نازحون من درعا يقعون بكمين لميليشيات (الاتحاد الديمقراطي) شمال حلب
18 شباط (فبراير - فيفري)، 2016
إياس العمر:
وقع عدد من نازحي مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي مطلع شباط/فبراير الجاري، في كمين نصبه لهم عناصر ميليشيا وحدات الحماية أحد مكونات ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بالقرب من مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، أثناء توجههم إلى الحدود مع تركيا طلباً للأمان.
ومنذ سقوط مدينة الشيخ مسكين بيد قوات النظام وميلشياته، نزح جميع سكان المدينة باتجاه القرى والبلدات المجاورة، وبعد قيام الطيران الروسي بقصف أغلب مدن وبلدات محافظة درعا لم يعد هناك مكان آمن يستطيع أن يلجأ إليه السكان، فقررت مجموعة من سكان المدينة التوجه نحو الشمال السوري، بهدف العبور إلى الحدود التركية، كون الحدود في الجنوب السوري مع الأردن مغلقة منذ زمن، ولا يتم استقبال اللاجئين.
وقال الناشط أحمد الديري لـ “ ” إن ما يقارب من 70 شخصاً من أبناء مدينة الشيخ مسكين توجهوا مطلع شهر شباط/فبراير الجاري نحو الشمال السوري عبر طرقات وعرة، بغية النجاة من قصف الطيران الروسي لمحافظة درعا، وبعد أيام من السير وصل النازحون إلى القرب من مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، وعندها وقعوا في كمين نصبته لهم وحدات الحماية أحد مكونات ميليشيات (قسد).
وأضاف بأن الطائرات الروسية قصفت المكان ما أدى إلى مقتل عدد من النازحين، وكان من ضمنهم أحد الثوار القدامى في مدينة الشيخ مسكين، ويدعى أبو يزن الغبشة، ويعتبر من أوائل الذين حملوا السلاح في مدينة الشيخ مسكين في وجهة النظام، وشارك في جميع معارك الشيخ مسكين بما فيها المعركة الأخيرة في شهر كانون الثاني/يناير الماضي، وقتل ابنه يزن منتصف علم 2012 في مجزرة ارتكبتها قوات النظام بحق عدد من ثوار مدينة الشيخ مسكين في قبو أحد مدارس المدينة عندما قامت بإحراقهم.
وأشار الديري إلى تمكن عدد من النازحين من النجاة بمساعدة ثوار الريف الشمالي لمدينة حلب.
ويذكر أن تكلفة ذهاب الشخص الواحد من الجنوب السوري باتجاه الشمال تقدر بحوالي 1000 دولار أمريكي، يقوم بدفعها للمهربين، وقامت قوات النظام خلال الأيام الماضية بنصب عدد من الكمائن للنازحين، ما أدى إلى اختفاء قرابة 90 شخصاً خلال الشهر الماضي فقط، ولا يزال مصيرهم حتى اليوم مجهولاً.
ومن المتوقع أن يتضاعف أعداد النازحين من الجنوب باتجاه الشمال السوري في الأيام المقبلة مع استمرار الحملة الروسية على الجنوب، على الرغم من كل المخاطر على الطريق، ولكن معظم السكان باتوا يفضلون المخاطر على البقاء تحت رحمة الطيران الروسي، وقد لجأ عدد من السكان لبيع كل ما يملكونه بغية تأمين المبلغ المطلوب من أجل الوصول إلى الحدود التركية.