(يقين وجمال) طفلان سوريان يجسدان الإنسانية
27 آذار (مارس)، 2016
ميسرة الزعبي: المصدر
من بين كثير من المآسي التي يعيشها السوريون تبقى صور معاناة الأطفال السوريين هي الأصعب، وأشد سيناريوهات العذاب التي طالت غالبية الشعب السوري، الذي انقسم بين قتيل وجريح ومهجر وعالق على حدود الدول الأوربية، وصولاً إلى من حملت له همجية نظام بشار الأسد إعاقة يكمل بها ما تبقى من أيام حياته.
وترسم قصة الطفلين يقين وجمال أسمى عناوين التضحية للبشرية، فيظهر جمال بساقيه المبتورين وبالقرب منه يقين، التي لم تدرك حتى ما معنى بتر الساقين، ولا تعرف حجم التضحية التي تريد أن تقدمها لجمال فبراءة الطفولة غلبت كل أفكارها، لتقع وعداً بتقديم ساقها لجمال دون مقال ليسيروا سويا على “عكاز” كما يظهر في التسجيل، ولا تخشى يقين السكين فذهبت لإحضارها كي تبذل ساقها لجمال ويسروا سويا.
وهنا يرد جمال دون إدراك، نسير أنا ويقين، في لمحة لتشاركهما الألم والأمل، ألم البتر والحلم في الحياة والطفولة التي لاتزال ترتسم أمامهم.
قصة الطفل يقين وجمال رواها لـ “المصدر” الناشط ماهر العلي، وقال إنهما نزحا من بلدتهما جنوبي دمشق مع أهلهم من الحرب والدمار، إلى مدينة الرمثا الأردنية، بغية إيجاد علاج للطفل جمال ذو الأربعة أعوام فقدمي جمال من فوق الركبة بهما عيب خلقي ولم ينجح أي علاج فاضطروا لبترهما، وعندما رأت يقين ماحل بقدمي جمال اقترحت أن تعطيه إحدى قدميها.