وثائق “رشاوي الروليكس” للسيسي وحاشيته مقابل اتفاق الجزر.. حقيقية أم مفبركة؟

15 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016
9 minutes

محمد الشبراوي –

كشفت وثائق نشرها رئيس حزب غد الثورة المعارض الليبرالي المصري أيمن نور أدعي أنها “ملكية مسربة” تقديم الجانب السعودية هدايا عبارة عن ساعات رولكس باهظة الثمن الي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراءه وحاشيته ونواب البرلمان، بيد أن نشطاء سعوديون كشفوا أنها مزورة ونشروا ما يفيد هذا.

الوثائق التي ورد بها تفاصيل عن أنواع وأسعار الساعات الفخمة المقدمة من السعودية للسيسي وأركان حكمه، وصفها نشطاء ومعارضون مصريون على أنها “رشوة” قدمتها السعودية لحكومة السيسي مقابل التنازل عن السيادة على جزيرتي “تيران” و”صنافير” لصالح المملكة.

وكشفت الوثائق – التي تداولتها على نطاق واسع أيضا وسائل الإعلام الغربية – عن أن السيسي جاء على رأس قائمة المستفيدين من العطايا الملكية، بالحصول على ساعة يد ماركة رولكس من طراز «الغواصة» مرصعة بالماس والزمرد الأخضر يبلغ ثمنها ما بين 290 ألفًا إلى 300 ألف دولار أمريكي (حوالي 3 مليون جنيه مصري).

وأشارت الوثيقة المزعومة، لحصول كل من رئيس مجلس النواب المصري ورئيس الوزراء على ساعات من طراز رولكس دايتونا كوسموجراف يبلغ ثمنها ما بين 185 ألفًا إلى 190 ألف دولار أمريكي.

وجاء فيها أيضا تلقى باقي أعضاء البرلمان المصري من الذكور “رشاوى” في صورة ساعات أيضا، ولكن أقل قيمة من ساعات الرئيس والوزراء، حيث زعمت أن كل نائب من النواب الـ 508، حصل على ساعة معصم من طراز تيسو تي تاتش الشمسية تبلغ قيمتها ما بين 1300 إلى 1500 دولار أمريكي للواحدة، فيما حصلت عضوات البرلمان الاناث البالغ عددهن 87 عضوة على ساعات معصم من طراز بلوفا بقيمة 3800 إلى 4500 ريال سعودي للواحدة.

وقد ذكر موقع “ميدل إيست أوبزرفر” الذي نشر الوثيقة إن جميع الوزراء المصريين والمسؤولين والإعلاميين والصحفيين وجميع العاملين في الفريق الرئاسي المصري، الذين دافعوا عن تنازل السيسي عن الجزيرتين، “قد تلقوا رشاوي مالية من السعودية، وفقا للوثائق المسربة التي نشرها الموقع”.

وأشار الموقع إلى أن “حجم الرشاوى المالية التي سُلِّمت إلى السيسي ومعاونيه تعكس درجة من الفساد وانعدام الشفافية المتجذرة بعمق في النظام المصري الحالي كما أنها تعكس انعدام ولاء النظام الحالي تجاه بلاده”

وقال تقرير موقع “ميدل إيست أوبزرفر” أن الوثائق المسربة تُظهر أن زيارة الملك «سلمان» إلى مصر كانت سخية بما فيه الكفاية لتدفع السيسي إلى التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير”، بحسب الموقع، وقال إن “الملك سلمان قدم الكثير من المال للسيسي والوزراء المصريين والمسئولين وأعضاء البرلمان لتمرير التنازل عن الجزيرتين الاستراتيجيتين المصريتين في خليج العقبة”.

ونسب الموقع هذه الوثائق إلى «أيمن نور»، زعيم حزب غد الثورة الليبرالي، الذي قام بتسريب هذه الوثائق السعودية الرسمية المزعومة، والتي يظهر عليها توقيعات وأختام ملكية، والتي تقرر الرشاوى المالية التي قُدِّمت إلى «السيسي» ومعاونيه.

النخبة تُشتري بالعطايا

وقد وجه الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق والمرشح الرئاسي السابق، رسالة، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” لمن يحصلون عموما على رشاوي في وظائفهم قائلا: “أحزنني أن ما يسمي النخبة في مصر في كل المجالات تشتري بالعطايا التي كشفت عنها ويكيليكس في مئات الالاف من برقيات السفارات السعودية”.

وتابع: “السفير السعودي يسلم مبالغ شهرية لأسماء مشهورة في الاعلام والسياسة والأحزاب وقطاعات أخري كثيرة ولم تعلق السلطات ولم يعلق أحد على هؤلاء المؤلفة أقلامهم وأصواتهم”.

وأضاف “الأشعل”: “عندما أثيرت مأساة الجزر أدهشني أن هذه الشخصيات اختارت الجانب السعودي وأرجو أن يسجل شباب اليوم ذلك وحبذا لو سجل المؤرخون، ورغم ثقتي في تشعب اللعبة كما أعرف أسماء المنتفعين الذي اختاروا مصالح إسرائيل والسعودية على مصالح مصر علنا مع ارتباكهم في الإخراج البائس إلا أن شرفاء هذا الوطن لابد أن يقولوا كلمتهم في هذا الظرف”.

وحذر بقوله “واحذر هذه الشخصيات من الاستمرار في هذا الدور الخاطئ والمخزي طمعا في المال لأنني سوف اكشف سفاهة مواقفهم وتلفيقهم رغم ان الإعلام الفاسد يفسح لهم بسخاء امعانا في تجميل الأعمال القبيحة والتدليس على الناس وتغييب عقولهم عن إدراك الاشباح الثقافية علي جراح الوطن”.

“وفي يونيه 2015، أثير جدل كبير في مصر في الصحف والفضائيات ومواقع التواصل، في أعقاب كشف برقيات ويكيليكس السرية التي قيل أنها صادره من السفارات السعودية حول العالم، طلب صحفيين مصريين أموال من سفارة الرياض بالقاهرة، وكتابة مصطفي الفقي سكرتير مبارك السابق تقارير للملك عبد الله والتي وصفها نشطاء بانها تجسس وتخابر.

وكشفت الوثائق عن تلقي صحفيين مصريين واعلاميين أموال من السعودية، وانهم ابتزوا المملكة لدعمهم ماليا بدعوي أن إيران تسعي لاحتوائهم ومنهم مصطفي بكري وساويرس وصحفيون لبنانيون.

جدل على مواقع التواصل

وبدأ الاعلامي المعارض بقناة “الشرق” معتز مطر، المملوكة لأيمن نور الجدل بنشر الوثائق في لقاء مع “نور” وادعاء تقديم السفير السعودي بالقاهرة رشاوي للسيسى والاعلاميين والبرلمان ليعلنوا ان تيران سعودية.

وكتب اعلاميون ونشطاء ينتقدون حصول شخصيات رسمية مصرية على ما اعتبروه رشوة، ودشنوا هاشتاج (#وثيقة_رشوة_السيسي_ورجالته)

وثائق مزورة

بالمقابل نشر نشطاء سعوديون تغريدات يؤكدون من خلالها أن الوثائق “مزورة” ووصفوا المزور بأنه “فاشل”، مشيرين لاحتوائها على عبارة “جلالة الملك” قائلين: “نحن نكتب خادم الحرمين الشريفين”، وقالوا “اللهم انتقم من اصحاب الفتن”.

السفير السعودي ينفي

وقد نفى سفير السعودية بالقاهرة ومندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى جامعة الدول العربية، أحمد عبد العزيز قطان، في بيان وصل “إيوان 24” بشكل قاطع، ما تناقلته بعض القنوات التليفزيونية، التي قالت إنها “تابعة لجماعة الإخوان المسلمين”، وشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية من تصريحات “مٌزَيَّفةً نُسِبَت إليه بشأن منح مسئولين وإعلاميين مصريين هدايا خاصة”.

وأكد السفير قطان في بيان رسمي له الخميس، أن “التزوير في البرقية المتداولة واضح وضوح الشمس، كون أنها لا تتلاءم مع مخاطبات سفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة لا من ناحية الشكل أو الأسلوب أو المضمون”.

وشدد السفير قطان على أنه “سوف يقاضي كل من يسيء للعلاقات السعودية المصرية عن طريق ترويج شائعات أو بث أكاذيب أو تزوير وثائق يتم الادعاء بأنها منسوبة لمسئول سعودي”.

وطالب السفير قطان، كافة وسائل الإعلام “بتحري الدقة والمصداقية قبل نشر مثل هذه الأخبار وتداولها، نظرا لما تثيره من إساءات بالغة، هدفها النَيل من العلاقة المتميزة بين البلدين والتي تم تتويجها بالزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين لمصر”.