الأسد يساوم روسيا بـ”حزب الله”!


على الرغم من ان “حزب الله” باق في سوريا بعد الإنسحاب الروسي، إلا أن ثمة ضغوطاً دولية تمارس عليه لسحب قواته، تسهيلاً امام الحلّ السياسي، خصوصاً أن إيران خفّضت عديد الحرس الثوري الإيراني منذ نحو شهر. وعلى الرغم من أن أكثر من مصدر مطلع يؤكد أن الثنائي الروسي – الأميركي، يسعى الى الضغط لتقليص الوجود الايراني والقوات المتحالفة مع طهران في سوريا، الا أن اللافت أن النظام السوري بشخص رئيسه بشار الأسد دخل أيضاً على خطّ هذه الاجواء والمشاورات، لا سيما انه يعتبر أن روسيا قد تفتح له الأبواب الدولية، وخصوصاً مع واشنطن، من أجل بقائه مستقبلاً، فيما إيران قد تشكّل عامل استفزاز لقوى قد تكون على علاقة جيدة بموسكو.

وتكشف مصادر “المدن” أن النظام السوري أوصل رسالة إلى بعض القيادات الأميركية عبر الروس، تشير إلى انه يفضل التدخل الروسي على التدخل الايراني لاسباب عديدة، أبرزها أن روسيا قوة عالمية وتدخل وفقا لحسابات دولية واسعة جداً، ولا يمكن إلا ان يكون تدخّلها مبنياً على إتصالات ومشاورات دولية، وبهذا يختلف التدخل الروسي عن الإيراني الذي قد يحسب تدخّله من منطلق طائفي او مذهبي، أو يعيد إلى الأذهان نظرية تشكّل الهلال الشيعي.

وتأتي هذه المشاورات، في ظل البحث عن مخارج للحلّ السياسي، تتعلّق بالمرحلة الإنتقالية، وشكلها، والحكومة التي ستتشكّل، والإنتخابات التي ستجري، وتكشف المصادر أن إيران تضع شروطاً للتخفيف من وجوده العسكري في سوريا، وكذلك “حزب الله”، وتتمثل بتقديم ضمانات روسية – اميركية تؤكد على بقاء النظام ممثلاً بشخص رئيسه، في المرحلة الإنتقالية، أما الضمانات العسكرية فتتمثل بضمان امن الحدود ووقف تدفق المقاتلين، كي يبقى النظام محافظاً على مناطق نفوذه والمكتسبات التي حققها بفعل التدخلين الإيراني والروسي، وتؤكد المصادر أن هذه الضمانات اصبحت موجودة. وتلفت المصادر إلى ان هناك اتفاقاً روسياً – اميركياً واضحاً حول مستقبل الوضع في سوريا، وكل طرف يحاول العمل مع حلفائه، لإقناعهم في السير بهذا الإتفاق، بمعنى ان الجانب الروسي يسعى إلى إقناع الجانب الإيراني بالحل السياسي وبضرورة تقديم تنازلات، بالإضافة إلى الإنسحاب، وكذلك بالنسبة إلى الاميركي الذي يسعى إلى ذلك مع حلفائه الخليجيين، على الرغم من أن إيران ما زالت تعتبر أن الحل في سوريا عسكري وليس سياسياً على عكس الموقف الروسي، الذي يصر على الحل السياسي.

ولا يمكن فصل إسرائيل عن كل ما يجري، وهذا بحسب ما تقول مصادر “المدن” سيكون محلّ تشاور بين المسؤولين الإسرائيليين والروس في موسكو في الايام المقبلة، وتحديداً مرحلة ما بعد الإنسحاب الروسي وتداعياته. وكذلك سيكون على جدول أعمال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأسبوع المقبل حين يزور موسكو، خصوصاً أن اسرائيل تطالب روسيا بضرورة الانسحاب الايراني من سوريا.

هذه الاجواء توحي بتحيّن إسرائيل فرصة معينة، بغية توجيه ضربة عسكرية للحزب، في ظل إنشغاله في سوريا، وفي مرحلة ما قبل الإنسحاب، وتعتبر المصادر أن أي حرب إسرائيلية مقبلة واردة جداً، اذ انه بعد الاتفاق النووي كانت إسرائيل تنتظر تعويضاً اميركياً، لكن التطورات التي حصلت في المنطقة، دفعت الاميركيين الى حسابات اخرى مخالفة لرغبة اسرائيل، على الرغم من أن “الاحتمال وارد أكثر من اي وقت مضى”، على حد قول مسؤول في الحزب، بما أنه “لا يمكن التنبؤ بزمن ذلك، لكن الأشهر القليلة المقبلة قد تحمل اي جديد على هذا الصعيد، في ضوء تبلور وجهة الامور”.

المصدر: المدن –