السوريون في مصر أسّسوا مدارس خاصة بأبنائهم.. وهذه أسبابهم

21 آذار (مارس)، 2016

تدقّ الساعة الثامنة صباحاً ويبدأ الأطفال السوريون في التوجّه إلى مدارسهم الموجودة بعددٍ من المراكز التعليمية والتي أطلق عليها اسم “المدارس المجتمعية”

وهي عبارة عن مراكز تعليمية مرخّصة من قبل الحكومة يتمُّ تحويلها لمدرسة مجتمعية (مشاركة المدرسة في خدمة المجتمع المحلي)، تعمل في مواعيد محددة مثل المدارس المصرية وتدرّس المنهج المصري، وجدها السوريون بديلاً عن المدارس الأخرى التي لم يتأقلموا فيها.

طاقم العمل من مدرّسين وإدارات كلهم من السوريين، وبعد إنهاء الطالب سنواته الدراسية بها يحق له الالتحاق بالجامعات الحكومية كغيره من الطلاب المصريين، كونه حاصلاً على الشهادة الثانوية المصرية.

 

صعوبة الاختلاط

 

رانيا روميا، أمينة سرّ مدرسة “بناة الحضارة” المجتمعية الموجودة بمنطقة السادس من أكتوبر بالقاهرة، أوضحت أن الطفل السوري يجد صعوبةً في الاختلاط مع غيره من الأطفال لعدّة أسبابٍ أبرزها، حالة الغربة التي يعيشونها، بجانب سوء المعاملة من بعض المصريين، ما جعلهم يرفضون الذهاب إلى المدارس الحكومية.

وأضافت أن الطلاب السوريين يسجلون أنفسهم بالمدارس الحكومية المصرية ويذهبون يوماً واحداً فقط بالأسبوع حتى لا يتم فصلهم كما يذهبون أيام الامتحانات لأدائها وفقاً للاتفاق الذي تمّ مع وزارة التربية والتعليم .

وأشارت رانيا على أن من أحد الصعوبات التي تواجهها المدارس المجتمعية التراخيصُ فلابدّ من أن تكون جميع أوراق المدرسة سليمة، تلك الأوراق تصدر في مدة زمنية من 3 إلى 4 شهور.

وأضافت “روميا” أن عدد الطلاب الملتحقين بالمدرسة لديها ما يقرب من 500 إلى 600 طالب وبها جميع مراحل التعليم من الابتدائي حتى الثانوي، مشيرة إلى أنه لا يوجد إحصاء بعدد المدارس السورية الموجودة بمصر.

أسعار تلك المدارس تبدأ من 3500 جنيه للطالب بالمرحلة الابتدائية، و4000 للمتوسطة.

 

البحث عن تعليم أفضل

 

من جانبها تقول والدة نزار، وهو أحد طلاب المدرسة، أن تقييد ابنها في المدرسة المجتمعية جاء نتيجة الأوضاع السيئة للمدارس الحكومية، وهرباً من الدروس الخصوصية التي يفرضها المدرّسون على الطلاب، والتي ترهق الأسر السورية.

أما والدة الطالبة نويدا فتقول إن المدارس المجتمعية أفضل لابنها لأنها تحافظ أيضاً على عادات وتقاليد المجتمع السوري التي تعود عليها أبناءهم.

فيما ترى والدة الطالب زين أن هذه المدارس ورغم أسعارها الزهيدة مقارنةً بأسعار المدارس الخاصة في مصر، تقدّم أنشطة ترفيهية ورحلات، وتنظم مسابقات للطلاب، بالإضافة إلى مستوى تعليمي متميّز.

هافينغتون بوست عربي