معارضون: انسحاب روسيا سببه ضعف اقتصادها وتهالك نظام الأسد


عزا قادة في المعارضة السورية قرار روسيا سحب الجزء الأساسي من قواتها في سوريا، إلى ضعف أداء جيش النظام السوري على الأرض، والعبء الاقتصادي المترتب على العمليات العسكرية، إلى جانب تهديد قوى إقليمية بالتدخل في البلاد، في حال تواصل التدخل الروسي.

ورأى قادة بالمعارضة في تصريحات لـ”الأناضول”، أن “روسيا ستواصل دعمها لنظام بشار الأسد بشكل أو بآخر، رغم قرار الانسحاب من سوريا”.

وقال أبو يوسف المهاجر، الناطق العسكري لحركة “أحرار الشام”: إن “هناك استياء روسياً من ضعف أداء جيش النظام على الأرض؛ الأمر الذي حال دون تحقيق الأهداف العسكرية المرجوة في عدة مناطق في سوريا”.

وأشار إلى أن “روسيا لايمكنها الاستمرار في قيادة العمليات العسكرية إلى ما لا نهاية، وخاصة أنها تتكلف أعباء اقتصادية كبيرة، إلى جانب الخسائر التي تتكبدها في الأرواح”، على حد قوله.

وأوضح المهاجر أن “وتيرة القصف الروسي انخفضت في سوريا، منذ سريان اتفاق “وقف الأعمال العدائية”، بتاريخ 27 فبراير/ شباط الماضي، فيما يبدو أنه كان تمهيداً للانسحاب”.

وأعرب عن اعتقاده أن “الطلعات الروسية ستتوقف بشكل عام، إلا في حالات خاصة كحسم بعض المواقف”، مشيراً الى أن “روسيا منهكة اقتصادياً ولايمكنها الاستمرار في هذه الحرب”.

ولفت المهاجر إلى أن “روسيا أمنت من خلال تدخلها قواعدها العسكرية في الساحل السوري، وحصلت على عقود نفطية وتجارية، وأخذت ما تريد أن تحصل عليه من النظام”.

وأضاف: أن “إيران ستعود إلى الواجهة كما كانت قبل التدخل الروسي”، معرباً عن اعتقاده أن “قسماً كبيراً من الأموال التي سحبتها إيران من البنوك بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها ستضخ لتمويل المليشيات في سوريا من أجل قتل المدنيين”.

من جهته شكّك أبو أيهم العجر، القيادي العسكري في “فرقة العائدين”، التابعة لـ”الجبهة الجنوبية”، بنيات روسيا حيال قرار سحب قواتها العسكرية من سوريا.

وقال: إن “روسيا لم تعلن وقف دعمها العسكري للنظام، وذلك يعني أنها لم تتخل عنه، إنما اضطرت إلى إصدار هذا القرار لتلافي الحشد الدولي الممثّل بالتحالف الإسلامي، بقيادة السعودية وتهديدهم بالتدخل في سوريا إذا استمر تدخّل أطراف خارجية فيها لصالح النظام”.

وأضاف: أن “النظام السوري ممثّلاً بوفد المفاوضات التابع له في جنيف، أصبح يتحدّث من منطلق القوي والمسيطر على الأرض، خاصةً مع التقدّم الذي أحرزته قوات النظام بدعم من الضربات الجوية الروسية والمقاتلين الأجانب، في عدد من المناطق السورية”.

وفي السياق، رأى العقيد محمد الأحمد، المتحدث الرسمي باسم “الجبهة الشامية”، أن “هناك خلافات حول أولويات المعارك على الأرض بين روسيا من جهة، وإيران والنظام السوري من جهة أخرى؛ وهو ما تسبب بغضب روسي شكل أحد دوافع اتخاذ قرار الانسحاب الأخير”.

وقال: إن “القرار الروسي بالدخول لإنقاذ النظام السوري كان خاطئاً بالأساس”، مشيراً إلى أن “موسكو حصلت على كل ما تريده من النظام، وضمنت بقاء قواعدها، ولم يعد يهمها بشار الأسد”.

وتوقع ألّا يستمر الدور الإيراني في سوريا لكون “طهران أيقنت أن نظام الأسد قد انتهى، وأن استمرار دعمه يعني كسب المزيد من الغضب العربي والإسلامي”. بحسب وصفه.

وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أوعز أمس الاثنين، لوزير دفاعه، سيرغي شويغو، بسحب القوات الروسية الرئيسية من سوريا، اعتباراً من اليوم الثلاثاء، عقب لقاء جمع بوتين مع كل من شويغو ووزير الخارجية، سيرغي لافروف، في الكرملين.

وأعلن الكرملين أن “جميع ما خرج به اللقاء تم بالتنسيق بشأنه مع رئيس النظام السوري بشار الأسد”.

الخليج أونلاين