ما حقيقية ما يجري في الجنوب السوري وهل هناك تخاذل من قبل الفصائل العسكرية؟


gallery-preview

إياس العمر:

تميزت الجبهة الجنوبية خلال الاعوام الماضية عن باقي الجبهات في سوريا بانها كانت تملك زمام المبادرة وقد تمكنت تحرير معظم محافظتي درعا والقنيطرة، ولكن في الأشهر الأخيرة بدأ الوضع يتغير وتمكنت قوات النظام والقوات المساندة لها من استعادة زمام المبادرة واستعادت السيطرة على بعض المواقع للمرة الاولى منذ منتصف عام 2013.

ولمعرفة اسباب التراجع في الجنوب السوري مان لـ “ ” حديث مع الشيخ ناصر الحريري عضو مجلس الشعب المنشق وأحد أبرز وجهاء الجنوب السوري، الذي قال إن ما شهدته ساحات حوران مؤخراً كان مؤشرا على مدى الفوضى التي تكتنف معظم الفصائل، وغياب الحكمة عند بعض القيادات وعدم تقديرهم لهول الحدث.

image-7dde412898d058e386ae3ed67d094ec016290d735233f59630a8dee26f44c25e-V (2)

وأضاف أن البعض من القادة ونتيجة لما حصل في الآونة الأخيرة، خزن السلاح ليكون صمام أمان له ولفصيله بوجه ما أسماه “العدو الشقيق”، والبعض تراخى متكلاً على الغير من الفصائل لعدم تقديره حجم الكارثة التي وصلنا اليها، وبالناتج يرى الشيخ الحريري أنه “لا مبرر لأي قائد بالتواري عن معركتين كانتا بهذا الحجم الذي أوصلنا للذلة في جنيف”.

وأشار الشيخ الحريري إلى أنه في كل المؤتمرات تفضي إلى خذلان الضعيف وفرض استسلامه أمام القوي ذو الانتصارات، ولذلك يتوجب على كل الجيش الحر قلب المعادلة، لتحقيق توازن جديد يحبط محاولات روسيا التي تماطل وتشتري الزمن بالمؤتمرات لتحقيق نصر لبشار الأسد، من خلال استيلائه على أكبر رقعة مساحية.

وفي حديثٍ أيضاً مع قائد جيش اليرموك “سليمان الشريف”، الذي يقود واحداً من أبرز تشكيلات الجبهة الجنوبية، أوضح أن ما يجري بهذه الفترة في الجنوب السوري هو أمر مرحلي، وقال: حقيقة الامر الثورة مرت في كثير من الأحيان بمواقف كان يظهر عليها الضعف والتراجع في بعض الأحيان ثم يتم تدارك هذه المواقف ومنها عندما خسر النظام كثير من المناطق في الشمال والجنوب، واستعان بحزب الله وحقق بعض التقدم ثم تمكن الثوار من استعادة زمام المبادرة وبعدها استعان بالميلشيات الطائفية لم تستمر طويلا تقدم الميلشيات مع النظام، وبعدها جاء دور إيران لتثبيت النظام ولم تفلح رغم التقدم التي حققته في الشمال، وكان الكثير من هذه الحالات، ولكن سرعان ما تنتهي ويستعيد الثوار زمام المبادرة.

IMG-20160110-WA0001 (1)

وأردف قائد جيش اليرموك أن روسيا بكل قوتها وكل إمكانياتها السياسية والعسكرية تمكنت من السيطرة على قريتين فقط، وهذا لا يعني تحولاً أو انكساراً، سوف يستعيد الثوار زمام المبادرة وينقلب السحر على الساحر، بحسب الشريف.

وحول ما يشاع عن وجود “تخاذل” من قبل بعض التشكيلات في الجنوب السوري أوضح الشريف أن كلمة التخاذل تحمل معانٍ كثيرة، قد يكون استهتار مع عدم اكتراث وقد يكون ضعف تنسيق وقد يصل إلى حد الخيانة، ولا يشترط في المعركة التي يخسرها طرف أن تكون ناتجة عن التخاذل، فأسباب الخسائر في بعض الأحيان تكون لضعف أو عدم تنسيق أو عدم وجود إمكانيات لصدّ الهجوم، الحقيقة لا نستطيع ان نقول ان هناك فصيل متخاذل دون وجود دليل.

وعن توقعاته بعودة الدعم من قبل أصدقاء الشعب السوري، قال: أصدقاء النظام المجرم قدموا له كل شيء، أما ما نسمعه من اصدقاء الشعب السوري مجرد توقعات وما لم يكن هناك شيء حاصل على الأرض لن يكون هناك تصديق لهذا الكلام والتوقعات، فهل يعجز اصدقاء الشعب السوري عن إرسال عشرة صواريخ لتحسم المعركة ونكون داخل دمشق خلال أيام، وهل يعجز أصدقاء الشعب السوري عن إدخال أسلحة نوعية؟، الكل يعلم ان النظام ليس لديه قوة ورجال على الأرض، فقط نحتاج لغطاء جوي لنصل لقصر بشار الأسد خلال أيام وعندها سنقول إن هناك اصدقاء للشعب السوري.

وأكد قائد جيش اليرموك وجود استعداد جيد للمرحلة القادمة، مشيراً إلى أنهم يعملون على إنشاء تحصينات وخطوط دفاع جديدة، مؤكداً أن لديهم كثير من الجبهات المحصنة والتي يصعب اختراقها، وهناك انتقال كبير إلى موضوع التفاهم والتنسيق الذي كان ضعفه سبباً من أسباب الخسائر السابقة، وبدأ تنسيق عالي المستوى بين الفصائل، وربما تظهر في الأيام القادمة بعض التشكيلات والتحالفات الجديدة في الساحة الجنوبية بحيث تتلاشى كل الاخطاء السابقة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا