مركز الأطراف الصناعية .. مشروع إعادة الحياة لمصابي الحرب في ريف إدلب


gallery-preview

أخبار الان: المصدر

يخدم مركز الأطراف الاصطناعية عددا كبيرا من مصابي الحرب التي بدأها نظام الأسد ضد شعبه منذ خمسة أعوام وحتى اللحظة، فبسبب المجازر فقد المئات من السوريين أطرافهم. “2500” حالة أكثرهم من المدنيين وغالبيتهم من الأطفال في ريف إدلب ريف، قدم المركز لهم الأطراف الاصطناعية والعلاج الفيزيائي بعد عدة جلسات على مدة عام ونصف منذ افتتاح المركز في الداخل السوري.

يقع المركز على أطراف مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي، كفرع للمركز الرئيسي في مدينة أنطاكيا التركية. يتلقى المركز دعمه من منظمتي “غول سوري” و”سما”، كما يعمل في المركز مختصون في صناعة الأطراف، أما في الحالات الصعبة فيتم تقديمها من قبل بعض المنظمات الداعمة.

“محمد المصري” أخصائي في مركز الأطراف قال لمراسل أخبار الآن: “المشروع هو منظمة خيرية لا يتبع لأية جهة عسكرية، تخدم كل السوريين. نقوم بمتابعة حالة المريض منذ تسجيله لدينا ثم يخضع لعدة جلسات من العلاج الفيزيائي ومن ثم نعمل على أخذ قياسات الطرف الذي ينقصه ونبدأ بصنعه من خلال المواد المتواجدة لدينا والتي تقدمها المنظمات دعماً لنا”، ويضيف: الأطراف التي يتم تركيبها للمريض أوربية عادية وليست ذكية وهي الأنسب للمصاب في وضعنا الراهن لأن أعداد المرضى كبير جداً، وفي حال أراد المريض إجراء صيانة للطرف فهو أسهل من صيانة الأطراف الذكية ولا تستغرق مدة طويلة.

بدأ المركز في العمل في مدينة أنطاكيا التركية ومن ثم إلى بلدة “حزانو” بريف إدلب الشمالي وبعدها إلى أطراف مدينة معرة النعمان بريف إدلب الغربي.

يقول المصري: منذ انطلاقة المركز في الداخل السوري قمنا بتركيب 2500 طرفا، معظم المصابين الذين تم معالجتهم هم من الأطفال الذين تتراوح أعدادهم ما بين 10 و15 عاما، وقسم من النساء والمُسنين الذين تعرضوا للإصابات جراء قصف قوات النظام بالبراميل والألغام البحرية والصواريخ الفراغية وعدد قليل من العسكريين.

 وأنهى حديثه : “يوجد لدينا مصابين من ريف حلب الجنوبي وريف حماة الشمالي يخضعون للعلاج، كما نعمل بأسرع وقت على تركيب لهم الأطراف وبعث الأمل فيهم”.

الشاب “جمال شنيرة” تحدث عن إصابته وعلاجه: “تعرضت للإصابة منذ ثلاثة أعوام عند حصار معسكري وادي الضيف والحامدية عند حاجز مسجد الصحابة، كنت ذاهباً لجلب بعض من الأدوات المنزلية من بيتي الواقع شرق المدينة والقريب من المعسكر، قامت قوات النظام باستهدافي أنا وأخي بقذيفة “أر بي جي”، وعلى إثرها بترت ساقي واستشهد أخي، خضعت للعلاج لفترة مدتها ثمانية أشهر، بعدها توجهت إلى مركز الأطراف الاصطناعية لتركيب طرفين وتمت عملية العلاج بنجاح”، وأضاف: “لم أستطع العودة إلى مهنتي “الحدادة” ولكن بسبب وضعي لجأت لفتح محل “سوبر ماركت” لتأمين لقمة العيش لأولادي الثلاثة في ظل هذه الظروف المؤلمة”.

أما الطفل “أحمد قيطاز” فقد قال لمراسل أخبار الآن : “كنا أنا ورفاقي ذاهبون للعب بكرة القدم أمام أحد المنازل بعد الانتهاء من الدوام المدرسي، سمعنا صوت طائرة حربية في الأجواء، فجأة شعرت بنفسي نائم على سرير في أحد المشافي الميدانية وأخبروني بأن ساقي الأيسر قد بتر إثر الغارة الجوية التي استهدفتني أنا ورفاقي، منهم من استشهد والقسم الآخر تعرض للإصابة، بعد الإصابة بفترة خضعت لعلاج فيزيائي من أحد الأخصائيين في المركز، وبعدها تم تركيب الطرف لي .. أستطيع الذهاب إلى المدرسة والمشي على قدمي ولكني لن أعود للعب كرة القدم مرة أخرى”.

أخبار سوريا ميكرو سيريا