طلاب حمص بين مقاعد المعارضة ورصاص النظام
14 أبريل، 2016
محمد الحمصي: مركز حمص الاعلامي
أعلنت مراصد إعلامية معارضة، مطلع الأربعاء (الثالث عشر من أبريل نيسان الجاري)، مقتل شابتين في جامعة البعث بمدينة حمص، مساء الثلاثاء الماضي، برصاص شابين من الميليشيات الطائفية، التي تتخذ أحياء الزهراء وعكرمة النزهة مقرا لها، وقد لقت الشابة مروة نضال الأتاسي (20 عاماً)، طالبة في كلية الحقوق، والشابة ميساء دندشي (20 عاماً)، طالبة في كلية الهندسة المدنية، مصرعيهما بعد جملة من التهديدات التي تلقتها الشابتين وذويهما بسبب حملهما لألقاب الدندشي والأتاسي، وهما من العائلات العريقة بحمص والتي صدرت شخصيات معارضة كبيرة كفرح الأتاسي وغيرها.
وقد رفضت الشابتين الخروج من حمص، بعد ان غادرت عائلاتهما المدينة واتخاذ التهديدات على محمل الجد، لكن الشابتين رفضتا الخروج قبل التخرج الجامعي في حرص واضح على جعل العلم أولوية تستحق التضحية.
من جانب أخر، نجد من أتهمتهم حكومة النظام السوري بأنهم ثلة من الإرهابيين والجهلة، ورفضت مشاركتهم العيش بل وعملت على قمعهم بشتى الوسائل الإجرامية، نجدهم يكرمون العلم وطالبه، وإن بحثنا عن نموذج ليس بعيدا عن مكان جريمة الجامعة الشنيعة، نجد أنفسنا داخل صرح من صروح العلم المتواضع، في حي رفض جميع أنواع الإساءة للعلم والعالم، ورفض التحقير للتلميذ والطالب الحي الذي يفتخر به أهله رغم تواضعه وبساطة محتوياته، حي الوعر، الذي استخرج الحياة بين ركام منازله التي دمرتها دبابات من يسمون انفسهم “حماة الديار”، الذين حاولوا قتل كل فكرة للحياة داخل الحي، الذي صرخ برفع قدر الاستاذ والطالب والعلم والعالم.
لم يكن لمجلس محافظة حمص الحرة، الذي حارب سلاح النظام العسكري بسلاح اشد قسوة منه، وهو العلم، بعيدا عن المعركة التعليمية، الذي سعى المجلس من خلالها توفير كل مستلزمات الأمان والراحة للطالب، حتى أنه وصل لمرحلة تقديم الطعام والشراب المجاني، داخل صفوف الدراسة، في فكرة جذبت العقول الراقية الكثيرة المنتشرة في الحي، كالمغناطيس لممارسة طقوس الدراسة المرفهة في أصعب الظروف التي قد تشهدها منطقة في العالم.
من جانب يهرب محافظ حمص طلال البرازي، التابع للنظام من انياب المدنيين، الذين يحاولون نهشه بسبب انتشار الفلتان الأمني الواسع في عهده، ومن جانب أخر لا تغيب انظار وايدي رئيس مجلس محافظة حمص الحرة، “أمير عبد القادر” عن زيارة وتقديم الدعم اللازم والحضور الفعلي في جميع المنابر العلمية التي تقدم جرعات سليمة من العلم الراقي، الذي يرقى بمستوى جيل حر لا يمجد الأشخاص وانما الوطن.
لم تكن هذه المقارنة الأولى من نوعها في الحي المحاصر، فمنذ شهر تماما عندما عاد الحصار ليطرق أبواب الحي، منعت حواجز النظام خروج الطلاب الجامعيين لجامعاتهم، وطلاب المدارس لمدارسهم، كما منعت دخول المدرسين للحي، وفي نفس الوقت كان مجلس محافظة حمص الحرة يكرم 540 طالبا متفوقا من 17 مدرسة ومعهدا خاصاً، داخل الوعر وعشرات المدرسين المنشقين اللذين فضلوا متابعة عملهم في اجواء حرة، بدرس فيها العلم الخام الذي لم يلطخ بأفكار حزبية تهدف لتمجيد الأسرة الحاكمة في سورية.