ريف اللاذقية.. النظام يواجه الفشل رقم 11 في اقتحام أيقونة الثورة في الساحل / قرية “الكبانة” إحدى أعلى قمم الجبال في ريف اللاذقية


لم يكن مصير الهجوم الحادي عشر لقوات النظام على قرية “الكبانة” أفضل من سابقاته، فقد تصدت فصائل ثوار ريف اللاذقية للهجوم وأوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف قوات النظام قدرها أحد الثوار بنحو 50 قتيلا.

11 هجوما شنتها قوات النظام منذ بداية التدخل الروسي في سوريا بهدف السيطرة على قرية “الكبانة” إحدى أعلى قمم الجبال في ريف اللاذقية، وهي تقع في النقطة الفاصلة بين محافظات حماة وإدلب واللاذقية، خسرت خلالها ما يزيد على 200 جندي وعشرات الآليات، ومع ذلك لا تزال مصرة على تكرار المحاولة.

*أهمية “الكبانة”

أبو خالد الحفاوي القيادي في الجيش الحر يرى أن إصرار النظام على احتلال القرية يعود إلى كونها مفتاح الدخول إلى ريف إدلب الغربي، إضافة إلى أنها تطل بشكل مباشر على مساحات واسعة من سهل الغاب الحموي، كما تشرف على غالبية قرى جبلي الأكراد والتركمان والأوتوستراد الدولي بين محافظتي اللاذقية وإدلب.

صفحة “كتيبة الجبل” الموالية للنظام أشارت إلى أن القرية “هدف قوات النظام الأهم خلال الفترة القادمة”، وأكدت على أن النظام لن يوقف هجماته عليها حتى يتمكن من السيطرة عليها وطرد ما أسمتهم “الإرهابيين” منها، وكانت الصفحة قد ادعت صباحا أن قوات النظام تمكنت من دخولها قبل الاعتراف لاحقا بأنه سيطر على بعض النقاط في محيطها فقط، الأمر الذي نفاه الثوار تماما، وأكدوا عدم تقدم قوات النظام “شبرا واحدا”.

وعن سبب عدم تمكن النظام من دخولها يقول الحفاوي: “يتمترس في القرية ومحيطها عدد غير قليل من الثوار، يرابطون ليلا ونهارا، يراقبون تحركات قوات النظام ويرصدونها ويستنزفونها باستمرار.

*أيقونة ثورية

قرية “الكبانة” أيقونة ثورية في الساحل السوري باعتبارها أول قرية يحررها الثوار فيه صيف عام 2011، واتخذوها منطلقا لعمليات التحرير اللاحقة في جبلي الأكراد والتركمان، وحفروا فيها الخنادق للتنقل بعيدا عن أعين قوات النظام، وأقاموا الدشم الحصينة التي ساعدتهم في الصمود والاستمرار فيها.

“معركة اليوم بدأها النظام ليلا من خلال قصف مدفعي تمهيدي عنيف، كما استهدفها بعشرات الغارات الجوية ملقيا عليها عشرات البراميل والصواريخ، ومع ساعات الفجر الأولى بدأ هجومه عليها، لكن الثوار كانوا مستعدين وتصدوا للهجوم وأفشلوه” حسب وصف الناشط الإعلامي “أبو محمد الناجي”.

الهجوم الحادي عشر على قرية “الكبانة” جاء في اليوم التالي لهجوم الثوار على أكثر من موقع لقوات النظام فيما أسموه معركة “رد المظالم”، المعركة التي لم يكتب لها النجاح الكامل، حيث اضطر الثوار للانسحاب مساء من المواقع التي حرروها صباحا، تحت وطأة شدة قصف النظام عليهم من البر والجو والبحر.

ترتفع قرية “الكبانة” ألف متر عن سطح البحر وتشتهر بإنتاج الفاكهة، حيث تضم مئات البساتين التي تنتج أفخر أنواع الخوخ والتفاح والكرز، وتحيط بها غابات كثيفة تسهل على الثوار المناورة والاختباء فيها.

المصدر: زمان الوصل