دعوات بمؤتمر ميونيخ لوقف القصف الروسي بسوريا


طالبت عدة دول عديدة موسكو بتطبيق اتفاق ميونيخلوقف “الأعمال العدائية” بسوريا، في حين نفت روسيا استهداف طائراتها للمدنيين. من جهته، أكد حلف شمال الأطلسي (ناتو) أنه لا يرغب بحرب باردة مع روسيا، لكنه حذر من الاعتداء على أي من أعضائه.
وجاءت هذه الدعوات خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الذي هيمنت عليه في يومه الأول أمس الجمعة قضايا الإرهاب وتنظيم الدولة الإسلامية وأزمة اللاجئين في أوروبا، وذلك بالتزامن مع توصل القوى الكبرى في ميونيخ أيضا إلى اتفاق لوقف “العمليات العدائية” في سوريا.

فقد دعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس روسيا اليوم السبت لوقف قصف المدنيين في سوريا، قائلا إن ذلك ضروري من أجل تحقيق السلام في البلاد.

وأضاف في كلمته بمؤتمر ميونيخ للأمن “”فرنسا تحترم روسيا ومصالحها.. ولكننا نعلم أنه من أجل إيجاد الطريق نحو السلام من جديد ينبغي أن يتوقف القصف الروسي للمدنيين”.

وسبقه في ذلك وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الذي أكد في المؤتمر أن خطة السلام التي تهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين قوات النظام والمعارضة المسلحة في سوريا في غضون أسبوع لا يمكن أن تنجح إلا إذا أوقفت روسيا ضرباتها الجوية الداعمة للحكومة.

فالس: وقف القصف الروسي ضروري من أجل تحقيق السلام في البلاد (الأوروبية)

نفي روسي
وبعد لحظات من تصريحات فالس قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف “لا يوجد دليل على أننا نقصف مدنيين على الرغم من أن الجميع يوهموننا بذلك”.

وأشار ميدفيديف في كلمته إلى أن بلاده لا تحاول تحقيق أغراض سرية في سوريا، بل تحاول حماية مصالحها الوطنية، وفق تعبيره.

وأضاف أن العلاقات الروسية الغربية دخلت في “حرب باردة جديدة”، معتبرا أن التعاون بين روسيا وأميركا مهم لإعادة الأمور إلى طبيعتها في سوريا.

وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد قال إن روسيا تستهدف المدارس والمستشفيات في إطار حملة القصف التي تشنها في سوريا.

وحمل الوزير -في كلمة له أمام المؤتمر- موسكو المسؤولية بشكل مباشر عن موجة النزوح الأخيرة لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين باتجاه الحدود التركية.

تحذير الناتو
أما الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ فقال إن “الاعتداء على أحد حلفائنا سيقابله رد من طرفنا”.

وأضاف ستولتنبرغ في كلمته أن الحلف لا يريد حربا باردة جديدة مع روسيا، ولكنه اتهم موسكو بزعزعة الأمن والاستقرار في أوروبا.

في غضون ذلك، أكدت الولايات المتحدة أهمية اتفاق ميونيخ بشأن سوريا، لكنها أكدت في الوقت عينه أنها تريد رؤية أفعال فورية على الأرض، ولا سيما من طرف روسيا والنظام السوري.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن الرئيس السوري بشار الأسد واهم إذا ظن أن النزاع في بلاده يمكن أن يحسم عسكريا.

وجاء ذلك ردا على تصريحات للأسد أكد فيها تصميمه على استعادة كل الأراضي السورية ومواصلة “مكافحة الإرهاب”.

وكان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قد قال في المؤتمر أيضا إنه لا يمكن هزيمة تنظيم الدولة إلا برحيل الأسد الذي قال إنه يوفر بيئة جاذبة للمتطرفين.

أما مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني فقالت إن دول الاتحاد تملك القدرة على القيام بخطوات جديدة في سوريا إذا ما تعاونت جميع الجهات الفاعلة، مشيرة إلى أن “أوروبا ليست منفصلة عن الشرق الأوسط”.

بدورها، شددت وزيرة الدفاع الألمانية أروسولا فون در لاين على ضرورة التطبيق الفوري لقرار مجموعة الدعم الدولية لسوريا الخاص بوقف ما تسمى “العمليات العدائية”.

المصدر : الجزيرة + وكالات


المركز الصحفي السوري