معاذ الخطيب يناشد للحل في سورية ويدعو لتشكيل تيار ثالث


معاذ الخطيب يناشد للحل في سورية ويدعو لتشكيل تيار ثالثنشر الرئيس السابق للائتلاف الوطني السوري، أحمد معاذ الخطيب، تسجيلاً دعا فيه النظام والمعارضة إلى ضرورة إيجاد حل للأزمة السورية، ودعا لتشكيل تيار ثالث ضاغط لأجل هذا الغرض، والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستلقى مبادرة “الخطيب” آذاناً صاغية؟ هل سيكون معاذ الخطيب أول السوريين ليقود هذا الجسد الشعبي السوري في جنيف ليقول أننا سوريون ولسنا موالين أو معارضين؟

النص:

((أهلنا وشعبنا السوري العظيم، مع المعارضة والنظام، المكون من 24 مليون إنسان، أحب أن أتكلم بصراحة بعض الأمور، هناك سؤال يقلق الجميع، هل هناك أمل لإنقاذ بلدنا، مع العلم أنه لم تبق محنة لم تنزل بنا.

ألخص الأمر من وجهة نظري بعطش الشعب للحرية منذ خمسين سنة، لم تستطع الأنظمة المتعاقبة أن تلبي هذا العطش، انفجرت الأمور ولم يستطع النظام التعامل معها، ولم يدرك حجم الألم لدى الناس، بثورة سلمية، ولأسباب مختلفة تحولت إلى ثورة عسكرية، وتدخلت أطراف إقليمية ودولية، وباتت سورية ملعباً للجميع.

وهو بنتيجة أخطائنا جميعاً من وجهة نظري رغم أني أحمل النظام المسؤولية الكبرى، ويجب أن نعترف بهذا لنجد طريق للخلاص، والمرحلة القادمة هي الأخطر على الإطلاق، لدينا سورية وشعبها والدول الإقليمية والدولية، والتيارات التكفيرية، في العراق بحجة أسلحة الدمار الشامل تم الكذب لتدمير كمون الشعب العراقي، والآن يريدون زلق المنطقة كلها إلى صراعات وتدمير كمون الشعب السورية، وقد تتداعى الأمور وتتجه إلى حرب عالمية ثالثة.

المشكلة الأساسية أن هذه الحرب ستكون هذه المرة على أرضنا، بحجة داعش التي خلقتها كل الدول التي لها علاقة بالملف السوري، ستجري المواجهات بين محورين أساسيين، خليجي تركي، وروسي إيراني، والهدف تدمير كل هذه الدول والقوى على أرضنا بثمن اختفاء سورية أرضا وشعباً.

هناك أمل ونافذة للخلاص بيد الشعب السوري بأن يكون يد واحدة، من طرفي المعارضة والنظام، المدني والعسكري والسياسي والإسلامي والعلماني وجميع الأطراف العرقية والدينية، الجميع يريدنا أن ينهش من دمائنا ولحمنا، ونتكلم منذ زمن كفا يا معارضة ونظام للدم والخراب، ربما النظام فاشل متوحش مغرور والمعارضة انتهازية لا وطنية انانية، ولكن من اليقين أن هناك أناس عقلاء داخل الطرفين، وواجبنا دعم هؤلاء لإنقاذ بلدنا، ويجب علينا أولاً الاعتراف بأخطائنا، وثانياً المصارحة مع بعضنا والابتعاد عن المستوى غير الأخلاقي الذي انحدرنا إليه.

قال رئيس النظام في مقابلة صحفية، إن أي شخصية تنتمي لدولة خارجية أو مخابرات أجنبية فهي لا تمثل السوريين في الحوار، ولا تعتبر سورية بكل بساطة، وهو كلام منطقي ولكن يجب أن يكون شاملاً، لماذا لا نجتمع كسوريين بدون نفوذ أي دولة من الدول المؤثرة على الطرفين، أتباع النظام سيقولون أنه يمثل دولة، وسأقول أنه كان يمثل دولة وفشل في ذلك وعليه أن يتنازل لأجل الحل السوري – السوري، وزير الخارجية قال إن كل من حمل السلاح يعتبر إرهابي، ربما صحيح في ظل القوانين الموضوعة حالياً، ولكن ماهي الأسباب التي دعت الشعب السوري إلى هذا، كان الضغط لا يحتمل فاتجه أفراده يمنةً ويسرة.

الجعفري قال للمعارضة أنتم تطالبون بإطلاق سراح النساء والأطفال وأنتم عندكم معتقلين منهم، ورغم أنه ما من نسبة بين الجانبين إلا أن ذلك خطأ بالتأكيد، لكن كيف تتخذ الدولة رهائن من شعبها وتتصرف تصرفات غير لائقة بدولة، وأقول للنظام، أنا إنسان ضعيف وتقدمت بمبادرات لحل المشكلة قبل خروجي من سورية مع بعض الأخوة، كانت المكافأة الاعتقال لمدة ما، وقدمت مبادرة في الثلث الأول من العام 2013 أهملها النظام جميعا، ولماذا لا يقدم النظام رؤية للحل؟

كلنا أصبحنا لعبة بيد الأمم حتى البحرين تريد التدخل في سورية، المسؤولين عن الوضع لا يتجاوز عددهم 2000 شخص من الطرفين والشعب السوري أكبر منهم، هو مئات آلاف النساء الأرامل وملايين الأيتام والشباب العاطلين عن العمل وهو ملايين العاملات المرهقات، ولديه طاقة حية من العلماء والصحفيين والأطباء والمهندسين والفلاحيين والعمال، هو شعب حي، ملايين الأطفال لم يتلقوا التعليم ودمه يسيل ليلاً نهاراً ليدفع فواتير الدول الإقليمية والدولية، وهو عشرات الآلاف من المقاتلين لصالح أطراف خارجية.

أناديكم جميعاً، أنادي أفراد الجيش السوري الحر النبلاء ومحبي البلد، وضباط وأفراد الجيش السوري النظامي الذين يظنون أنهم يدافعون عن بلدهم، أخاطب جميع من دليه شرف ومروءة وحب لبلده، أن يكون عامل ضغط للخروج من هذه الازمة، دعونا أن نكون التيار الثالث الذي ليس له إلا لإنقاذ سورية وشعبها، ومن المحتمل أن يظن البعض أننا وصلنا إلى طريق مسدود وقطعت الأمل، وأريد التذكير بقوله تعالى (ولا تيأسوا من روح الله)، نحن شعب عظيم، هناك شعوب أخرى مرت بتجارب مشابهة مثل بولندا ورواندا والبوسنة والهرسك أمامنا نماذج، وستواجهنا مشاكل.

دعونا نوقف سورية من التداعي إلى الفناء ونوثق هذا التدحرج اللامتناهي، هناك موضوع مهم هو العدالة الانتقالية، يجب أن نضع السكة في الطريق الصحيح، التداول السلمي للسلطة، وتغيير الأنظمة والقوانين التي أدت من الوصول إلى هذه المرحلة، ولا يظن أي أحد أن دعم أي طرف يمكن أن يجعله ينتصر، النظام منذ سنوات يتكلم عن التغيير والتطوير، الأمر يحتاج لتطوير جذري، في مقدمتها بإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، لمصلحة سورية.

نحتاج إلى إرادة وطنية وقرار وتغييرات جذرية، والبداية من عند النظام، التغييرات اللفظية ليس لها فائدة وستعقد المشكلة أكثر وأكثر، لماذا نحتاج إلى وسطاء لحل مشاكلنا، ولماذا يخشى النظام والمعارضة من المفاوضات المباشرة، دماء السوريين برقابهم جميعاً، يجب أن نعترف بخطئنا جميعاً، لا أحد أن يحصر تمثيل الشعب السوري الآن، فإما أن نتعاون جميعاً أو نفنى جميعا، وعلى كل إنسان من موقعه أن يضغط لصالح الحل، كفى دمار وخبر وكفى غض بصر وتعالي عن دمار بلادنا.

دعونا نبحث عن الأمور المشتركة بيننا، ولو كان هناك بحر من الدماء، ولا أظن أن هناك من يشك بوجود أمور متفق عليها منها الحفاظ على النسيج الاجتماعي السوري، استقلال القرار السياسي السوري، وعصمة الدماء والأموال السورية، اعتماد التفاوض وسيلة أساسية لحل الإشكالات، ووحدة سورية أرضاً وشعباً، والتعامل بصدق مع كل الاستحقاقات.

نحن لسنا شعب بسيط جاء من وراء التاريخ، نحن السوريون محصلة 10 الاف سنة من الحضارة، جمعت خلاصة حضارات الأرض، وأعظم حاضنة للإسلام الوسطي، وامان المنطقة والعالم من الانفجار، ونقطة التوازن، والشعب الذي يبعث إرادة الحياة والإلهام، هناك فرصة في الخامس والعشرين من شباط لإثبات ذلك أطلب عدم التفريط بها، يجب أن نكون كتلة اجتماعية تضغط لإنقاذ سورية، وتعلن أن الشعب السوري لا يذل هناك.))

معاذ الخطيب يناشد للحل في سورية ويدعو لتشكيل تيار ثالث المصدر.


المصدر : الإتحاد برس