فشل التدخل الروسي في تحقيق أهدافه ..وقائع ومعطيات.


وضاح حاج يوسف

وضاح حاج يوسف

في خطوة مفاجئة أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوامره بانسحاب معظم القوات الروسية من سوريا.
بدأ على أسرها آلاف الكتاب والسياسين بتحليلاتهم لهذه الحادثة المثيرة للجدل في التدخل والانسحاب.

مالايمكن اخفاءه أن تدخل القوات الروسية غير ميزان القوى على الأرض بدون أدنى شك لصالح قوات النظام والتي كانت على وشك الانهيار قبيل التدخل الروسي بقليل.
ومالا يمكن اخفاءه أيضا بأن الحجة التي ساقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتدخل المباشر بسوريا لمحاربة تنظيم الدولة والقضاء عليه هي حجة كاذبة ولاأساس لها على الرغم من بعض الضربات التي وجهت له من قبيل ابعاده عن المناطق المهمة وذر الرماد في العيون.

مالايخفى على أحد أن الغاية الأساسية للتدخل الروسي كانت لحماية نظام بشار الأسد من السقوط والقضاء على المعارضة بشكل كامل وهذا مابشر به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المعارضة بثلاثة أشهر تكون ساحقة وماحقة لها تستأصل شأفتها وتنهي وجودها ،وكان ذلك على خلفية عدم انصياع المعارضة الكامل لمطالب واشنطن، وفرض أمر واقع على الجميع ورضى الراعي الأمريكي المتخاذل أصلا
بتفاهم ضمني مع الحليف الروسي،
لم تمضي الأشهر الثلاثة التي بشر بها كيري بعد،حتى فاجئ الرئيس الروسي العالم بقرار الانسحاب، فهل تم اسئصال المعارضة وهل تم القضاء على تنظيم الدولة، وهل كانت الشهرين ونصف المتفق عليها ضمنا لانهاء المهمة كافية.
استغرقت العمليات الروسية مايقارب الستة أشهر،أي ضعف المدة التي كانت مقررة، ولكنها لم تستطيع القضاء على المعارضة.

لايمكن انكار خسارة المعارضة لمساحات كثيرة ومهمة من المناطق التي كانت تسيطر عليها قبل التدخل الروسي ولكن المفارقة التي لم تكن بالحسبان بالنسبة للروس وحلفاءهم فقد كانت بالكلفة العالية بعد القتلى بين قوات النظام والميليشات الشيعية المساندة ،والتي كان للقوات الروسية أيضا نصيب ليس بالقليل فيها حيث تم قتل الكثيرمن عناصرها اضافة الى ضباط رفيعي المستوى ضمن صفوفها، ولايخفى على المتابع للأحداث العمليات الأمنية الناجحة من قبل المعارضة التي استهدفت القوات الروسية داخل مدينة جبلة بالقرب من اللاذقية وبالتوثيق بالصوت والصورة بتفحير داخل مقراتهم ،هذا عداك عن الصواريخ البعيدة التي كانت تسقط في مطار حميم والتي أدت الى اصابات مباشرة بالقوات الروسية في أكثرمن مرة بكل تأكيد.
في الوقت الذي لم تخسر فيه المعارضة سوى أعداد قليلة بين صفوفها قياسا بحجم وعدد الخيائر التي مني بها النظام وحلفاءه .
حيث كانت معظم ضحايا الغارات الروسية بين صفوف المدنيين.
مع العلم أن المناطق التي خسرتها المعارضة تستطيع اعادتها في أيام معددوة اذا مارتبت صفوفها وتوفرت لديها الارادة الكاملة للقيام بذلك بعد انسحاب معظم القوات الروسية.

وعلى صعيد التكلفة المالية فقد كانت التكلفة المالية باهظة جدا أمام اقتصاد منهار ومتهاوي أصلا وحالة من التذمر والضجر بدأت تظهر داخل الشارع الروسي والذي لاتعني له الكثير مسائل مثل سوريا أو غيرها بعد أن أرهقها بوتين وورطها بمشاكل مع معظم الجيران مقارنة بالحالة الاقتصادية السيئة التي وعد بوتين بتحسينها مرارا وتكرارا ،ولكنه لم يفلح أو يبادر فعليا بالقيام بما يلزم لتحقيق ذلك.
الحالة النفسية المنهارة الي خلفها الانسحاب الروسي بين صفوف قوات النظام ومواليه ، و حالة معنوية مرتفعة وفرحة كبيرة بين صفوف المعارضة ومؤيديها هي أيضا أحد ارتدادت حالة الفشل التي من المفترض أن التدخل الروسي جاء لفعل عكس ذلك.

ثبات المعارضة وقدرتها على الصمود بعد أن خبرت على مدار ستة أشهر الاجرام الروسي لم يعد يعني لديها التهديد بالتدخل مرة أخرى الكثير،اذا ماهي حاولت الكرة على قوات النظام التي أصبحت في وضع لاتحسد عليه.

كل هذه الآثار والتبعات من وجهة نظري كانت قرائن حقيقية لفشل التدخل الروسي في تحقيق معظم أهدافه والوصول الى مايريد.

 

وضاح حاج يوسف
مدير الجمعية الخيرية للمساندة الانسانية ibd
المركز الصحفي السوري