الجراد الأخضر يهدد المحاصيل الزراعية في ريف حلب الغربي


13

الأثاربي: المصدر

يشن الجراد الأخضر، على المزروعات والخضراوات في ريف حلب الغربي، هجوماً لا يقل ضراوة عن هجوم طائرات النظام على السكان في المنطقة، واعتبرته مديرية الزراعة في المنطقة، والتي استشعرت بخطر زحف الغازي الأخضر، وغيره من الحشرات، واعتبرته من أولوياتها وستعمل جاهدة على معالجته، وفق تصريحات المسؤولين فيها.

وقال المزارع عبد اللطيف طاهر في حديث لـ “المصدر”، إن ما يتخوف منه الفلاح ويقلقه هو انتشار الجراد بالحقول بشكل مخيف، وإن لم يكافح بالسرعة الكلية بمبيدات عن طريق مؤسسة الزراعة، فإنه سينتقل إلى حقول القمح، ويقضي عليها.

وأشار إلى أن المزارع اليوم لا يستطيع أن يقوم بعملية الرش بمفرده، وذلك للكلفة المالية الباهظة، وسعر المبيد المرتفع، وعدم توفر آلية الرش، إذا كان يقع عاتق رش المبيد على المزارع بمفرده لحقله، فإنه لن يستفيد شيئاً إن لم يكن عملية الرش عامة لكل الحقول، فيجب أن يكون هناك حملة رش عامة تشمل كل الحقول المزروعة، وهذا ما لا يستطيع فعله إلا مؤسسة إكثار البذار الحرة ومديرية الزراعة، لأن حال الفلاح لا يحتمل أكثر مما احتمل.

وبدوره، قال المهندس الزراعي “محمد أبو أحمد ” لـ “المصدر” إن الجراد من الأنواع التي تتكاثر بسرعة كبيرة، ويجب مكافحته بالسرعة الممكنة، وذلك من خلال رش أطراف الحقول على الطرقات الزراعية بمسافة 20 متر داخل الحقل، وإن التأخير يضر كثيراً، ويساعد بتفقيس حوريات حشرة السونة.

وفيما يتعلّق بالآثار التي يحدثها هجوم “الجراد” على المنطقة أوضح المهندس “أبو أحمد” أن الجراد يلتهم في الكيلو متر الواحد من السرب حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم، وهو ما يكفي لغذاء نصف مليون شخص لمدة سنة، وأشار إلى أنّ الجراد يظهر بشكل كثيف فيما يُسمى بالفورة أو الهيجان، بسبب قلة الأعداء الحيوية، وعدم وجود مفترسات، بالإضافة البيولوجية المناسبة للتكاثر كالرطوبة والحرارة.

وفي السياق ذاته، تحدث المهندس “أحمد الأحمد” مدير مكتب التعاون الزراعي في منطقة الأتارب لـ “المصدر” عن الإجراءات التي تم اتخاذها من قبل مكتب التعاون والزراعة في الريف الغربي، فقال إنه تم أخذ عينات وصور من الواقع، ورفعت تقارير نظامية إلى المكتب الإداري في وزارة الزراعة، حيث تم إبلاغهم بهذه المشكلة.

وأردف، حالياً نقوم بتجهيز وحدة حماية متكاملة من جرارات، ومرشات محمولة على الجرارات، ومرشات محمولة على الظهر لكنها قد تتأخر عدة أيام، وستكون جاهزة للقيام بعملية الرش بغضون 15يوماً، مشيراً إلى أن المؤسسة جديدة في الريف الغربي، والإمكانيات والكادر الإداري غير جاهز.

وأضاف “الأحمد” بأن هناك تنسيق مع مؤسسة إكثار البذار، كونها جزء من مديرية الزراعة، وتحاول أن تعطي هذا الموضوع أهمية كبيرة، ويكون من أولوياتها، بحيث تغطي عملية الرش أكبر مساحات ممكنة، ولأغلب الأراضي الزراعية التي فيها نسبة إصابة أكبر، والتي ستشمل ريف حلب الغربي، وإدلب الشمالي بالكامل، وستقسم المنطقة إلى قطاعات، والرش سيكون مجاني للمزارعين، وسيكون لمكافحة الجراد والنطاطات والسونة والصدأ بالكامل.

وأكد أن الاهتمام سيكون بمحصول القمح بالدرجة الأولى كونه استرتجي، وهذه العملية هي استباقية من أجل محصول القمح، فالقمح أولاً.

أخبار سوريا ميكرو سيريا