الجامعة العربية.. الأسد “فخامة الرئيس” ولا اعتراف بعلم الثورة

8 مارس، 2016

لا تخطئ عين زائري موقع جامعة الدولة العربية على الشبكة العنكبوتية، عند الضغط على “الدول الأعضاء”، أن بشار الأسد ما زال ضمن الرؤساء المعترف بهم وبوصف “فخامة الرئيس”، بخلاف موقف الجامعة وأعضائها مما يحصل في سوريا.

فعلى الرغم من تحديث “الجامعة العربية” لموقعها الإلكتروني باستمرار بأنشطته واجتماعات أعضائه، وفي الوقت الذي تم فيه تحديث معلومات دول وقعت فيها ثورات، لا سيما ليبيا (التي تم وضع علم الثورة على الخريطة ودون تحديد اسم رئيس حتى الآن بانتظار حصول توافق)، واليمن التي تم الاعتراف برئيسها الحالي عبد ربه منصور هادي، ولبنان التي أزيل اسم رئيسها السابق ميشيل سليمان، فيما بقي مكانه فارغاً ريثما يتوافق اللبنانيون على رئيس جديد، فإن الوضع بقي على حاله في سوريا من حيث “فخامة الرئيس” والعلم الذي ترفعه دبابات الأسد وطائراته التي عصفت قتلاً بالشعب السوري وتواصل تدمير البلاد بلا هوادة.

– تقصّد أم بغفلة؟

فبالرغم من كونها تتصدى لهموم الشعوب العربية، سعياً لجعل الوطن العربي مستقراً أمنياً وسياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ووفقاً لهذا المعنى اتُّفق على تسميتها بـ”جامعة الدول العربية”، فإنها ما زالت تغض الطرف عن رغبات هذه الشعوب.

ذلك ما يتوضح لمن يطّلع على موقع “جامعة الدول العربية” التي تناقض نفسها، حين تضع علم ليبيا الجديد، وهو علم الثورة، في حين أنها ما زالت تضع علم النظام السوري متجاهلة إرادة السوريين كشعب، واختيارهم علماً يدل على ثورتهم ورفضهم للنظام القائم ورمزياته.

التناقض هذا يقود إلى التعجب والتساؤل أيضاً فيما إذا كانت “الجامعة” تقف كذلك بالضد من إرادة حكومات عربية، حملت على عاتقها ردع التدخلات الأجنبية عن بلدان الوطن العربي، ومطالبتها بإزالة بشار الأسد عن السلطة في سوريا؛ لكونه تسبب حتى الآن بقتل نحو نصف مليون سوري، وتشريد أكثر من ستة ملايين آخرين مهجرين داخل وخارج البلاد.

– “فخامة الرئيس”

كذلك، وبحسب ما رصد فريق “الخليج أونلاين”؛ فإن الجامعة وعلى موقعها الإلكتروني، وفي فقرة نبذة مختصرة عن كل بلد، ما زالت تكتب “فخامة الرئيس بشار الأسد”، وهو اعتراف صريح وواضح من الجامعة بأن رئيس النظام السوري الذي أثبتت التقارير العالمية، وآلاف الوثائق والأدلة المصورة، وقوفه وراء مقتلة الشعب السوري الذي يراق دمه كل يوم، وتعاونه مع دول معادية للعرب، ومليشيات طائفية، تسعى لبث الفرقة والخلاف في بلدان عربية، واستقدامه لأنواع الاحتلال إلى بلاده، الرئيس الشرعي لسوريا.

من جهة أخرى، فإن لبنان ما زال اسم رئيسه في النبذة المختصرة على موقع الجامعة خالياً، وكذلك ليبيا، ما يدل على أن الجامعة فشلت حتى اليوم في التوصل إلى حل بين أطراف سياسية متنازعة في هاتين الدولتين، يوقف العنف فيهما، ويحقق التوافق على شخصية الرئيس.

إذن، هل توافَق السوريون على رئيس شرعي لهم هو “فخامة الرئيس بشار الأسد” ونحن لا ندري، حتى تعترف به “الجامعة العربية” في سجلاتها؟ وقد دشن نشطاء التواصل الاجتماعي بعد نشر هذا الخبر على موقع “الخليج أونلاين” وسماً حول هذه القضية:

#الجامعة_العربية_تعترف_بالأسد

الخليج أونلاين