العمال في قطر.. شهادات دولية توثق الالتزام بالمعايير العالمية

28 نيسان (أبريل - أفريل)، 2016

6 minutes

تعمل الحكومة القطرية، منذ أن نالت شرف استضافة مونديال 2022، على تعزيز أوضاع العمالة فيها وفق المعايير الدولية، حيث طبقت إصلاحات تعزز أوضاع العمالة؛ ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، نظام حماية الرواتب الذي يلزم الشركات بدفع رواتب عمالها من خلال تحويلات مصرفية إلكترونية على رأس كل شهر، كما شملت الإصلاحات سن قانون يجرم احتفاظ الشركات بجوازات سفر العمال، فضلاً عن إلغاء نظام الكفالة.

ولعل شهادة السفير الهندي في قطر عن أوضاع العمالة أفضل شهادة يحتذى بها؛ لكون العمالة الهندية هي الأكثر عدداً من غيرها من الجنسيات، إذا أعرب السفير سانجيف أرورا، عن دعم بلاده بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 في جوانب عدة؛ من بينها معايير ومبادرات رعاية العمال التي تقوم بها اللجنة.

وفي لقاء مع الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، حسن الذوادي، أكد أن أوضاع العمالة في قطر تتحسن بشكل يوافي المعايير العالمية، مؤكداً أن “الهند ستتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث فيما يخص رعاية العمال”.

وأكد أن “نهائيات كأس العالم 2022 ستحظى بدعم ليس فقط من جانب أبناء الجالية الهندية في قطر، بل أيضاً بدعم 1.2 مليار شخص يعيشون في الهند”.

وتم تحديد مجالات البناء، وتقنيات المعلومات، وخدمات الأمان، كجوانب رئيسية للتعاون، حيث اتفق الطرفان على النظر في إمكانية التوقيع على مذكرة تفاهم تضع خارطة طريق للشراكات الاستراتيجية بين البلدين.

ويعمل في قطر أكثر من 1.2 مليون عامل وافد أغلبهم من الهند وباكستان وسريلانكا والفلبين ونيبال وبنغلادييش، وهذا العدد يتزايد بسرعة كبيرة، وسط توقعات بأن تلجأ الدولة إلى استقدام ما يناهز مليون عامل للعمل على مدار السنوات الست القادمة؛ من أجل تحضير البنية التحتية ولتشييد الملاعب اللازمة لاستضافة كأس العالم 2022.

وتعتزم قطر تنفيذ مشاريع للبنية التحتية تقدر تكلفتها بما يصل إلى 200 مليار دولار، وتعاقدت مع مئات الآلاف من العمال من دول منها الهند ونيبال وبنغلاديش.

-خيار استراتيجي

تصريحات السفير الهندي اتفقت معها منظمة العمل الدولية، التي أعربت عن إشادتها بالأوضاع العمالية في دولة قطر، والالتزام بتوفير بيئة عمل آمنة، ومساكن صحية ملائمة.

حيث أجرى وفد من المنظمة زيارة ميدانية في العشرين من الشهر الجاري، نظمتها غرفة قطر للاطلاع على الأوضاع المعيشية للعمال في المدينة العمالية التي تم افتتاحها في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والمعدة لاستيعاب أكثر من مئة ألف عامل ومجهزة بالمساكن والعيادات ودور العبادة والملاعب والتجهيزات الصحية ومراكز للتسوق ومواقف للحافلات.

واعتبر صالح الشرقي، مدير عام غرفة تجارة وصناعة قطر، أن إشادة مسؤولي منظمة العمل الدولية بمساكن العمال ومشاريع المونديال تعد “شهادة دولية على التزام دولة قطر بالمعايير العالمية لحقوق العمال، وتوفير بيئة عمل ملائمة، وتوفير مساكن للعمال وفقاً للمعايير الدولية”.

ولفت إلى “أن دولة قطر ليس لديها ما تخفيه، وأنها تتعامل بموضوع المونديال بكل شفافية ووضوح، وأن قطر تعتبر العمالة الوافدة شريكاً أساسياً في التنمية، وذلك من منطلق إيمانها بحقوق الإنسان والذي يعد خياراً استراتيجياً”.

-دحض المزاعم

ومن باب دحض مزاعم بعض التقارير الدولية التي تتحدث عن انتهاكات لحقوق العمال في قطر، يتجه الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، لتأسيس لجنة دولية مستقلة لمراقبة ظروف عملهم، وقد أكد جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، عقب زيارته الدوحة، الجمعة الماضي، ثقته في إقامة قطر لمونديال استثنائي في 2022، مفنداً كل الشائعات التي راجت حول وضعية عمال منشآت كأس العالم.

وتحدّث عن جولته في المنشآت الرياضية في قطر قائلاً: “خلال اليومين الذين تواجدت فيهما في دولة قطر، تمكنت شخصياً من أن أرى ما تم إنجازه من قبل المسؤولين واللجنة المنظمة لهذا المشروع الكبير”.

وأضاف رئيس الفيفا قائلاً: “أود أن أجزم بأن اللجنة المنظمة تقدم مثالاً تشجيعياً، وترد على كل الأسئلة والإشاعات التي سمعناها أخيراً، وخاصة من منظمة العفو الدولية والذي نشر مؤخراً، وشاهدنا طرق التعامل مع العمال وكل شيء يتحسن”.

-تحديات طبيعية

وأشاد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بمجهودات الحكومة القطرية التي قامت بعديد من الخطوات، حتى قبل صدور تقارير المنظمات الدولية بتحسن أوضاع العمال وإلغاء نظام الكفالة وضمان الحقوق.

كما أكد دانتي بيسي، رئيس فريق الأمم المتحدة المنظم للمنتدى الإقليمي لقارة آسيا حول الأعمال التجارية وحقوق الإنسان، أن قطر تواصل جهودها الرامية لتعزيز حقوق العمالة وفقاً للمعايير الدولية، وهو ما يدفعها إلى المضي قدماً في الطريق الصحيح نحو تنظيم مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022.

كما رحب الاتحاد الأوروبي بالجهود التي تبذلها دولة قطر في سبيل مزيد من تحسين أوضاع العمال وبيئة العمل.

وقالت لوثيا مانريكه، المستشارة السياسية لدى مندوبي الاتحاد الأوروبي: “إن الاتحاد الأوروبي ينظر للمجهودات التي تبذلها دولة قطر بشكل إيجابي، فقد لمسنا رغبة كبيرة لدى الدولة لمزيد من التطوير والتحسين فيما يتعلق بحماية حقوق العمال، ويرحب بالتطورات التشريعية الأخيرة في هذا الشأن”، لافتة إلى أن هنالك “تركيزاً كبيراً على دولة قطر بسبب استضافتها لكأس العالم”.

وأضافت: “التحديات التي واجهتها دولة قطر في هذا الجانب هي أمر طبيعي، فنحن في الاتحاد الأوروبي واجهتنا كذلك تحديات كبيرة في قضايا الهجرة، وكذلك في عام 2008 إبان الأزمة المالية”.