الجولاني: المفاوضات الحقيقية بميادين القتال وهي اللغة التي يفهمها الطغاة


55

زيد المحمود:

حذّر أمير جبهة النصرة أهل الشام مما أسماه خديعة الغرب وأمريكا، لأنهم يدفعونهم للعودة لعهد النظام، واعتبر الهدنة المزمع تنفيذها غداً السبت هدنة مخزية مذلة، مشيراً على أن المفاوضات الحقيقية هي في ساحات القتال، مؤكداً أن الثورة الناجحة هي التي تقتلع جذور النظام القديم بكل مؤسساته.

وقال أبو محمد الجولاني عبر تسجيل صوتي نشرته جبهة النصرة على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الجمعة (26 شباط/فبراير): “يا أهل الشام احذروا خديعة الغرب وأمريكا، احذروا مكر الرافضة والنصيرية، فالجميع يدفعكم للعودة إلى عهد طاغية نظام الأسد الكافر الظالم، فما سرهم أن تتحرروا من قبضته، وخشي الشرق والغرب من امتداد تحرركم إلى بلدان أخرى، وقد أعلنتم قراركم من أول يوم خرجتم فيه على الطاغية فقلتم حينها (الموت ولا المذلة)، وأنتم أهل لتصديقها”.

وأردف: توالت على ثورتكم وجهادكم المبادرات والمهل والمصالحات، انتهاءً بدور الأخضر الابراهيمي بتجميد القتال في حمص، ثم خلفه سيفان ديمستورا ليقوم بالدور نفسه في حلب، وكل هم المجتمع الدولي والأمم المتحدة ألا تسلكوا طريقاً يوضع نبراساً لحرية الشعوب وكرامتهم، فأول ما عرض ديمستورا مبادرته حاول النظام حينها قبل عام ونصف أن يصل لنبل والزهراء، حتى يقوي موقفه في التفاوض فكانت موقعة حردتنين حيث تكبد النظام فيها مئات القتلى”.

وأضاف: ولم يمهلهم جيش الفتح فبدأ السيل الجارف يقتلع النظام النصيري من إدلب إلى سهل الغاب مروراً بجسر الشغور وأريحا، فأوشك النظام حينها على الانهيار بالرغم من كل أشكال الدعم الرافضي الإيراني، ليجيء التدخل الروسي بعدها معلناً فشلهم وليحرز تقدماً جزئياً يفضي إلى خطة ديمستورا المعلقة وليرغم المجاهدين على الجلوس إلى طاولة الحوار مع قاتليهم وجلاديهم، فكان مؤتمر الرياض ليتبعه جنيف 3 ليساق المشهد من رحيل الأسد إلى هدنة مخزية مذلة معه، هدنة ترسم الحدود مرة جديدة، ليصبح أهل السنة في الشام أقلية في مناطقهم بعد تهجير الملايين وقتل مئات الآلاف، هدنة تئد الثورة وتدخل الجهاد الشامي دهاليز المؤتمرات الدولية، هدنة تفضي إلى حل سياسي يبقي مؤسستي الجيش والأمن راعيتي الإجرام والقتل، هذا وإن لم يبق بشار نفسه وهو الأرجح بعد المرحلة الانتقالية ومدتها 18 شهرا.

وخاطب الجولاني المستمسكين بوعود أمريكا قائلاً “ألم تسعفكم السنون الخمس من الكذب والمراوغة في معرفة حقيقتها، ولقد راهنتم على حسن نواياهم ومواقفهم المتلونة، فماذا جنيتم معهم سوى تهديدات جون كيري تدفعكم باتجاه الرضوخ بل تعدى الأمر إلى استغلال دماء أهلكم ومصابهم من أجل تسوية ملفات إيرانية روسية لصالح أمريكا، أترجون من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أن تصدر منهم قرارات تنصف قضيتكم، فلكم في فلسطين عبرة وعظة”.

“وإن من العجب العجاب أن يساوم على تضحيات أهل الشام من كان بالأمس ضمن منظمة الظلم والقهر والفساد التي ثار الناس عليها ليتحول في ليلة وضحاها إلى ممثل أو متحدث رسمي باسم من ضحوا وقدموا الآلاف من الشهداء، بل وأعطى لنفسه الحق في أن يضع ما قدمه أهل الشام في كفة ليفاوض عليها في الكفة الأخرى بمساعدات إنسانية وإغاثية، وليتذكر أولئك أنها كانت ولا زالت ثورة كرامة وجهاد أمة عظيمة ولم تكن يوماً ثورة جياع، ولا عجب أن يصدر هذا من مفاوض لم يعش مأساة أهلنا ولم يعاين قصفاً أو يغبر قدماً في معارك الشام، فمن لم يقدم الغالي والنفيس هان عليه بيع الشام بثمن رخيص”، بحسب قائد جبهة النصرة.

وأكد أن المفاوضات الحقيقية هي التي تكون بميادين النزال والقتال حتى يعم الأمن والأمان، فعلاج الأسباب خير من المفاوضة على النتائج، فهذه هي اللغة التي يفهمها الطغاة جيداً.

وشكر الجولاني أهل الشام الذين رفضوا قصف جبهة النصرة، “ولو أن الهدنة صدقت في إيقاف قصفكم دوننا فهذا شرف عظيم أن يسخرنا الله في التخفيف عنكم، فنحن لكم فداء”.

وأشار إلى أن الثورة الناجحة هي التي تقتلع جذور النظام القدم بكل مؤسساته، وإلا فهي هدر للدماء والأموال ومن ثم عودة للمربع الأول تحت نظام أكثر بطشاً وطغياناً، وإن لم يكن في الشام حسم لهذه المعركة فستطال تبعاتها أهل السنة في المنطقة المحيطة، والحرب تعدت مواجهة نظام بشار الأسد إلى التصدي “للمشروع الرافضي كاملاً”، داعياً الشعوب المسلمة إلى نصرة أهل الشام بالنفس والمال والولد.

https://ia801502.us.archive.org/19/items/Wa3d_Allah_3/asd.mp3

أخبار سوريا ميكرو سيريا