المولدات في ريف إدلب… كهرباء بالقطارة وأسعار مرتفعة


شريحة1

رزق العبي: المصدر

يعيش أهالي ريف إدلب منذ أكثر من أربعة سنوات دون كهرباء، حيث عمد النظام في كل مرة تخرج مدينة أو بلدة عن سيطرته إلى قطع الماء والكهرباء عنها، ففي مدينة كفرنبل التي سيطر عليها الثوار عام 2012، لا يوجد كهرباء ولو لساعة واحدة، ما دفع ببعض الأهالي إلى اتخاذ مهنة جديدة تتمثل في توزيع الكهرباء الخاصة عبر مولدات، يتم وضعها في أماكن معينة من حي أو شارع.

وفي فسحة البيت اتخذ “محمد الموسى” زاوية وضعَ فيها ثلاثة مولدات لتوصيل الكهرباء للبيوت والمحال التجارية، وقال في حديث لـ “المصدر”، أعمل في هذه المهنة منذ سنوات، من خلال توصيل كبل كهربائي إلى المنازل والمحال، وأتفق مع الناس على توصيل الكهرباء لهم بفترة محددة، وسعر أحسبه وفقاً لعدد الساعات وسعر المازوت، فأنا أعتاش من تلك المهنة”.

وأردف، الكثير من الناس يعتبرون تلك المهنة مريحة، وهي على العكس تماماً، فأنا منشغل بالمولدات منذ الثامنة صباحاً وحتى الظهر، وبعدها منذ الساعة الخامسة عصراً وحتى منتصف الليل، ألاحق أعطالها، وأتابع عمل الكابلات الكهربائية، عن طريق مقياس كهربائي، لأعرف عدد “أمبيرات” الزبون، عدا عن أعطال المولدة التي كثيراً ما يكون سببها رداءة المازوت”.

ويتم توزيع الكهرباء عن طريق “أمبيرات” حسب حاجة المنزل، وتحتسب القيمة المالية حسب الأمبير، حيث يبلغ سعر الأمبير الواحد 1500 ليرة لقاء أربعة ساعات يومياً، وهو رقم يراه الناس مرتفعاً قياساً بعدد ساعات التوزيع، عدا عن سعر المازوت الذي يتجه إلى انخفاض منذ شهر تقريباً.

وقال “محمود” أحد أهالي مدينة كفرنبل في حديث لـ “المصدر”، تصل الكهرباء إلى منزلي عن طريق المولدة، ويحتاج المنزل 3 “أمبيرات” كأقل تقدير، لأن البراد والغسالة الآلية لا تعمل بأقل من ذلك، علماً أن 3 “أمبيرات” لا تشغل براد وغسالة معاً، وعندما تريد زوجتي الغسيل تطفئ البراد لتتمكن من تشغيل الغسالة، وهو مبلغ كبير، حيث أتكلف تسعة آلاف شهرياً صباحاً أربعة ساعات، ومساءاً أربعة ساعات.

ويحتسب أصحاب المولدات سعر “الأمبير” المنزلي بسعر معين، والتجاري بسعر آخر، وهنا يعرّج “بلال” وهو صاحب محل تجاري في سوق مدينة إدلب الرئيسي قائلاً، بعدما سيطر الثوار على مدينة إدلب، أصبحنا بدون كهرباء، وعندما بدأت المولدات تعمل استقدمت خطاً للمحل وآخر للمنزل، وحتى الآن لا أعرف لماذا ندفع ثمن الأمبير المنزلي 1500 والتجاري 1700، علماً أن الموزع واحد والكهرباء واحدة، فأنا مثلاً مضطر للكهرباء في المحل لأني أبيع “إيشاربات” نسائية ومضطر للإضافة للفت انتباه الزبون.

ومع اقتراب فصل الصيف تصبح حاجة الناس والمحال التجارية للمولدات أكثر، كونهم يستخدموها في حفظ الأغذية واللحوم والمشروبات الباردة.

وقال “باسل” وهو صاحب محل حلويات في حديث لـ “المصدر، عندي في المحل عشرة برادات لبيع البوظة، وتحتاج لكهرباء 20 ساعة يومياً، وهو أمر مكلف جداً، لذلك اشتريت مولدة لأن الكهرباء الخاصة لا يمكن أن تعمل بـ 20 ساعة يومياً، لأن المشترك المنزلي أو التجاري يحتاج الكهرباء فقط لأمور الضرورية.

وبعدما اختفت ظاهرة الأبيال والشموع عادات من جديد إلى الواجهة، حيث يعتبر زر البيل ضرورياً في ريف إدلب، حتى أن أغلب الناس لا تشتري (القداحة) إن لم يوجد ضوء في أسفلها، لأن الشوارع في الليل مظلمة والأزقة، وكذلك عندما يستيقظ الشخص في الليل لقضاء حاجة فإن الظلام المنتشر يجعله بأمس الحاجة لشمعة.

وأشارت “حنان” في حديث لـ “المصدر عن أهمية الشموع في مناطقهم، فقالت إنه لا يمكن أن نستغني عن الشموع أبداً، فهي تساعدنا ليلاً بعد انقطاع الكهرباء في إنارة البيت والمطبخ، حتى أن أغلبية الناس عادت تستعمل (الإمضاية) وهي آلة قديمة في ريف إدلب للإنارة.

ويستخدم الغالبية أيضاً أزرار “ليد” وهي صينية الصنع، والتي تعمل عبر بطاريات السيارة أو الدراجة الآلية، وتتصف بضوئها القوي لكنه مزعج للعيون، ما يجعل استخدامها للضرورة.

أخبار سوريا ميكرو سيريا