ناشطات يقمن معرضاً للتراث والأشغال اليدوية في مدينة إدلب


a30bcdef-f326-4f30-9e69-cffec7d30f97

خالد عبد الرحمن:

في فعالية بسيطة لمشروع كبير مقارنةً ظروف الحرب بسوريا، افتتحت ناشطات في مدينة إدلب قبل أيام معرضاً للتراث القديم والأشغال اليدوية تحت رعاية منظمة بارقة أمل، والتي تضم نساء من فئات متعددة، أغلبهن جامعيات ومثقفات، والبعض منهن يعانين من فقدان أزواجهن وأولادهن وبيوتهن نتيجة القصف المتواصل في سوريا.

ويتضمن المعرض ثلاث أجنحة أولهم للتركيز على أصالة الماضي وجمعت فيه المتطوعات العشرات من التحف التي تذكر بالتراث السوري العريق واللباس السوري القديم والأدوات القديمة وتضمن الجناح الثاني دقة الحاضر الذي جمع فيه بعض المنتجات التقليدية السورية من أعمال حرفية ومنتجات نسجتها وبدقة وبأبسط تفاصيلها أيدي نساء حرمن من أزواجهن في المعتقلات وتحت الركام، بينما تضمن الجناح الثالث الأمل بمستقبل مشرق بسواعد أطفال رسمت وعبرت عن أملها بغد أفضل.

________________________________________

المعرض الذي جاء ضمن نشاطات حملة (منقدر نضل هون)، تكلمت فيه زهرة، وهي أحدى متطوعات المنظمة المشاركات في المعرض” عن موضوع هجرة السوريين من وجهة نظرها، فعبرت بإحدى لوحاتها أن ”أحلام الهجرة وهمٌ، وليست أحلام وردية”، وأن المستقبل مشرق وواعد.

وفي حديث لـ “ ” قال أحمد الأحمد منسق الحملة إن معرض التراث السوري والأشغال اليدوية هو متابعة لنشاطات حملة (منقدر نضل هون) والذي يجسد ماضي وحاضر السوري والذي من الممكن أن يدفعه للبقاء في أرضه.

وأضاف الأحمد أن الحملة تعالج مشكلة هجرة الشباب السوري الى أوربا من مختلف المناطق السورية بعد أن أصبح السوريين مجرد أرقام وموتهم في البحار وعبر الحدود بات أمراً معتاداً وتشمل الحملة محافظة إدلب بالكامل وشاركت فيها العديد من الفرق والمنظمات بمختلف اطيافها (النسائية والشبابية ومنظمات اخرى).

“سوف نبقى هنا ” كلمات أنشودة تستقبلك عند دخولك لمعرض البارقة “كما تفضل متطوعات المنظمة تسميته” ، فرغم الصعوبات التي يواجهها سكان المدينة، فضلا عن القصف العشوائي الذي تمارسه طائرات النظام الحربية والروسية، والذي خلف دماراً في الممتلكات العامة والبنى التحتية لمعظم القطاعات الخدمية، إلا أنهن يسعين للصمود وحث الناس على البقاء.

________________________________________

وفي حديث لـ “ ” قالت أم صهيب، مسؤولة قسم التعليم وأحد متطوعات المنظمة، إن “فكرة المعرض اتت بعد مشاهدتنا لهجرة الشباب السوريين من سوريا بكافة الفئات فأحببنا أن نسعى خلف أمر يشجع الشباب على الثبات في أرضه وعدم ذهابه إلى أوربا والموت كأرقام”.

وأضافت أم صهيب أن الهدف من المعرض هو العزف على وتر الذكريات والماضي أو الاحلام ومن هنا كانت فكرة المعرض التراثي الذي يعبر عن التاريخ ومعرض أشغال يدوية يعبر عن الحاضر ومعرض أطفال يعبر عن المستقبل.

وأردفت أم صهيب أن فكرة المعرض لاقت رواجاً كبيرا بين الأهالي وأنه خلال فترة بسيطة استطعن جمع التحف بمساعدة الاهالي ومشاركتهم بمكونات المعرض منوهة إلى أنهن لا يملكن القدرة على منع الشباب وبقية الفئات من الهجرة ولكن كمحاولة الحد منها.

وكان أطلق ناشطون في محافظة ادلب وريف حماة حملة توعوية بعنوان “منقدر نضل هون”، بهدف مكافحة أمواج الهجرة إلى أوربا وحث المجتمع وخاصة الشباب على ضرورة البقاء في الوطن حيث لاقت الحملة انتشاراً واسعاً في العديد من المناطق المحررة.

________________________________________

________________________________________

أخبار سوريا ميكرو سيريا