on
سوريا في كوكب….. ووزراء النظام في كوكب آخر….
“الأرض كما تعطيها تعطيك” مقولة سمعناها وترددت كثيرا من قبل أجدادنا وجداتنا، فعلى قدر ما يتعب الفلاح ويبذل الجهد والمال والتعب، يلاقي مردودا وفيرا من محصول الأرض، ولكن الأراضي الزراعية في سوريا قد مرت بمراحل كثيرة خلال الثورة السورية، وتعرضت لضرر كبير خلالها، ولكن بشار الأسد ونظامه يحاولون إقناع ما تبقى لهم من موالين أن سوريا لازالت بخير.
حيث أعلنت جريدة البعث الموالية للنظام السوري في تقرير لها مؤخرا أن وزير الزراعة المهندس أحمد القادري اعتبر أن هدف الوزارة الأول يتمثل بتأمين الاستقرار للفلاحين في قراهم من خلال تقديم كافة الخدمات وخاصة للفقراء منهم، وذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية، وتقديم سلل غذائية ومنح إنتاجية على شكل أغنام ودواجن وأعلاف وخلايا نحل وبذار مختلفة وشبكات ري ورقائق بلاستيكية للزراعات المحمية.
وكأن وزير الزراعة في سوريا من كوكب آخر أو أنه لا يعلم بما يقوم به النظام السوري وحلفاؤه، فكيف للفلاحين أن يستقروا في قراهم في ظل القصف اليومي والممنهج، على كافة القرى والبلدات في المناطق المحررة، والذي يطارد شبحه عقول وأجساد المدنيين والفلاحين، مما يدفعهم للهرب بأرواحهم وعوائلهم إلى مناطق أكثر أمانا.
أبو أحمد فلاح من منطقة تل حدية في ريف حلب الجنوبي يملك أرضا زراعية هناك يقول: ” بعد شن قوات النظام حملة عسكرية ضخمة في ريف حلب الجنوبي أصبحت مزارعنا وقريتنا مسرحا للاشتباكات بين كتائب الثوار وقوات النظام، الأمر الذي دفعنا للنزوح باتجاه مدينة ادلب كونها أكثر أمانا تاركين وراءنا الأرض الزراعية ومحصولها الذي تعبنا عليه وكنا ننتظره. ”
و يقول وزير الزراعة بكامل قواه العقلية أن وزارته ستعمل على تأمين سلل غذائية للفلاحين والبذور وغيرها كالأغنام والأبقار، ولكن كيف سيعطي النظام السلل الغذائية للفلاحين وهو يحاصر كل منطقة تخرج عن سيطرته، فيقطع عنها الغذاء والدواء كالغوطة في ريف دمشق فقد فرض النظام حصارا خانقا عليها منذ بداية الثورة فيكون الموت مصير الناس فيها جراء نقص الغذاء والدواء.
أبو عدي مزارع من مدينة دوما في الغوطة الشرقية المحاصرة يقول: ” فرض نظام بشار الأسد الحصار منذ بداية الحراك الثوري في غوطتنا فقطع علينا الطرقات، الأمر الذي انعكس سلبا بشكل كبير على الأراضي الزراعية هنا فقد انتشرت الأوبئة وتفشت الأمراض الخطيرة بين الأراضي الزراعية وأشجارها، بسبب غياب العقاقير الزراعية والمستحضرات التي تقاوم الأمراض والحشرات ،مما أدى على ضعف الإنتاج الزراعي بشكل كبير هذا غير موت المدنيين جوعا كما حصل في مضايا وغيرها. ”
سوريا بخير وتتقدم بجميع المجالات في مجال التجارة الصناعة والسياحة والزراعة، تلك هي العبارات والفكر التي يطرحها النظام السوري عبر قنواته الإعلامية وعلى ألسنة وزرائه، ليحاول أن يوهم نفسه أنه مسيطر عل الوضع وأن ما يدور في سوريا محض مؤامرة كونية وتخريب إرهابي، ولكن الممانعة والمقاومة المنشودة التي يتحدث عنها بشار الأسد منذ خمس سنوات، ستقضي على الإرهابيين وتعيد سوريا كما كانت.
محمد المحمود
المركز الصحفي السوري