قصة السوري الذي لا يشارك ولا يضع لايكات لاحد رغم وجوده على الفيسبوك منذ ثلاثة سنوات
1 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
قصة سوريّة مؤثرة جداً رواها Muhamad zada واختصرتُها قليلاً لعدم الإطالة… اختصرتها والدموع منعتني من رؤية الكثير من الأحرف:
حسابه غير مغلق لكنه غير فعّال. لا يشارك المنشورات ولا يضع لايكاً لأحد. إنه صديقي على الفيس. صديقي الذي حذفته منذ يومين بعدما رأيت أن صفحته مهجورة منذ عامين…
حين دخلت صفحته رأيت معايدات الأصدقاء له في عيد ميلاده، ولكنه لم يردّ ولو بـ لايك على تلك المعايدات!
فتّشت في صفحته أكثر وعدتُ إلى البداية:
أنشأ حسابه سنة 2011 وهناك صور لأولى المظاهرات في حمص ضمن ألبوم صوره، ثم هناك مشاركة له بأغنية “حانن للحرية حانن” بصوت الساروت حيث تمت الإشارة إليه… واسمه الفيسبوكي “ما رح نتعب”. ثم في صورة أخرى له في بداية 2013 يظهر في مظاهرة أخرى وهو يرفع لافته مكتوب عليها “ولسا بدنا حرية”، ولدى قراءة التعليقات على صوره يتبيّن أن أحداً لا يعرف أسمه! في صور أخرى نرى الدمار الذي حلّ في حي بابا عمرو بحمص، ونرى حائطاً نصفه مهدّم ومكتوب عليه بالخط الأحمر العريض: “ما رح نتعب”… ثم هناك صورة لفتاة شهيدة ولدى قراءة التعليقات يتبين أنها شهيدة القصف الهمجي على بابا عمرو… الفتاة جميلة جداً وفي أسفل الصورة نقرأ هذه العبارة: “رح تبقي حبيبتي يا حبيبتي” والتوقيع يحمل اسم “ما رح نتعب”.
ثم آخر صورة نُشرت في حسابه كانت عن طريق صديق له، والصورة هي للجرافة التي كانت تجرف أجساد الشهداء على طريق عام قرب الغوطة! والعجيب أن صديقنا لم يضع لايكاً عليها لأنه ببساطة لا يضع لايكاً لأحد، ولهذا السبب حذفته!
لكنني وقبل أن أغادر صفحته انتبهت إلى تعليق أحدهم على الصورة حيث كتب: “إلى جنة الخلود يا صديقي ما رح نتعب”!!
عندها شعرت بالقشعريرة لأنني حصلت على مفتاح اللغز لذلك الشخص الذي لا يضع لايكاً لأحد… فهو شهيد ويظهر في إحدى الصور وهو معلق في فم الجرافة!! واسمه الحقيقي: أحمد الحمصي.
أرسلت له مجدّداً طلب صداقة، لكنه لم يقبل!
وسأرسل له كل مساء طلب صداقة… وما رح اتعب.