بدنا عرسان


11

بدنا عرسان

في مشهد يعبر بعفوية وصدق عن ندرة الشباب السوري حدث على أحدى الحواجز الأمنية في دمشق، عندما توقف السرفيس للتفتيش كالعادة، حيث صعد إليه أحد عناصر الحاجز، وبدأ يتفحص بنظرة سريعة ركاب السرفيس، فاكتشف أن من بين أربعة عشر راكبا لم يشاهد سوى شخصين وقد غطى الشيب شعر رأسيهما، وأما الباقي كنّ من النساء والفتيات، فسأل عنصر الأمن الركاب : ” شو ما في شباب..؟ شو قصتهم؟ ما عم شوف إلا النسوان والبنات، شو كلهم راحوا على ألمانيا..؟ فردت إحدى النساء عليه قائلة : ألله يحميهم أخذوهم على الجيش. فرد عنصر الأمن بلهجة حازمة، “ليكون مو عاجبك.؟” فردت المرأة والخوف يبدو على محياها : ” لا والله مو القصد بس عم قلك وين راحوا الشباب..” وقبل أن يأمر عنصر الأمن سائق السرفيس بالعبور، صاحت امرأة كانت تجلس في أخر السرفيس “بدنا عرسان البلد ما عاد فيها شباب، دبر لنا عريس ألله يرضع عليك وألك أحلى حلوان”، فضحك عنصر الأمن وأمر السائق بالعبور، لكن أحدى الفتيات قالت بحنق شديد عم يسألوا وين الشباب ؟ ليش خلو شب عند أهله وما أخذوه على العسكرية أو قتلوه أو اعتقلوه.” فنهرتها زميلتها قائلة لها: ” أسكتي استرينا ميشان ألله هلق بياخدونا.”