لاجئة سورية بأنقرة: بعد مقتل زوجي.. أحلم بتربية أبنائي في بيئة حسنة


تختصر اللاجئة السورية بالعاصمة التركية أنقرة، “سهام أحمد” (30 عامًا)، حلمها، فقط في “المقدرة على تربية أبنائها الخمسة في بيئة حسنة وتوفير التعليم لهم”، ليتمكنوا من مواجهة صعوبات الحياة في المستقبل.

وفي حديثها للأناضول قالت الأرملة أحمد، التي فقدت زوجها في الحرب بسوريا، إنها تعيش في أوضاع صعبة، إلّا أنها لم تفقد الأمل في الحياة، مضيفة “ليس لنا إلا الله، ثم تركيا، لكنني أرغب في البحث عن عمل بسيط، يوفر لي ولعائلتي دخلًا، يمكنني من مواجهة صعوبات الحياة وتربية أبنائي بصورة جيدة”.

وتسرد “أم يوسف” حكايتها قائلة “زوجي محمد، كان لديه مصنع طوب صغير، قبل بدء الثورة، وانضم إلى الجيش الحر المعارض، بعد نحو عام من انطلاقها، وبدأ في القتال ضد نظام بشار الأسد، وظل يجاهد حتى استشهاده في مايو/ أيار 2014، جراء قصف طائرات النظام جبهة البريج، بطريق الباب في مدينة حلب”.

وتابعت “في البداية تم إبلاغ والده الذي لجأ إلى تركيا قبل عدة سنوات، بنبأ مقتل زوجي، ثم أبلغني حماي بعد أيام بالخبر الأليم”، مشيرة أن “مقتل أعز إنسان على قلبها، غيّر حياتها وقلبها رأسًا على عقب، فاضطرت إلى ترك سوريا والتوجه لتركيا، بعد أسبوع واحد فقط”.

وأضافت أنها كانت تقف بجانب زوجها في سوريا، وبقيت معه طوال الوقت، إلّا أن “فقدانه وخوفها من تعرض أبنائها لسوء، واستحالة الحياة في حلب، دفعها للرحيل وترك بلدها التي تربت وترعرعت فيه”.

وأوضحت أحمد، أنها توجهت مباشرة إلى أنقرة، حيث حطت رحالها في منطقة “سيتالار”، التي يعيش بها أغلب اللاجئين السوريين في العاصمة التركية، ومكثت في بيت صغير لمدة عام وشهرين، قبل أن تنتقل إلى بيت آخر في نفس المنطقة.

وحول رغبتها في العودة لبلادها في حال انتهاء الحرب وعودة الهدوء، أكدت أم يوسف، أنها لا تنوي الرجوع إلى سوريا وأن أطفالها لا يرغبون في ذلك أيضًا، جراء الأوضاع النفسية الصعبة التي مروا بها إثر أصوات الطائرات والصواريخ والقنابل العالقة في أذهانهم حتى الآن، والرعب الشديد الذي عاشوه هناك.

وبحزن عميق قالت اللاجئة السورية، “عشنا في سوريا أيامًا صعبة جدًا، ننام إن تمكنّا من النوم مع عدم الأمل في الاستيقاظ، ونستيقظ مع عدم الأمل في إكمال يومنا أحياء، هكذا كانت تسير الحياة في حلب”.

وأشارت أن بيتها في حلب لم يتعرض لقصف لكن “اللصوص لم يتركوا شيئًا به سوى الجدران”، في إشارة إلى عناصر النظام وتنظيم “داعش” الإرهابي.

وعن حياتها في أنقرة تقول، إنها “تعيش في بيت بإيجار 200 ليرة تركية شهريًا (نحو 70 دولارًا)، تقوم بتوفيرها من المساعدات التي تتلقاها من محبي الخير الأتراك”، لافتة أن “المساجد في منطقتها، توزع مساعدات للسوريين، توفرها بعض الجمعيات والأشخاص إلى أئمة المساجد، الذين يقومون بتسجيل طلبات المحتاجين”.

وأضافت “لدي 3 أولاد وبنتان، اثنان منهم (إسماعيل وزكريا) يتلقيان تعليمهما في مدرسة سورية قريبة افتتحتها الحكومة التركية”، مشيرة أن “ابنها الأكبر يوسف (11 عامًا)، يعمل في ورشة تصنيع حقائب نسائية بأنقرة بمبلغ 300 ليرة شهريًا (105 دولارات)”.

وتابعت بألم “لم أتمكن من إرسال ابنتي غفران (10 سنوات) للمدرسة، حتى تساعدني في أعمال المنزل والمكوث مع ابنتي الصغيرة (3 سنوات) خلال خروجي لإحضار معونات من المساجد أو من أهل الخير”.

وعن أفراد عائلتها (والديها وأخوانها) تقول إنهم يعيشون في مدينة الرقة التي تسيطر عليها داعش، ولم تصلها أية أخبار عنهم، منذ فترة طويلة، مشيرة أن “آخر مكالمة عبر الهاتف مع عائلتها، كانت في عيد الأضحى الماضي (سبتمبر/أيلول 2015).

ومنذ 15 مارس/ آذار 2011 تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام اعتمد الخيار العسكري لوقف ما يسميها بـ”الأزمة”، ما دفع سوريا إلى دوامة من العنف، ومعارك دموية بين قوات النظام والمعارضة، لا تزال مستمرة حتى اليوم، خلفت أكثر من 300 ألف قتيل، و10 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.

الأناضول