أسعار الألبسة في درعا تقفز بشكل جنوني فما الأسباب؟


أسعار الألبسة في درعا تقفز بشكل جنوني فما الأسباب؟ (1)

إياس العمر: المصدر

ارتفعت أسعار الملابس في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في محافظة درعا بشكل جنوني، وتراوحت نسبة الارتفاع بين 10 و15 ضعفاً عما كانت عليه قبل بدء الثورة، وكان الارتفاع الأخير في أسعارها قبل أيام، مع بدء الموسم الصيفي.

“المصدر” كان لها جولة على أسواق الملابس في المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار في المحافظة، ولاحظت التفاوت في نوعية المحال التجارية لتتناسب مع مختلف شرائح المجتمع، فمع اتساع المناطق الخاضعة لسيطرة الثوار بدأت تظهر محال مخصصة لأصحاب الدخل المرتفع، وتهتم بالماركات، وهذا الأمر لم يكن متواجداً حتى وقت قريب.

أحمد الحموي وهو صاحب أحد المحال، قال لـ “المصدر” إنه يعمل مدرساً براتب شهري لا يتجاوز 15 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 30 دولاراً أمريكياً، وبعد فقدان الأمل من أن يتحسن وضعه في مجال التعليم، قرر أن يفتتح محلاً تجارياً من نوع مختلف وجديد، وهو محل ألبسة مخصص للماركات.

وأضاف بأن الخطوة التي قام بها اعتبرت بمثابة الجنون من أقرب الناس له، كون فتح مثل هذا المحل يحتاج مبلغ 10 ملايين ليرة سورية، أي ما يعادل 20 ألف دولار أمريكي، فقام باستدانة المبلغ وقرر المغامرة في سبيل تحسين ظروفه.

وعن الأسعار، قال الحموري إن سعر الطقم الرجال يصل إلى 40 ألف ليرة سورية، والذي كان سعره عام 2011 لا يتجاوز 3500 ليرة، مشيراً إلى أن زبائن المحل هم من الميسورين، وبالأصح من الذين يعتمدون على معيل لهم في الخارج، وهم شريحة واسعة في المجتمع الحوراني، بينما يجد من يعتمد على دخله من عمله في الداخل صعوبة في الشراء من محله، كون متوسط الدخل هو 20 ألف ليرة سورية، أي أنه يحتاج لشهرين من العمل حتى يتمكن من شراء طقم رجالي.

وأشار الحموي إلى أنه يعاني من صوبة وتكلفة الشحن، فنسبة 15 في المئة من إجمالي سعر البضاعة هو عبارة عن مصاريف شحن.

ومن جانبه، محمد الزعبي وهو صاحب محل مخصص للألبسة، قال لـ “المصدر” إن الأسعار شهدت في الأيام الماضية قفزة كبيرة، فارتفعت الأسعار قرابة 20 في المئة مقارنة بالشهر الماضي.

وأضاف بأن التجار يقومون برفع الأسعار مع كل ارتفاع لسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وتبقى الأسعار ثابتة حتى ولو انخفض سعر صرف الدولار.

وعن الأسعار في محله، قال الزعبي إن سعر البيجامة يتراوح بين 6 آلاف ليرة سورية و30 ألف ليرة، وتختلف الأسعار باختلاف الصناعة وبلد المنشأ، ولكسب جميع شرائح المجتمع يعمل على إرضاء جميع الزبائن، بحيث تكون الأسعار في متناول الجميع، وعلى الرغم من ذلك هناك شرائح لا تستطيع الشراء، مشيراً إلى أن سعر البيجامة التي وصل إلى 30 ألف ليرة سورية، كان في عام 2011 سعرها 2300 ليرة فقط.

وأشار الزعبي إلى أن ارتفاع أسعار الملابس بشكل عام كان أعلى من معدل ارتفاع سعر صرف الدولار، وذلك لمجموعة من العوامل منها إغلاق عدد من المعامل السورية، والصعوبة في إيجاد الأيدي العاملة، بالإضافة لصعوبة الشحن وزيادة المخاطر على التجار، فصاروخ واحد أو برميل يحول المحل إلى ركام، فكل هذه الأسباب مجتمعة كان لها الأثر الأكبر في ارتفاع أسعار الألبسة.

خالد طفل يبلغ من العمر 14 عاما، يعمل في أحد المحال المخصصة لبيع الملابس، قال لـ “المصدر” إنه ترك المدرسة بسبب صعوبة وضعهم المعيشي، وقرر العمل، ومنذ أربعة أشهر يعمل براتب شهري يصل إلى 15 ألف ليرة سورية، والراتب لا يكفي لشراء غيار صيفي، لذلك قرر صاحب المحل أن يقوم بتقسيط ثمن الملابس الصيفية له.

ويعتقد قاسم الخطيب وهو أحد أبناء محافظة درعا أن غياب الرقابة عن الأسواق كان له الأثر الأكبر في ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن محلات الألبسة المستعملة أصبحت منتشرة بشكل كبير في المحافظة، كبدائل عن الملابس الجديدة، كونها في أغلب الأحيان تكون ذات جودة عالية وبأسعار منافسة.

أسعار الألبسة في درعا تقفز بشكل جنوني فما الأسباب؟ (2)

أسعار الألبسة في درعا تقفز بشكل جنوني فما الأسباب؟ (3)

أخبار سوريا ميكرو سيريا