لماذا لا يتطلع حزب الله لمواجهة إسرائيل؟

كتب نور سماحة تقريرا في مجلة "فورين بوليسي"، عن ما أسماها التحضيرات التي يعدها حزب الله للمعركة الكبيرة.
ويقول الكاتب إن “بلدة شبعا اللبنانية، التي تقع بين سوريا وإسرائيل، هي تحت مراقبة نقطة عسكرية إسرائيلية من جهة، وقوات حفظ السلام من جهة أخرى، فيما يحتفظ الجيش اللبناني بعدد من الوحدات في مناطق متفرقة في البلدة، وفيها تتقاطع النزاعات كلها في المنطقة، وليس بعيدا عنها، شرقا وفي الجانب السوري من الحدود، هناك مجموعة من الفصائل السورية المسلحة، بينها جبهة النصرة وفصائل الجيش السوري الحر ومقاتلون من تنظيم الدولة، الذي يحتفظ بمناطق، حيث تراقب إسرائيل وحزب الله الوضع فيها بقلق”.   وتنقل المجلة عن مصدر مقرب من حزب الله قوله: “في الحرب المقبلة، لن يقاتل حزب الله على الحدود، ولن تحمى المستوطنات الإسرائيلية في الشمال”، وأضاف: “سيجلب حزب الله الحرب إليهم، إن الإسرائيليين يشعرون بالقلق من تجربته في سوريا، حيث أصبحت له القدرة الهجومية لا الدفاعية”، مشيرا إلى أن العمليات الانتقامية، التي قام بها حزب الله ضد إسرائيل، تمت في بلدة شبعا، ما يشير لكونها نقطة ضعيفة بالنسبة لإسرائيل. ويلفت الكاتب إلى أن القادة العسكريين الإسرائيليين يعدون حزب الله تهديدا عسكريا، ولم يستبعدوا عملية عسكرية واسعة، ويقول غادي إزيكنوت: “تقوم إيران بشن حرب ضد إسرائيل، من خلال وكلاء مثل حزب الله في لبنان، الذي يشكل اليوم تهديدا على إسرائيل”، ويعد إزيكنوت مهندس ما يطلق عليها “عقيدة الضاحية”، أي الضاحية الجنوبية في بيروت، وتقوم هذه العقيدة على استخدام القوة لتحقيق الأهداف العسكرية. وترى المجلة أن الغارات الجوية التي شنتها إسرائيل على سوريا منذ عام 2013 على مخازن وقوافل أسلحة، تشير إلى المخاوف من حصول حزب الله على أسلحة متقدمة، وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من نقل السلاح إلى حزب الله، وقال إنه “خط أحمر”. ويجد التقرير أنه مع هذه الاستعدادات كلها والتغير في تجربة القتال، إلا أن الحزب لا يتطلع لمواجهة جديدة مع إسرائيل في المستقبل القريب، مشيرا إلى أن هذا لا يعود للحرب في سوريا، ولكن بسبب المناخ السياسي في لبنان، الذي لا يدعم الحرب كما في عام 2006.   وتختم “فورين بوليسي” تقريرها بالإشارة إلى أنه لهذا السبب، فقد كان قادة حزب الله واضحين، بأنهم يفضلون بقاء الحدود مفتوحة، لكن إن بدأت إسرائيل الحرب فلن تبقى “المقاومة في لبنان، بل ستصل إلى الجليل”، بحسب أحد القيادات. (عربي 21)