همسة الى حاملي كاميرات التصوير في سوريا

11 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
3 minutes

همسة الى حاملي كاميرات التصوير
ابن بلدي الحبيب
لقد كنت أحد المتظاهرين الذين خرجوا يطالبون بالحرية و اسقاط النظام. و احتاجت المظاهرات من يوصل تصويرها للقنوات الفضائية، فقمت مشكوراً بهذه المهمة على أحسن وجه تستطيعه، ومع مرور الوقت تفرغت لهذه الواجب. ثم عُرفت بهذه المهمة التي سبقت فيها غيرك بحكم تمرسك.
و بعد مرور أكثر من خمس سنوات على انطلاق الثورة السورية المباركة، أود أن أهمس لك بجملة من الامور، أرجو أن يتسع صدرك لقرائتها و استيعابها:

1. “الاعلامي” تخصص لا يصل اليه المرء إلا بعد دراسة و شهادات و تخصصات تستمر سنين طويلة.

2. الاعلامي المحترف حيادي ولا يعنيه هذا الفريق أو ذاك الفريق. ولكنك انت لست “إعلامياً محترفاً” بل أنت متظاهر تخصص بالتصوير لا أكثر ولا أقل.

3. كمتظاهر لا يقبل منك “الحيادية”، فأنت مع الثورة التي أمّنت لك الانترنت و الكاميرات، و دورات التدريب، وواقية الرصاص المكتوب عليه صحافة. أو أنك لست مع الثورة.

4. لا تظن أن استعمالك من قبل بعض القنوات الفضائية العالمية يجعل منك إعلامياً. فهذه مهمة المراسل و المراسل شيء و الاعلامي شيء آخر. حتى المراسل يخضع لسياسة القناة. فمثلا بعض القنوات تستخدم “تنظيم الدولة” بدل داعش، فلا يستطيع المراسل نطق داعش لان معاشه من القناة، بينما الثائر يقول داعش و نص.

5. القنوات الفضائية تستخدمك لانك “أرخص” أجراً من ارسال مراسل الى سورية. و هذا امر لا تُلام عليه تلك القنوات “حالياً” بسبب الخطر المحدق بظروف العمل.

6. ثق تماماً يا صديقي بأنه عندما تتعافى سورية ، و يسقط النظام، و تنتشر مئات القنوات الفضائية، فستكون لك فرصة ضيقة و ضيئلة للعمل في اي قناة، لأن جميع المحطات ستتسابق لاستقطاب الشهادات و الخبرات و متحدثي اللغات الاجنبية، و ستستقبلك فقط لاثراء برامجها عن اساليب العمل أثناء الثورة و تُقدم أنت فيها على اساس ضيف و نموذج، و يتم شكرك ويقال لك مع السلام.

عزيزي حامل الكاميرة
لا تعتقد بأن “حجة” انك اعلامي تعفيك من نقل الحقيقة، و من نقل معاناة الناس من التنظيمات الارهابية و صعاليكها. فإن كنت تتحيز أو تخشى تلك التنظيمات فثق تماماً أن الناس لا تنسى ، و عندما تأتي ساعة الحقيقة فلن يبقى ستر لأى مغطى.

فعد الى جانب من صنعك و اختر جانب الشعب، فلن ينفعك غيره.

و السلام