ماذا قالت الفنانة أمل عرفة عن الصراع في بلدها سوريا؟


كشفت الفنانة السورية أمل عرفة، الاثنين، عن موقفها من الصراع في بلدها سوريا، قائلة إنها “تشعر بالألم عند كل زيارة إلى بلادها، مع تغير معالمها، وارتفاع منسوب الدم والحقد”. وقالت إن “الحرب حقيرة ولا أبرّر الإجرام من كل الجهات”، بحسب تعبيرها.

وقالت عرفة، التي انتقلت إلى لبنان بعد اندلاع الحرب في سوريا، في مقابلة مع صحيفة “السفير” المقربة من حزب الله، الاثنين، إنها “ضد التخوين والإقصاء بالمطلق.. واشتغلت على نفسي في هذا الإطار، لأنّ سوريا للجميع وأدافع عن الجميع”، مشيرة إلى أن “أي ممثل معارض أو موال، فذلك من حقّه لأنّه يندرج في خانة إبداء الرأي، وحين ألتقي أيّ ممثل أبادله التحية، لأن هناك ذاكرة وتاريخا يجمعاننا”، في إشارة إلى قوائم العار التي تصنف الممثلين إلى معارض وموالٍ.

وأوضحت عرفة أن “هناك فرقا كبيرا بين معارض في الرأي مثلا، وبين من أدخل السلاح”، مؤكدة موقفها “ضد الإرهاب بالمطلق، وضد من سمح بتفعيل الإرهاب”، وأشارت إلى أنها لن ترد التخوين بالتخوين، لأنها “أكبر من هذا” وهي تشبه “سوريا الحقيقية”، بحسب تعبيرها.

لا أحد مرتاحا من السوريين

وأكدت عرفة أن “السوري الذي يعيش داخل سوريا غير مرتاح، وكذلك الذي يعيش خارجها”، متسائلة: “لماذا يريدونني أن أصدّق أن السوري في الخارج خائن وأنّ مَن في الداخل شريف ومنتمٍ إلى سوريا؟من قال؟ لماذا بعثرت الأوراق بهذه الطريقة؟”.

وانتقدت عرفة قرارات نقابة الفنانين بفصل بعض أعضائها، قائلة إن “المطلوب اليوم مواقف تهدئ النفوس لا العكس، وأي قرار يمكن أن يصلح فلنعلنه، وأي شخص لديه قرار يمكن أن يشعل المشاكل فليصمت، لأنّ النار المشتعلة في سوريا لا ينقصها مزيد من الاشتعال”، بحسب قولها.

العودة واردة

وأشارت عرفة المقيمة في لبنان في المرحلة الحالية إلى أن العودة للإقامة في سوريا بشكل كامل، واردة في كل لحظة، موضحة بقولها: “أقبل أن يكون الخطر عليّ ولكنني لا أقبله على ابنتيّ بكل صراحة، ولبنان يشبه سوريا من حيث الجغرافيا، وطريقة الحياة، وطبيعة الناس، وحين نزور الشام فإن ابنتيّ تعتبران الزيارة مكافأة، والتهديد الوحيد لهما حين تشاغبان هو بعدم زيارة الشام، وما زال بيتي موجودا في الشام، ونزور الأقارب والأصدقاء”.

وردا على سؤال “السفير” لعرفة، عما تخبر به ابنتيها حول ما يجري في سوريا، قائلة إنها “الحرب، وهناك من لا تهمه مصلحة سوريا في الداخل والخارج”، مشيرة إلى أنها لا تسمح لهما بمتابعة الأخبار، وقالت: “توقفت عن متابعة الأخبار حفاظا على صحّتي النفسيّة، ولأنّه منذ بدء الحرب في سوريا فقد شعرت بالدوران والتعب بسبب متابعة كل البرامج الحوارية”، بحسب تعبيرها.

وأبدت عرفة أمنياتها “بانتهاء الحرب في الأفق القريب”، نافية أنها ترى ذلك، ومراهنة في الوقت نفسه على “شرط الحياة في سوريا، أي شرط الاستمرار”.

ونفت عرفة أنها “تركت سوريا”، قائلة إن عملها مستمرّ فيها منذ ثلاث سنوات، “كأي موظف، ولا أخشى الموت، ووصيتي الوحيدة قلتها لابنتي حين زرنا قبر والدتي أخيرا، إذا مت عليكما بدفني مع أمي، هذه وصيتي الوحيدة إلى جانب أن تحبا بعضكما البعض”.

واختتمت بقولها: “قبل الحرب في سوريا كنت أتفذلك، قائلة إن الوطن ليس جغرافيا بل هو أينما نشعر بالأمان ولكنني كنت في وطن، وعندما غادرت ـ لم أغادر فعلا لأنني أزور سوريا دوما ــ شعرت أن الوطن جغرافيا، ورصيف، والزفت الذي نسير عليه، والجار الذي نلتقي به مصادفة، والوجوه التي نلتقي بها عند بائع الخبز أو اللحام، الوطن أم وأب، وقبر أمي”، مؤكدة بالقول، بينما تنهمر دموعها، أن “روحي تشردت”.

وبتصريحها، حافظت أمل عرفة على موقفها الذي تصفه بـ”المعتدل” دون أن تهاجم النظام أو تهاجم الثورة، وهو الموقف الذي اختارته منذ بداية الثورة، فيما اختار ممثلون آخرون الوقوف في صف الثورة وتعرضوا للاعتقال والتهديد.. واختار ممثلون آخرون مواقف مؤيدة للنظام وحملوا السلاح وأعلنوا علانية دعوتهم لقتل المعارضين، أبرزهم دريد لحام ونقيب الفنانين زهير رمضان.

عربي 21