on
رحلة نزوح لم تنته فصول معاناتها بعد… نازحون من مناطق (داعش) يصلون اعزاز
سعيد جودت:
وصلت عشرات العائلات النازحة من مناطق سيطرة تنظيم “داعش” في ريف حلب الشرقي والرقة وحتى من مدينة الموصل العراقية، إلى مدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي، آملين في إيجاد مكان آمن أو معبر لدخول تركيا، بعد رحلة معاناة لم تنته بوصولهم إلى المدينة التي اكتظت بالنازحين.
وقال الناشط علاء أبو عمر ابن مدينة اعزاز في حديث لـ “ ” إن حوالي 20 حافلة (سرفيس) محملة بالعوائل القادمة من مناطق سيطرة تنظيم “داعش”، وصلت أمس الأول (21 آذار/مارس) إلى مدينة اعزاز، فافترش بعضهم المساجد وآخرون لجؤوا إلى خيام أنشأها الهلال الأحمر، وبعضهم لجأ إلى المدارس.
وأضاف بأن أغلب النازحين هم عوائل بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، مؤكداً أن بينهم عوائل عراقية قادمة من مدينة الموصل الخاضعة أيضاً لسيطرة “داعش”، إضافة إلى عوائل قادمة من الرقة وريف حلب الشرقي، مشيراً إلى أن وجهة أغلب النازحين هي تركيا، ولكن إغلاق الحدود وخطر الدخول بالطرق الغير شرعية، فضلاً عن المبالغ الطائلة التي يجب أن يدفعوها للدخول، أجبرهم على البقاء في المدينة.
وعن سبب نزوحهم في هذا الوقت، قال أبو عمر إن القصف الجوي العنيف والعشوائي الذي يستهدف التجمعات السكنية والأسواق في مناطق سيطرة التنظيم، وأعداد الضحايا التي يخلفها ذلك القصف، أجبر تلك العوائل على المخاطرة والخروج من مناطق سيطرة التنظيم إلى مناطق سيطرة الثوار في ريف حلب الشمالي، مشيراً إلى أن تلك العوائل بما فيهم الأطفال والنساء قطعت مسافة 15كم مشياً على الأقدام مخاطرين بحياتهم، حتى تمكنوا من قطع مسافة الخطر بين مناطق سيطرة التنظيم ومناطق سيطرة الثوار في ريف حلب، وعند وصولهم إلى مناطق سيطرة الثوار أمنوا لهم الحافلات لتقلهم إلى مدينة اعزاز.
وأشار أبو عمر إلى أن مدينة اعزاز أصبحت مكتظة بالنازحين، حيث يصل عدد الأشخاص فيها قرابة 500 ألف نسمة، في حين يبلغ تعداد سكان المدينة الأصليين 75 ألف نسمة، وتزداد المدينة اكتظاظاً مع توافد نازحين جدد، مشيراً إلى أنه في كل يوم يصل إلى المدينة بين 100 و150 شخصاً إلى المدينة، وجميعهم يأتون من مناطق سيطرة “داعش”.
وعن الجهات التي تتكفل بالنازحين وإيوائهم وإطعامهم، قال أبو عمر إن شباباً من أبناء المدينة أنشأوا تجمعاً ومركز إيواء بدعم وتمويل من تجار البلد والمتبرعين، إلا أن هذا الجد لا يفي بالغرض، مشيراً إلى أنه لا يوجد جهة مختصة تؤمن مستلزمات النازحين.