ثوار جبل الأكراد معنويات تعانق السماء في الذكرى الخامسة للثورة والقرار الروسي.
15 آذار (مارس)، 2016
صمود وثبات وتضحيات، يقدمها الثابتون في جبلي الأكراد والتركمان وكما غيرهم من الثوار على كامل ثرى الشام.
الذكرى الخامسة للثورة ليست كغيرها هذه المرة فالقرار الروسي الأخير بالهزيمة كما يسميه الثوار
أو بالمناورة وقبض الثمن كما يسميه غيرهم أسباب متعددة والنتيجة واحدة لدى الثائرين والمرابطين انتصار لهم وهزيمة لعدوهم ولو لم يتعدى القرار مجرد كلام، فأبعاده وصداه ظهرت تبعاته للجميع.
شعور بالفرحة والانتصار وان لم يبلغ مداه تعم المنطقة ومعنويات تعانق السماء للثائرين والمواطنين على حد سواء ليشاركوا اخوانهم في كل المناطق والأرجاء ما أقر عيونهم وتمنوا سماعه منذ أمد،
والفرحة عارمة بادية على وجوه الجميع تتحدث وتنطق بدون كلام.
وسط حالة من الهدوء لم تشهدها المنطقة منذ شهور حينما بدأت قاذفات الروس وطائراتهم تحرق الحجر والشجر قبل أن تقتل البشر برا، وبحرا، وجوا لتثني ذلك الثائر العملاق الذي تحدى بصموده وثباته كل هذا الاجرام وتلك الغطرسة.
في المشهد المقابل حالة من الذل والانكسار تبدو بين صفوف الموالين يرافقها حالة من التخبط والفوضى تجوب الشوارع وتملأ مواقع تواصلهم، بعد أن ظنوا أنهم في أمن وامان، وسلم وسلام، وأن ثورة الكرامة غادرت الى غير رجعة بعد وصول جحافل الروس، وقبول ورضى الأمريكان.
حينها لم يعلم هؤلاء بأن الحق يعلو ولا يعلى عليه ان عمل له اهله وصدقوا وأخلصوا وجعلوا من النصر والشهادة غاية لهم وعنوان.
قرر الروس مغادرة الأراضي السورية وابقاء ما يقارب الألف جندي وخبير ولوجستي في الوقت الذين يلوحون فيه الى امكانية معاودة الكرة حين يستلزم الأمر ذلك. ولكن، هيهات، أن ترجع عقارب الساعة للوراء.
جولة كانت قاسية وعاتية، انتهت لصالح الثوار ومن وراءها جولات لن تكون سهلة ولكنها ليست الأصعب، إذا ما تتبه الجميع لما يدور ويحاك بعد فشلهم المتوالي، والتفافهم على مطالب الشعب بالحرية والعدالة، وانتاج هذا المجرم المتهالك من جديد، بعد أن أحرقه الأحرار ووقعوا على هلاكه منذ زمن،
تستلزم المرحلة القادمة مزيدا من الاعداد، ورص الصفوف، ونبذ أسباب الفرقة والقطيعة.
وعلى أصحاب الأهواء والمصالح والغايات أن يغلبوا مصلحة الشعب والأمة فوق كل المصالح، أو يخلوا بين هذا الشعب ومن بقي معه من الأحرار وبين أعداءه وجلاديه، ليواجهوا مصيرهم دون عراقيل، وهم قادرون بحول الله وقوته للوصول الى غايتهم وما يريدون، أو امضوا معهم لتصلوا جميعا بثورتكم الى ما تحبون، وبذلك تحقيق لمصالحكم وخذلان لأعدائكم، بعد أن تفوزوا بنصر وأمن وأمان.
وضاح حاج يوسف
المركز الصحفي السوري