المسلط: لا يمكن مناقشة الدستور قبل الانتقال السياسي


اعتبر المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة السورية، سالم المسلط، اليوم، أن مناقشة الدستور أو تعديلاته في مفاوضات جنيف الحالية، قبل مناقشة مرحلة الانتقال السياسي، "أمر غير مجدٍ".

وفي حوار مع المسلط في جنيف، أفاد أن وفد المعارضة "يجد أن الأجندة الحقيقية يجب أن تبدأ بهيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات، ومناقشة دور الأسد، فيما مناقشة الدستور تأتي لاحقاً".

وأكد أن "مهمة الهيئة الانتقالية (تريد المعارضة تشكيلها) التي تضم أطرافاً من الداخل، ومن النظام الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، والمعارضة، مهمتها الدعوة لمؤتمر وطني عام تنبثق عنه جمعية تأسيسية، هي التي تصيغ الدستور السوري".

وشدد على أن مسألة "الدستور هو لسورية، ومسؤولية السوريين، ولا يمكن لأحد غيرهم صياغته بأي مكان آخر، ولا يمكن لأطراف أخرى مناقشته، بل الشعب السوري من يناقشه".

وأضاف: "إن تحدثنا عن مناقشة الدستور وتعديلاته في هذه المرحلة، وفي هذا المكان (جنيف) فلن تكون مجدية، وإنما المجدي هو الخلاص من الكابوس في سورية، وتأمين حياة السوريين، وتأمين عودة من هاجر منها، وتخفيف العبء على دول الجوار، فلا بد من تخفيف الأعباء، وعندما يكون السوريون في سورية، عندها يتم مناقشة الدستور، ولكن مهمتنا هنا مناقشة الانتقال السياسي، والتي تبدأ بمناقشة المرحلة الانتقالية".

وحول الجولة الحالية من المفاوضات، أفاد بأن "ستافان دي مستورا (المبعوث الأممي إلى سورية) يدعو لبدء المفاوضات الحقيقية، وهي مناقشة الانتقال السياسي، وفي الجولة الماضية كانت هناك أسئلة من دي مستورا، وأوراق مقدمة من الهيئة العليا، وفي الجولة هذه لبحث هذا الأمر، وهناك تصور لدى دي مستورا حقيقي للمرحلة الانتقالية (التي تريدها المعارضة)، وسيتبع ذلك الكثير".

وبين أن الرؤية "تأتي على مراحل، ونأمل أن تكون هذه الجولة حاسمة في هذا الاتجاه، والانتقال السياسي، أن تكون جولة حاسمة في وضع حد لمعاناة الشعب السوري، وتصور المعارضة كان جاهزاً منذ اليوم الأول للمفاوضات، وأُعد بشكل جيد، ولا زلنا نناقش ذلك مع دي مستورا"، على حد تعبيره.

ونفى المسلط "وجود أي ضغوطات حتى الآن من دي مستورا، بل النقاش حول الأجندة"، كما نفى نية المعارضة "المجيء للانسحاب من المفاوضات، بل للتفاوض".

واستدرك: "نصرُّ على ما يخدم الشعب السوري، والذي يستحق دستوراً جيداً يضمن لكل مكونات الشعب حقوقه، ولكن الشعب السوري يستحق بالدرجة الأولى انتقالاً سياسياً، وينتهي من الكارثة والإجرام والدكتاتورية، والإرهاب الذي جاء به النظام وإيران إلى سورية، رغم أهمية الدستور، ولكن قبلها هناك خطوة مهمة وأكبر، هي موضوع تشكيل هيئة حكم انتقالي، وهي من تتولى هذه المسؤوليات".

وتابع موضحاً: "الجولة الحالية هي جولة الحديث عن الانتقال السياسي، وغير شيء آخر يعتبر مضيعة للوقت، هذه هي الجولة الثالثة حتى الآن، لا بد من بدء مناقشة هيئة الحكم الانتقالي بصلاحيات كاملة، وفد المعارضة كان جاهزاً لذلك، وقدم الوفد المفاوض (في جلسة أمس الأربعاء) تصوره للمرحلة الانتقالية"، دون ذكر مزيد من التفاصيل عن هذا التصور.

ولفت أن "وجودهم في جنيف لرؤية هذه المرحلة الانتقالية، ورؤية بدايتها وتحركها، لأنهم يعلمون أنهم أمام نظام مماطل، لا يريد التغير في سورية، بل إضاعة للوقت، وهذا الأمر الذي جاء الوفد لأجله، وسيبقى في هذه الجولة لمناقشة هيئة الحكم الانتقالي، ومناقشة مصير الأسد".

وعن وصف المعارضة نتائج جولة "دي مستورا" قبل المفاوضات لبعض العواصم بأن أجواءها لم تكن إيجابية، أجاب: "ربما كان إنهاكاً من السفر، هناك جهود جيدة من الوسيط الدولي، لا أعتقد أن هناك أمور سلبية، بل الأمور تتجه بشكل إيجابي، وكان اليوم الأول للجولة، وعادة تبدأ بعرض أمور سابقة، لكن الاجتماع الآخر سيعقد غداً الجمعة، وسيجري الدخول في الأمور المهمة بشكل أكبر"، على حد وصفه.

وحول التطورات في حلب، وموقف المعارضة من تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية"، ومساعي النظام للهجوم بدعم روسي، كشف المسلط، أن "الكل يعرف، ومن يراقب الأحداث بشكل جيد، يرى أن هناك ارتباطاً بين النظام وداعش، وهناك أجندة واحدة تخدم الطرفين، ويغفل بعضهم أن داعش استلمت تدمر (ريف حمص وسط البلاد) من النظام، وأعادتها له، ومقابل ذلك تحرك داعش باتجاه القلمون (ريف دمشق)".

وأضاف أن "داعش متواجدة على أطراف حلب، ولكن ليس بشكل كبير، فيما النظام يسعى لضرب القوى المعتدلة، ومنها حلب وهي منطقة مهمة، ولكن الفصائل الثورية، والجيش الحر، مستعدون لأي شيء، ويعرفون المخطط الذي يلعبه النظام وداعش، ونتمنى أن يكون هناك دعم لثوار المنطقة، لتمكينهم من العدو الواحد المجزأ لجزئين، وهما النظام وداعش، بأجندة واحدة، ووجه واحد".

ورفض المسلط، الحديث عن خطة بديلة حال فشل المفاوضات، مبيناً بالقول: "لا نريد أن نتحدث عن خطة (ب)، ولكن العسكر هم خير من يتحدث بها، نتحدث عن الخطة (أ) التي نحن بها، ونتمنى أن يأتي الحل السياسي في سورية، لكن إن وصلنا إلى طريق مسدود، فإن للثوار في سورية كلمة، ونأمل أن تقف الدول الصديقة إلى جانب كلمة الشعب السوري في النهاية".

وبدأ "دي مستورا"، أمس الأربعاء، أولى جلسات الجولة الحالية لمباحثات السلام السورية في جنيف، بلقاء وفد المعارضة السورية التابع للهيئة العليا للتفاوض.

ووصل وفد المعارضة إلى المقر الأممي، برئاسة أسعد الزعبي، ونائبه جورج صبرا، وضم الوفد أيضاً كبير المفاوضين محمد علوش، والأعضاء نذير الحكيم، وسهير الأتاسي، ومحمد صبرا، وآخرين.

ويواصل "دي مستورا" في الأيام المقبلة لقاءاته مع باقي الوفود التي حضرت للتشاور، ومن المنتظر أن تناقش هذه الجولة العملية السياسية الانتقالية، بحسب ما كشف عنه المبعوث الأممي في وقت سابق.