‘حزب الله يعزز وجوده في سورية ويسعى لتأسيس قواعد دائمة له فيها’
9 أبريل، 2016
عقب القرار الروسي يوم 15 مارس/ آذار الماضي بسحب جزء كبير من القوات الروسية الموجودة في سورية، تحدثت أوساط إعلامية عن بدء ميليشيا “حزب الله” هي الأخرى سحب جزء كبير من قواتها وعودتها إلى الأراضي اللبنانية.
لكن مؤسسة “ستراتفور” للدراسات الأمنية، كشفت عبر صور التقطت بالأقمار الاصطناعية أن “حزب الله يسعى لتأسيس قواعد دائمة له في سورية، على طول الحدود السورية – اللبنانية”
ونشرت صحيفة “القبس” الكويتية في عددها، اليوم السبت، تقريراً عن موقع “عربي 21” قالت فيه إن “ستراتفور – التي توصف في الصحافة الأميركية بأنها وكالة المخابرات المركزية في الظل- جمعت معلومات من مصادر دبلوماسية ومصادر مقربة من حزب الله، تؤكد تثبيت الحزب لمواقعه في سورية”.
ولفتت المؤسسة إلى أن محاولات ميليشيا “حزب الله” بتوسيع وتعزيز سيطرته في سورية ستزداد مستقبلا، موضحة بالصور الفضائية مواقع الميليشيا التي أسسها قرب بلدة القصير، القريبة من الحدود اللبنانية، والتي سيطر عليها في يونيو/ حزيران 2013.
وأظهرت الصور الفضائية التي حصلت عليها “ستراتفور” أن القاعدة العسكرية التي أسستها ميليشيا “حزب الله” قرب القصير، مثل بقية المواقع الدفاعية المتقدمة في سوريا، وهي جزء من استراتيجية الميليشيا في سورية، وقالت المؤسسة: “تؤدي القاعدة دورا أساسيا بحماية مواقع حزب الله، ولبنان، حال سقوط النظام السوري”.
وبالاتفاق مع حليفتها إيران، ترى ميليشيا “حزب الله” ما يجري في سورية، فرصة مناسبة للتموضع على الحدود السورية اللبنانية. وأشارت “ستراتفور” نقلا عن مصدر مقرب من الميليشيا قوله: إن “الحزب يسعى لتخزين أسلحة مدفعية، مثل صواريخ كاتيوشا وقذائف هاون ومدافع هاوتزر، في قاعدته قرب القصير، كما يسعى لنقل ما يقارب ستين دبابة من طراز T-72 القتالية إلى هناك، وأربعة مصانع ذخيرة”.
وربطت مصادر بين هذه القاعدة وسعي الميليشيا المستقبلي للوجود الدائم عبر 3000 عنصر لها هناك، حتى بعد انسحابها من القتال في سورية، بالإضافة لتأمينها كمواقع للوجود والمشاركة العسكرية الإيرانية في سورية. وبحسب مصدر إيراني دبلوماسي، فإن “ضباطاً من الحرس الثوري الإيراني يتفقدون قاعدة القصير بشكل دائم، ويعاملونها كأنها قاعدة إيرانية، كما أن الموقع قد يستخدم للتفاعل والتدريب بين الحرس الثوري الإيراني وحزب الله”.
وقالت مصادر مقربة من ميليشيا “حزب الله” إن هناك صواريخ بعيدة المدى للحرس الثوري في القاعدة العسكرية، من بينها شهاب 1، وشهاب 2، وفتح 110″.
وكان ناشطون ميدانيون في مدينة الزبداني وبلدة مضايا بريف دمشق، رصدوا خلال الشهر الماضي تحركات غير اعتيادية لميليشيا “حزب الله” في منطقة سهل الزبداني، حيث يفرض عناصرها سيطرتهم المحكمة على بقعة جغرافية يعملون فيها بشكل سري خصوصاً وقت الليل، ويزيدون من تحصينها بشكل مستمر، ما استرعى انتباه الناشطين لهذه التحركات التي تدور حول ما أسموها منشأة.
وليس معروفاً بدقة حتى الآن ما يجري في داخل المنشأة، لكن موقع “ديبكا” الإسرائيلي القريب من أجهزة الاستخبارات، نشر تقرير له يوم 26 فبراير/ شباط الماضي، بعنوان: “حزب الله يمتلك مجمع أسلحة كيميائية في الزبداني”، وجاء في التقرير أن “هذا المجمع يعتبر واحداً من المواقع العسكرية الأكثر تحصيناً في سورية، حيث شيد الجزء الأكبر منه تحت الأرض، بشكل يمكنه من الصمود أمام هجمات الصواريخ والطائرات”.
وتتقارب هذه المعلومات مع ما أكده ناشطون لصحيفة “القدس العربي”، إذ قالوا إن “هذه المنشأة ليست تقليدية، فمدخل المنشأة هو ما يمكن رؤيته فقط من الخارج، وهو يمتد على طول مرج التل بطول 150 متر، وعرض 150 مترا (22 ألف و500 متر مربع)، أما الباطن فهو، وبحسب المعلومات المتجمعة، يمتدّ على مساحة كبيرة تحت الأرض. وتتركز المخاوف على وجود أسلحة من طبيعة خطرة، كالمواد الكيميائية أو غيرها”.