"إسرائيل" مستمرة في ترسيخ هويتها الدينية والاستيطانية


أظهر التقرير السنوي للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مدار) يوم أمس أن "إسرائيل" مستمرة في ترسيخ هويتها كدولة يهودية واستيطانية.

وقال التقرير: "أثبتت المستجدات والتفاعلات الداخلية التي شهدتها إسرائيل عام 2015 وبداية هذا العام ثبات سيرورة التغير هذه ومثابرة التحول باتجاه ترسيخ هوية الدولة كدولة يهودية واستيطانية."

وتُظهِر الأرقام أن 74.9 في المئة من سكان "إسرائيل" يهود بواقع 6.3 مليون نسمة وأن 20.7 في المئة أي 1.75 مليون نسمة عرب مسلمون ومسيحيون هم الفلسطينيون الذين بقوا في إسرائيل بعد قيامها عام 1948.

ويتناول التقرير الثاني عشر لمركز (مدار) حول المشهد الإسرائيلي والذي يقع في 300 صفحة من القطع المتوسط المحاور التي تظهر هذا التحول.

وتضم هذه المحاور "المحور الفلسطيني الإسرائيلي، المحور السياسي الداخلي، محور العلاقات الخارجية، المحور الأمني العسكري، المحور الاقتصادي، المحور الاجتماعي، ومحور الفلسطينيين في إسرائيل".

وجاء في التقرير "عام 2015 بشكل خاص اتسم بمساعي حكومة (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو الرابعة وتيارات اليمين الجديد بالاستمرار فيما سبق من خطوات وإجراءات تهدف إلى حسم وترسيخ هوية إسرائيل كدولة قومية يهودية يمينية استيطانية بالتوازي مع فرض حل أحادي على الفلسطينيين."

ويضيف التقرير "مع انقضاء عام على تشكيلها (حكومة نتنياهو) تظهر تقسيمات الوظائف المفتاحية فيها وأداء وزرائها مدى انغماسها في تثبيت تغييرات بنيوية لترسيخ الهوية اليهودية اليمينية الاستيطانية سواء أكان تشريعياً أم ثقافياً أو سياسياً".

وتشكلت حكومة "نتنياهو" في 17 مايو/ أيار 2015 وتضم خمسة أحزاب يمينية واستيطانية هي: "الليكود" و"كلنا" و"البيت اليهودي" و"حزب شاس" و"يهدوت هتوراه".

وفيما يتعلق بالاستيطان يتضح من معطيات جمعها المركز أن حكومة "نتنياهو" بدأت عام 2015 ببناء 1800 وحدة سكنية في المستوطنات 69 في المئة منها في مستوطنات معزولة.

ويضيف التقرير "منذ انتخاب نتنياهو في 2009 بنيت في المستوطنات المعزولة 7683 وحدة سكن شكلت 61 في المئة من مجموع ما بني ما يوضح الوجهة السياسية للحكومة لفرض وتثبيت الوقائع على الأرض."

ويستعرض التقرير التغيرات الإقليمية من منظور الأمن القومي الإسرائيلي ومن أبرزها "تراجع التهديد العسكري التقليدي العربي لأسباب منها التفكك الفعلي للجيشين العراقي والسوري وانشغال الجيش المصري بالشأن الداخلي."

ويضيف التقرير أن من بين الأمور التي ساهمت في تحسين البيئة الإقليمية والمكانة الاستراتيجية لإسرائيل "التقاء المصالح بين إسرائيل وعدد من الدول العربية بسبب التسوية مع طهران بشأن البرنامج النووي."

وقدم مجموعة من الباحثين الذي شاركوا في إعداد هذا التقرير ملخصاً يوم أمس لأهم ما تضمنه خلال ندوة في رام الله نظمها مركز (مدار).