موجة نزوح كبيرة لسكان ريف درعا الغربي بسبب احتدام المعارك بين المعارضة وشهداء اليرموك
28 مارس، 2016
بعد أن تسبب الطيران الروسي بتهجير نحو 100 ألف مدني في محافظة درعا قبيل تطبيق وقف إطلاق النار بين نظام الأسد والمعارضة، تعود أزمة النزوح هذه المرة إلى ريف درعا من جديد بسبب المعارك الدائرة بين فصائل الجيش الحر و”جبهة النصرة” (فرع تنظيم القاعدة في سورية) و”حركة أحرار الشام” من جهة و”لواء شهداء اليرموك” و”حركة المثنى الإسلامية” المتهمين بمبايعة تنظيم “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى.
وقال مراسل “السورية نت” في درعا، أيهم سيف: إن آلاف المدنيين باتوا ضحية لهذا القتال، فحركة نزوح قسرية شهدتها نحو 6 قرى وبلدات في الريف الغربي من محافظة درعا في ظل ظروف جوية سيئة ومتطلبات عيش تكاد لا تتوافر في معظم الأماكن التي يلجأون إليها.
وفي حديث خاص لـ”السورية نت” قال الناشط في مجال الدفاع المدني أحمد النابلسي: إن “ما يقارب ثلاثة آلاف عائلة نزحت من بلدات تسيل والشيخ سعد وعدوان وجلين وسحم الجولان وحيط باتجاه القرى المحيطة أو باتجاه المخيمات والجبال والأودية في المنطقة، ومن بين هؤلاء المهجرين مهجرون سابقون من قرى ريف درعا وريف دمشق الغربي كانوا قد لجأوا إلى هذه المناطق جراء حملات قوات النظام وقصف الطيران الروسي في وقت سابق”.
وأضاف النابلسي، أن “معاناة المهجرين كبيرة جداً خصوصاً أولئك الذين يسلكون طريق وادي اليرموك قادمين من بلدات جلين وحيط وسحم الجولان، حيث تعد هذه الطريق الوعرة جدا الطريق الوحيدة في المنطقة ويتم سلوكها مشياً على الأقدام بفترة زمنية تصل حتى ست ساعات، وما يزيد الأمور سوءً هو الضعف الملحوظ في دور منظمات المجتمع المدني وعدم التناسب بين حجم حركة النزوح والخدمات المقدمة للمهجرين”.
وعن دور الدفاع المدني في استقبال المهجرين العابرين لمنطقة وادي اليرموك، يقول النابلسي: إن “نحو 25 عنصراً من عناصر الدفاع المدني السوري بالإضافة إلى نحو 3 سيارات للإخلاء متواجدة بشكل دائم، حيث يقوم طاقم الدفاع المدني هنالك بإخلاء الجرحى والمصابين باتجاه المشافي الميدانية، كما يعمل على إرشاد المهجرين إلى الطرقات الآمنة والسليمة وإخلاء النساء والصغار وكبار السن المتواجدين في قعر الوادي باتجاه المخيمات والمدارس والمنازل التي تم تجهيزها لاستقبالهم، ويقدم الدفاع المدني أيضاً المياه وبعض المشروبات والأغذية السريعة لبعض الحالات الإنسانية”.
وأكد النابلسي، أن الخطر الأمني يلاحق المدنيين في شتى نقاط الاشتباك حيث سقط خلال الفترة الماضية أكثر من 20 مدنياً جراء الاشتباكات الدائرة في منطقة حوض اليرموك ما يدفع الكثير من السكان إلى النزوح، “كما تلاحق بعض الحوادث أماكن نزوحهم كما حصل يوم أمس حيث انفجرت دراجة نارية مفخخة بالقرب من معسكر زيزون الذي يحتوي على عدد كبير من العائلات المهجرة “.
ودعا النابلسي، إلى استنفار كافة الجهات المعنية بالشؤون الطبية والإغاثية للاهتمام بواقع المهجرين في حوض اليرموك، “فالحاجة ماسة للمواد الطبية والمواد الغذائية ومتطلبات الإيواء، وهذا يفرض على كل تلك الجهات الوقوف عند مسؤولياتها ومساعدة المهجرين”.