لليوم الخامس والثلاثين… النظام يفشل بالتقدم في (حربنفسه) بريف حماة الجنوبي


125

خالد عبد الرحمن:

مرت خمسة وثلاثون يوماً منذ بدء هجوم قوات النظام على بلدة حربنفسه في ريف حماة الجنوبي، وكتائب الثوار المرابطة على ثغورها صامدون في وجه تلك الحملة التي استعملت خلالها قوات النظام وميليشيات الدفاع الوطني كل ما تمتلك من قوة وأسلحة وعتاد.

وفي ظل مساندة جوية كبيرة من الطيران الروسي الذي يستهدف مدن وبلدات ريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي بعشرات الغارات الجوية يومياً، تزامناً مع محاولة قوات النظام التقدم باتجاه بلدتي كيسين في ريف حمص الشمالي وحربنفسه، ما يعني إطباق حصار خانق على ريف حمص الشمالي، وفصل منطقة الحولة عنها، إضافة إلى حصار ريف حماة الجنوبي، ما يهدد عشرات آلاف المدنيين بمصير يشابه مصير ساكني مضايا.

وفي حديث لـ “ ” قال الناشط حكم أبو ريان الناطق باسم مركز حماة الإعلامي إن النظام يسعى للسيطرة على بلدة حربنفسه كونها الشريان الهام الذي يربط ريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي، كما وتتوسط ريف حمص الشمالي بشقيه الغربي المتمثل بمدينة الحولة وقراها، والشرقي المتمثل بمدينة تلبيسة والرستن وتيرمعلة وعدة بلدات أخرى، وبالتالي فرض حصار خانق على كل هذه المناطق.

وأضاف بأن أغلب المشاركين في الحملة على البلدة هم من لجان الدفاع الوطني ومليشيا صقور الصحراء، بالإضافة إلى قوات النظام، ويقود العملية عميد لقوات النظام من مدينة كفربهم في ريف حماة الجنوبي بالإضافة لقائد المليشيات أحمد سياغاتا، منوهاً إلى مقتل أكثر من 200 من عناصر النظام وأغلبهم من عناصر الميليشيات الرديفة، بعضهم من كبار السن وموظفين حكوميين.

وأردف أبو ريان بأن الحملة لم تستطيع تحقيق مكاسب تذكر، فلا تزال المعارك على أطراف حربنفسه دون إحراز أي تقدم، بل استطاع الثوار خلال هذه الحملة تكبيد قوات النظام خسائر كبيرة في المعدات تمثلت بـ (تدمير دبابتين وعربة شكليا و3 مدافع 23 وعدة سيارات محملة برشاشات متوسطة ومدفع 57 محمول وإعطاب دبابة والاستيلاء مدفع 23 ورشاشين 14.5 وعدة قطع من السلاح الفردي).

وألمح أبو ريان إلى أن الحصة الأكبر من الغارات الجوية خلال الحملة على الريف الجنوبي لحماة كانت من نصيب بلدة حربنفسه، حيث تجاوز عدد الغارات الـ 400 غارة جوية، كما استعمل الطيران الروسي وبكثافة كبيرة القنابل العنقودية المحرمة دولياً، بالإضافة لمئات الصواريخ والقذائف والأسطوانات المتفجرة.

وأشار إلى أن النظام بعد بدأ الحملة يعيش في وضع محرج، بسبب فقدان الكثير من مناطقه الموالية للكهرباء بعد تأخر “حسمه” في هذه المنطقة الحساسة، كون البلدة تقع بالقرب من محطة الزارة الحرارية ويمر منها خطوط التوتر العالي التي تغذي بعض أحياء حمص والساحل ودمشق ولبنان، حيث توقفت وتقطعت عدد من هذه الخطوط.

وكما أضاف بأن النظام يحاول بشكل غير مباشر مفاوضة الثوار، إلا أن استمرار الحملة يعيق أي حل، مشيراً إلى أن الحل الوحيد هو الذي اتبعه الثوار المدافعون عن البلدة المتمثل بالصمود وتوحد كبير لفصائل الثوار والمصير المشترك الذي يدفع الثوار للدفع بكل طاقاهم لمنع أي تقدم قد تحرزه قوات النظام.

ويذكر أن بلدة حربنفسة تقع على ضفاف العاصي وبحيرة الرستن في أقصى الريف الجنوبي لمحافظة حماة، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 8 آلاف نسمة يعملون في الزراعة وصيد الأسماك، وتعتبر أكبر ناحية في الريف الجنوبي ويتبع لها إدارياً أكثر من عشرين قرية تضمن نحو 50 ألف نسمة، رغم صغر حجمها نسبيا مقارنة مع غيرها.

أخبار سوريا ميكرو سيريا