اعتقالات تعسفية وسياسة تجويع يتبعها النظام بعد الهدنة في بلدة كناكر
25 شباط (فبراير - فيفري)، 2016
محمد القاسم:
تعتبر بلدة كناكر من أوائل البلدات الثائرة ضد النظام، ولها مساهمة بشكل كبير في الثورة السورية وكان لها دور كبير في الحراك الثوري في المنطقة منذ انطلاقتها، ثم ما لبث أن تشكلت فيها كتائب الجيش الحر مع انطلاقة الجيش الحر في بداية الثورة، وكان لها دور كبير في تحرير مناطق القنيطرة والريف الغربي.
وتقع بلدة كناكر في الريف الدمشقي الغربي تعداد سكانها 24 ألف نسمة، يضافون إلى 6 آلاف نازح يسكنون في البلدة. وتعرضت عبر الثورة لحملات كبيرة شهدت إجراماً من قبل قوات النظام ارتقى فيها عدد من الشهداء ووقع كثير من الإصابات.
وعلى الرغم من توقيع وجهاء البلدة وثوارها لهدنة قبل خمسة أشهر مع قوات النظام التي تحاصر البلدة، شهدت كناكر ثلاث مرات إغلاق الطرق ومنع إدخال المواد الغذائية والبضائع، إضافة لحملات الاعتقال التي لا تهدأ المستهدفة لأبناء مدينة كناكر ووصلت الأمور إلى إغلاق الطرق إلى كناكر التي تعتمد في حياتها على الطريق الوحيد وهو طريق النظام وحصاره.
في الفترة الأخيرة اعتقلت قوات النظام على أحد حواجزها شاباً من كناكر متهمة إياه أنه من الثوار، الأمر الذي أدى بأحد العناصر لإطلاق النار على عنصر تابع للنظام وإصابته، وكان هذا الأمر مزعجاً جداً قوات النظام التي قامت بإغلاق الطرق لمدة ثلاثة أيام.
ولجأت قوات النظام أكثر من مرة سابقاً إلى إغلاق الطريق لعدة أيام ومن ثم تعود وتفتح الطريق بسياسة تركيع الأهالي في المدينة يتبعها النظام المجرم، فيما جرت اعتقالات ممنهجة وبالجملة بحق أبناء كناكر في ريف دمشق وذلك على مدار الأيام القليلة الماضية حيث تم اعتقال أكثر من ستة أشخاص من حواجز النظام إضافة الى معاملة مذلة من حواجز النظام لأهالي البلدة في الفترة الأخيرة.
وفي اتصال خاص لـ “ ” مع الناشط معاوية حمزة في الغوطة الغربية أكد لنا أن بلدة كناكر محاصرة من 9 تلال عسكرية مدعمة بقوات النظام، منها تل الشيح وتل الهوا، إضافة إلى الحواجز القمعية المحيطة بها والتي تعمل ليلاً نهاراً على استفزاز المدنيين الذين لا يملكون حيلة إلا الصمت بسبب ضعف الوضع الميداني والعسكري في ريف دمشق الغربي بشكل عام.
وقبل عام تقريبا قام النظام بحملة في محيط كناكر كانت هذه الحملة هي التي قطعت كناكر عن المناطق المحررة بسبب سيطرة النظام على آخر طرق الثوار وبوابة الريف الغربي والقنيطرة ودرعا وهو محور تل أحمر المتاخم للبلدة وبعد قطع صلتها بالمناطق المحررة.
وشهدت كناكر سلسلة من الضغوط والحصار الشديد وباتت في حلقة مستهدفة من قبل النظام الذي لا يكاد ينهي طلب ليطلب آخر بعد عقد الهدنة مع النظام في شهر أيلول/سبتمبر في السنة الفائتة.