقيق مكاسب سياسية.

وأضاف الزعبي بأن ما يقتل الشعب السوري هو الصمت المطبق لأصدقائه، وعدم تقديم أي شيء منذ بدء التصعيد الروسي والقصف الجوي، والاكتفاء بالتنديد، متمنياً أن يقوم أصدقاء الشعب السوري بتقديم أي شيء ملموس على الأرض، ونحن نعمل بالإمكانيات المتاحة، وبالتأكيد ستكون الخسارة كبيرة بسبب القصف الممنهج والأرض المحروقة.

716ce48e-9f70-416f-b69a-ac1a347b6320

وعن مصير الجبهة بعد توقف جنيف، وفي ظل التصعيد الروسي المستمر على مناطق سيطرة الجبهة الجنوبية، قال مدير الهيئة السورية للإعلام الدكتور ابراهيم الجباوي، إن الجبهة الجنوبية اليوم أكثر تماسكاً بعد الهجمة الشرسة من قبل الاستعمار والاحتلال الروسي المساند لقوات المرتزقة والميلشيات التي شهدتها مدينة الشيخ مسكين في الأسابيع الماضية، وشمالي حلب في الأيام الماضية، ما أدى لتوقف العملية السلمية في جنيف.

وأضاف الدكتور الجباوي بأنه ونتيجة التصعيد المستمر فالجبهة الجنوبية اليوم تسعى باتجاه التوحد وتوحيد الفصائل فيما بينها، لتكون على قلب رجل واحد وكلمة واحدة وغرفة عمليات واحدة، ولذلك فالجبهة الجنوبية تتوجه اليوم لتكون أكثر تماسكاً وتصميماً على استكمال تحرير المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام، لأنها تدرك تماماً أن التوحد هو خيارها الوحيد، وإذا ما توحدت فعلاً في الأيام القادمة سيكون هناك أنباء ومشاهدات للعالم أجمع على تفوق الجبهة في وجه كل ما يعيق تقدمها.

أخبار سوريا ميكرو سيريا