السعوديات قادمات.. هل تعمل النساء في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

22 أبريل، 2016

“لا جدوى من دخول النساء في عمل الحسبة أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، اختصرت العبارة الصحفية الدكتورة سهيلة زين العابدين جدلاً يدور حول مطالبات بدخول المرأة السعودية ضمن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فتشاؤم الصحفية السعودية يعود إلى “المعايير التي سيتم اختيار العاملات وفقها، ومن سيختارهن هم من يمارسون التشدد والتنكيل بالنساء في الأماكن العامة”، حسب قولها.

وأضافت لـ”هافينغتون بوست عربي” أنه “من المستبعد أن يتم اختيار نساءٍ واعيات معتدلات في فكرهن وقادرات في التعامل مع القضايا المختلفة باعتدال دون تشدد”.

وختمت زين العابدين بقولها: “شاهدنا في كثير من المقاطع والفيديوهات عبر الشبكات الاجتماعية حيث توجّه للنساء ملاحظات من قبل بعض رجال الهيئة حول حجابهن وغطاء الوجه أثناء تواجدهن في الأسواق بشكل يبعد كل البعد عن أهداف ومقاصد الأمر بالمعروف، فكيف ولو تم تعيين امرأة تحمل نفس الفكر والأسلوب قد تدخل في نقاش وجدل وعراك مع السيدات، وقد يتطور الأمر إلى سلبيات لا يحبذها ولا يقبلها العقل والمجتمع”.

ويأتي هذا الجدل في مجتمع منذ سنوات والمختصون في قضايا المجتمع والمرأة يطالبون بتوظيف النساء في مجال الحسبة أو ما يُعرف بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، وكسر احتكار الرجل لهذه المؤسسة منذ انطلاق جهاز الحسبة حتى يومنا هذا.

وذلك باستثناء رئاسة الحرمين الشريفين التي قامت بتوظيف نساء في هيئة الأمر المعروف والنهي عن المنكر؛ لتوجيه وإرشاد المصليات في الحرمين الشريفين.

والداعين لانضمام النساء إلى مجال الحسبة يستندون إلى أن المرأة هي الأقدر على التعامل مع النساء، فضلاً عن توافر أقسام نسائية في أغلب القطاعات الحكومية والخاصة بالدولة لخدمة النساء باستثناء هذا القطاع.

المجتمع السعودي انقسم بين مؤيد لمشاركة المرأة بشروط وضوابط وآخر معارض، ولكلٍّ أسبابه.

لابد من مشاركتها

يرى الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي، الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة سابقاً مستشار مركز علوم القرآن والسُّنَّة، أنه “حان الوقت لدخول المرأة هذا المجال، فقد سبق أن طالب الكثيرون بمشاركتها إلى جوار الرجل في عمل الحسبة سواءً الإداري أو الميداني، والحصول على مناصب قيادية عُليا أسوة بالرجل، فالنساء أولى وأجدر بتوعية وتوجيه بنات جنسهن بدلاً من الرجال”.

وأضاف لـ”هافينغتون بوست عربي” أنه بالإضافة إلى ذلك فإن “المرأة تستطيع دخول الأماكن المخصصة للنساء التي يتعذر على فرق الهيئة من الرجال الدخول إليها بهدف التوعية أو النهي عن المنكر وحفظ النظام وفق المهام الموكلة لهم”.

الشروط

الدكتور محمد بن ماطر السهلي، رئيس كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، أوضح أن لمشاركة المرأة في مجال الحسبة بالعمل مع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروطاً.

ومن أهم تلك الشروط – بحسب السهلي – أن تكون قد تجاوزت الثلاثين من عمرها، وأن تكون من الحاصلات على مؤهل جامعي في المجال الشرعي، وأن تكون لديها تزكية، وأن تخضع لدورات متخصصة في التعامل مع الآخرين.

ولفت إلى أن التجربة الناجحة لرئاسة الحرمين الشريفين باستقطاب نساء عاملات في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإسناد لهن مهام معينة في إرشاد وتوجيه زائرات المسجد الحرام والمسجد النبوي كانت أنفع من تعامل رجال الحسبة مع النساء، وتعد حافزاً يشجع على توسّع عمل المرأة في مجال الحسبة.

تنوع التخصصات

الأخصائية الاجتماعية شادية جنبي ترى أن دخول المرأة في هذا الجهاز الحساس والمؤثر بات ضرورة، وليس مجرد مطالبة في هذه المرحلة، وأضافت لـ”هافينغتون بوست عربي” أنه قد أثبتت التجارب السابقة عدم قدرة الرجال على التعامل مع قضايا المرأة أو التحاور معها على سبيل النصح ولتوجيه.

وأكدت أن المرأة قادرة على تقديم أفضل ما لديها في هذا الجهاز إذا تم اختيار النساء المناسبات لهذا العمل الذي يتطلب تخصصات متنوعة كعلم النفس والاجتماع والقانون إضافة الى الشريعة.