on
حذيفة عزام يتهم الجولاني بالقتل والكذب ويدعوه للمباهلة
هاجم حذيفة عبد الله عزام، رئيس مجلس إدارة جريدة “أخبارك أون لاين”، أمير جبهة النصرة أبو محمد الجولاني واتهمه بـ”قتل المصلحة” و”التوسع في الكذب”، ودعاه إلى “المباهلة”، كاشفا عن الخطوات العملية التي اتبعتها من أجل القضاء على الفصائل.
وجاء حديث حذيفة عزام هذا في الحلقة السادسة من شهادته على بغي جبهة النصرة وجند الأقصى على فصائل الثورة السورية والجيش الحر، التي بلغت 13 فصيلا.
التوسع في الكذب والمباهلة
وسجل عزام أن “من أهم ما تجدر الإشارة إليه في هذه الحقبة هو التوسع في الأخذ بكذب المصلحة، فقد أعلن الفاتح الجولاني في أكثر من بيان ولقاء أنه قاتل حركة حزم وجبهة ثوار سوريا بذريعة الإفساد في الأرض”.
وأعلن: “أنا أقسم بالذي رفع السماء بلا عمد أن جبهة النصرة وجند الأقصى قاتلوهم قتال (ردة)، وأقسم بالله العظيم أن الفاتح الجولاني نفسه قاتل جبهة ثوار سوريا وحركة حزم قتال ردة”.
وشدد حذيفة: “سأطلبه للمباهلة عليها عقب انتهائي من الشهادة”.
على خطى داعش
وقال حذيفة عزام إن “جبهة النصرة اتخذت قرارا باستنساخ تجربة داعش، وهو البحث عن منطقة مركزية تستجمع فيها القوى وتعد نقطة انطلاق تماما كما فعلت داعش إثر معاركها مع الفصائل حيث جمعت قواها في الرقة ومنها بدأت بالزحف تجاه المناطق وضمنت منطقة غنية لتمويل التنظيم”.
وأضاف حذيفة: “وكذلك فعلت جبهة النصرة حيث نظرت فوجدت منطقة الشريط الحدودي هي الأنسب وفيها مصادر دخل من تهريب المازوت كانت كلها تذهب إلى جبهة ثوار سوريا، وكما أسلفت مرارا فإن نسبة الفساد داخل جبهة ثوار سوريا كانت هي الأعلى بين الفصائل، ووجدت جبهة النصرة من هذه النقطة مدخلا لتسويغ إنهاء الألوية التابعة لجبهة ثوار سوريا من تلكم المناطق”.
وسجل: “لقد نجحت النصرة في الحصول على الشريط الحدودي بخيراته، وأعني سلقين وحارم ودركوش، وبعدها انتقلت إلى التوسع نحو الأقرب فالأقرب، والذي يعرف المناطق جيدا يفهم ما أعنيه، فبعد سلقين وحارم ودركوش حفسرجة وبروما ثم جبل الزاوية ومن الجبل نزلوا إلى خان السبل ثم زحفوا نحو ريف حماة”.
والخلاصة أننا أمام مرحلة جديدة هي السعي لإيجاد منطقة مركزية تكون نقطة ارتكاز والعمل على التمدد والتوسع ولو على حساب الفصائل الأخرى.
خطوات تصفية الفصائل
وشدد حذيفة عزام على أن جبهة النصرة اعتمدت ثلاث مراحل لشيطنة الفصائل والقضاء عليها، مؤكدا أن الجبهة طبقت هذه السياسة مع جميع الفصائل التي قضت عليها.
وقال: “الخطوة الأولى في شيطنة الخصوم تتم عبر توجيه جميع أنشطتها الإعلامية نحو الخصم وتسليط الضوء على كافة أخطائه ومفاسده حتى تهيئ الرأي العام لتقبل أي مصير يمكن أن يحل به”.
وأوضح: “ويصبح هذا الخصم حديث الخواص والعوام وحديث المجالس والشوارع، وهنا تكون قد هيأت الرأي العام لتقبل أي عقوبة يمكن أن تنزل به وتظهر بمظهر من طهر الأرض من أرجاس المفسدين فتكون قد حققت أكثر من غاية بضربة واحدة”.
وتابع: “بعد أن تستيقن من شيطنة الخصم تنتقل إلى الخطوة الثانية وهي التحييد والعزل، وهنا تأتي إلى حلفاء الخصم فتبدأ بتحييدهم حتى تجردهم من أسباب القوة وعناصر المؤازرة وتضمن سكوت حلفائهم أو القسم الأكبر منهم وتكون بذلك قد حيدت حلفاءهم وعزلتهم”.
وأفاد: “وفور تأكدها من عزلته تأتي الخطوة الثالثة فتنقض على الخصم، وهذا مارسته مع الجميع باستثناء الفرقة 13 فبين بيان جبهة النصرة وهجومها وربيبتها جند الأقصى ساعات معدودات”.
الجولاني والنهج الجديد
وشدد على أن الخطاب الجديد والنهج الجديد نجم عنه سلوك غير معهود لعبت فيه البطانة الجديدة التي أحاطت بالفاتح الجولاني دورها، ولم يقتصر عليها فحسب بل تعداها إلى شخص أمير جبهة النصرة نفسه وتصرفاته وسأورد ذلك بالأدلة والبراهين.
وأضاف: “لقد خرج الجولاني ببيان صوتي كفر فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسألت يومها شيخنا الشهيد -بإذن الله- أبا عبدا لله الحموي عن فائدة مثل هذا النوع من البيانات في هذه المرحلة الحرجة التي تحتاج فيها الثورة لتركيا حاجة الرئة للأكسجين -وإن كانت هذه قناعته الشرعية- فليس من المصلحة إظهار ذلك فأجابني الشيخ رحمه الله بقوله: لا أعلم لكنني سأسأله عن وجهة نظره”.
وتابع: “و مرت الأيام والتقيت الشيخ الحموي -رحمه الله- فأخبرني بأنه سأل الشيخ الجولاني عن وجهة نظره فأجابه: بأنه رأى قلوب شباب الأمة متعلقة بهذا الصنم فأراد هدمه”.
وأكد أن “الجولاني لا يرى كفر الحكومات والبرلمانات فحسب، بل يرى كفر أعيان نواب البرلمانات بمجرد أدائهم القسم”.
وأفاد أن من التغير الذي ظهر جليا على شخصية أمير النصرة بعد دخول البغدادي كان قبل دخول داعش الشام يعمل بالسياسة الشرعية.
وقدم مثالا على هذا أن “الجولاني لا يرى نصارى الشام في حالة أمان عرفي، وبالتالي فإن أصل الحكم الشرعي يجيز استهدافهم ويمنع من استهدافهم ترتب مفاسد شرعية”.
وأضاف: “ويرى كذلك جواز استهداف نساء وأطفال النصيرية ويرى عدم فعل ذلك للمفاسد المترتبة على الأمر”.
وتابع: “وظل الفاتح يأخذ بهذه السياسة الشرعية حتى دخلت داعش، فقبل دخولها ظلت معامل النصارى في الشيخ نجار آمنة في ظل وجود النصرة حتى دخلت داعش وبدأت بمصادرتها، وهنا أجاز أخذها لئلا تذهب إلى داعش”.
وخلص إلى أن “دخول داعش ومزايداتها على النصرة ولد تغيرا جذريا في المنهج ولغة الخطاب لدى أمير النصرة وهو ما انعكس سلبا على أداء وسلوك عناصر النصرة”.
ومن أمثلة الخطاب الجديد أن الفاتح الجولاني في كلمته الصوتية في رثاء الشيخ الشهيد -بإذن الله- أبي خالد السوري (ليتك رثيتني ولم أرثك)، صرح بكفر الائتلاف والأركان رغم أنه أعلن في لقائه على قناة الجزيرة مع تيسير علوني أنه لا يكفر بالعموم.
قتل المصلحة
وكان الشيخ الجولاني ينتقد في سنين الثورة الأولى توسع دولة العراق أعوام 2008/2009/2010 في قتل المصلحة فهو لا يرفض قتل المصلحة ويأخذ به للضرورة.
واستطرد حذيفة يقول: “ومعنى قتل المصلحة أن من لا يدفع شره إلا بالقتل يقتل ومعنى التوسع فيه هو قتل جميع المخالفين لك في مشروعك ومنهجك، فالشيخ الجولاني يرفض التوسع في قتل المصلحة ويأخذ بفتوى قتل المصلحة”.
النصرة وردة الفصائل
وأضاف حذيفة: “هنا جاءت قضية مقتل مازن قسوم – التي سآتي على ذكرها بالتفصيل- وسأذكر هنا فقط الجانب المتعلق بأنهم قاتلوا الفصائل المذكورة قتال ردة”.
وتابع: “ففي اللجنة الشرعية أو المحكمة التي أوكل إليها محاكمة قتلة الشهيد مازن قسوم والتي كان الدكتور عبدالله المحيسني على رأسها في البداية ثم انسحب واعتذر وظل أبو الحارث المصري وعبد الرزاق مهدي والقاضي أبو عزام الجزراوي قبل أن ينسحب الشيخان أبو الحارث المصري وعبد الرزاق مهدي في النهايات”.
وشدد: “لقد أخرج مندوب جند الأقصى أمام الشيوخ وثيقة ممهورة من دار القضاء يحكم بردة جمال معروف وكل من تعاون معه وآزره، وبما أن الشيخ مازن قسوم كانت علاقته طيبة بجمال فهو بناء على فتوى دار القضاء مرتد حلال الدم”.
وتابع: “حين أخرج مندوب الجند كتاب دار القضاء أمام القاضي أبي عزام الجزراوي مسؤول دور القضاء شعر الرجل بالحرج الشديد وأراد أن يبرر أمام الشيوخ وقال هذه فتوى أصدرها بعض الشيوخ كي لا يتردد أحد في قتال جبهة ثوار سوريا ومن عاونها وآزرها وظاهرها أثناء قتال جبهة النصرة وجند الأقصى لها”.
وسجل: “كل هذه الأدلة ومازال الجولاني وأعيان النصرة يتخذون من كذب المصلحة جنة ويمارسون (التقية) ويخشون الصدع بمنهجهم على رؤوس الأشهاد يقنعون عناصرهم بأمر ويظهرون أمورا حقيقتها فيما يبطنون لئلا يكتشف الناس حقيقة عوار منهجهم قبل تمكنهم وتمام مشروعهم الذي ما انفك يجر على أهل الشام الطوام”.
المصدر: عربي 21