كيري يؤكد وجود خطة بديلة بسوريا ولافروف ينفي… ودي ميستورا يعلن غداً موعد جولة جديدة من محادثات جنيف


الرصد السياسي ليوم الخميس (25/ 2/ 2016)

“كيري” يؤكد وجود خطة بديلة بسوريا و”لافروف” ينفي

أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري مجددا أنه إذا لم تكن مفاوضات السلام السورية جدية فستكون لدى واشنطن خطة بديلة، بينما نفى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجود خطة بديلة لدى موسكو أو واشنطن لتسوية الأزمة السورية حاليا، أو حتى مستقبلا.

وقال كيري في شهادته اليوم أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي إن واشنطن ستقيم بجدية خلال شهر على الأكثر نيات أطراف النزاع في سوريا، وضرورة التحول إلى خطة بديلة.

وأضاف كيري أن إيصال المساعدات إلى المتضررين لم يكن ممكنا لولا اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا.
من جانبه، قال لافروف إنه لن تكون هناك خطة بديلة لهذا الاتفاق، بينما اعتبرت تركيا أن وقف روسيا للغارات الجوية في سوريا بعد تطبيق الاتفاق سيكون “ضمانا له”.

ونقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية عن لافروف قوله إنه ناقش مع كيري شروط وقف النار التي سوف تُستثنى منها العمليات ضد التنظيمات التي “يعتبرها مجلس الأمن الدولي إرهابية”، مشددا على أن أزمة الشرق الأوسط لا يمكن أن تحل في حال استخدام من وصفهم بالإرهابيين كبيادق في اللعبة الجيوسياسية.

وبدورها، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن عملية وقف إطلاق النار في سوريا مستمرة رغم ما وصفته بمحاولات من بعض المسؤولين الأميركيين لإفسادها.

وأضافت زاخاروفا للصحفيين أن موسكو وواشنطن تتبادلان المعلومات بشأن خطة وقف إطلاق النار المزمع دخولها السبت حيز التنفيذ.

وكان كيري قال الثلاثاء، -خلال جلسة في مجلس الشيوخ الأميركي- إن بلاده تدرس خطة بديلة في حال لم تكن دمشق وموسكو جادتين في التفاوض على الانتقال السياسي، مضيفا أنه أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولايات المتحدة لن تنتظر أكثر من شهر أو اثنين لترى ما إذا كانت موسكو جادة بشأن المحادثات.

وفي اليوم التالي، نددت دمشق بتصريحات كيري، ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي بالخارجية أن “تصريحاته تجافي الواقع وتأتي في سياق التضليل لإخفاء مسؤولية واشنطن في ما تتعرض له سوريا من جرائم المجموعات الإرهابية”.

“دي ميستورا”: نتطلع لوقف الأعمال العدائية بسوريا

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا “ستفان دي ميستورا” إنه يتطلع لوقف الأعمال العدائية، مبينا أن هذا الأمر سيؤثر على تسريع عملية الوصول للناس المحتاجين في سوريا في الأماكن المحاصرة وفي كل مكان.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مع كبير مستشاريه” يان إيغلاند” بعد اجتماعهما مع أعضاء من فريق إيصال المساعدات الإنسانية في سوريا.

وأكد “دي ميستورا” أنه سيعلن غدا الجمعة موعد الجولة التالية من محادثات السلام في جنيف، مضيفا أن الدول الأعضاء في “مجموعة الدعم الدولية لسوريا” ستعقد اجتماعا أيضا غدا لقوة المهام الخاصة بها.

وأوضح أن يوم الغد سيكون يوما مهما وحاسما، وهو يوم سيكون بداية للعمل من أجل الوفاء بوقف إطلاق النار، كما سيجتمع فريق العمل لبحث سبل تطبيق ذلك.

وبيّن المبعوث الأممي أنه سيحيط مجلس الأمن الدولي مساء غد الجمعة بجهوده الرامية لوقف القتال، وإعادة النظام السوري والمعارضة إلى طاولة المفاوضات، حيث من المزمع أن يصوت مجلس الأمن الدولي بعدها على مشروع قرار من شأنه تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا.

وكثفت واشنطن وموسكو ضغوطهما على حلفائهما لضمان اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أكد النظام السوري أنه سيلتزم به، بينما أعلنت المعارضة التزامها “بهدنة مؤقتة لمدة أسبوعين”.

من جهته، أعلن الكرملين أن الرئيس السوري” بشار الأسد” أكد لنظيره الروسي “فلاديمير بوتين” -في مكالمة هاتفية- استعداده للالتزام بالهدنة.

المعارضة السورية: الهدنة فرصة لاختبار جدية الطرف الآخر

أبدت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية استغرابها وجود روسيا طرفا مشاركا لواشنطن في ضمان تنفيذ هدنة لمدة أسبوعين، بينما تعد موسكو شريكا أساسيا في العمليات العسكرية، لكنها رأت في هذه الهدنة فرصة لاختبار مدى التزام الطرف الآخر.

وقالت إنها درست باهتمام البيان المشترك الصادر عن الولايات المتحدة وروسيا بشأن وقف القتال، مؤكدة أنها تثمن وتنظر بإيجابية لكل جهد يهدف لوقف قتل وقصف المدنيين السوريين.

واعتبرت تلك الهيئة -التي يرأسها رئيس الوزراء السابق رياض حجاب- أنه كي تكون الهدنة فاعلة لا بد أن تنص على وقف كل العمليات العسكرية التي تشنها قوى خارجية على الأراضي السورية.

وعبرت في بيان عن اندهاشها من تجاهل الاتفاق الأميركي الروسي لدور موسكو وطهران في شن هذه العمليات وانتهاكاتهما بحق الشعب السوري من خلال قصف المناطق الآهلة بالسكان.

وطالبت الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة بجهة محايدة، وآليات عمل تضمن مراقبة عدم خرق الهدنة التي يتعين أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل الجمعة السبت.

وأعلنت رفضها الكامل لكل أنواع وأشكال “الإرهاب والتطرف” بما فيها ممارسات تنظيميْ الدولة الإسلامية والقاعدة، وحزب الله والمليشيات الطائفية “الإرهابية” القادمة من العراق ولبنان وإيران وأفغانستان ومليشيا الحرس الثوري الإيراني فيلق القدس ومثيلاتها.

وفي واشنطن، أبدى الرئيس الأميركي “باراك أوباما” حذره بشأن خطة وقف القتال في سوريا لكنه أكد للصحفيين أنه إذا تحقق بعض التقدم هناك فسيقود هذا إلى عملية سياسية لإنهاء الحرب.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي” جون كيري” إنه تحدث مع نظيره الروسي” سيرغي لافروف” وإن فريقيهما سيجتمعان قريبا لمناقشة الخطة.

وأضاف كيري “لست هنا لأجزم بأنها ستنجح بالتأكيد” لكن الكل يشدد على ضرورة أن يكون هناك حل دبلوماسي، وفق تعبير المسؤول الأميركي الذي تساءل عما إذا كانت روسيا وإيران ستعملان باتجاه تحقيق الانتقال السياسي بسوريا.

بدوره عبر رئيس تركيا رجب طيب أردوغان عن خشيته ألا تحقق خطة وقف إطلاق النار شيئا سوى مساعدة (بشار) الأسد .

وكان رئيس النظام السوري قد أبلغ أمس الأربعاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين استعداد حكومته للمساعدة في تطبيق الاتفاق.

وتأمل الأمم المتحدة أن تتيح هذه الهدنة فرصة لاستئناف محادثات السلام السورية التي انهارت هذا الشهر بعد أن شنت القوات الحكومية السورية هجوما بدعم روسي على مدينة حلب.

وتقول تلك المنظمة الدولية إن الحرب في سوريا خلفت 4.5 ملايين شخص هم في حاجة لمساعدات إنسانية، ويصعب الوصول إليهم.

المركز الصحفي السوري ـ أحمد الإدلبي


المركز الصحفي السوري