أنا المرحوم كارل ماركس كنت أقف إلى جانب الثورات على الرغم من يقيني بهزيمتها

2 أيار (مايو - ماي)، 2016
3 minutes

اتصل بي منذ قليل “كارل ماركس” دون موعد ـ يا لوقاحته ! هو يوم عطلة ـ قال “سأزورك”.
طلبت أن يمهلني كي أستشير زوجتي، باعتبار أنها أجرت عملية جراحية في يدها منذ خمسة أيام، لأعرف مدى قدرتنا واستعدادنا للقيام بواجب ضيافته.
“هلق هدول بيت كارل ممكن يزعلو إذا اعتذرنا ؟” سألتني زوجتي.
“ما بعرف والله، خايف يكونو فرد شقفة، ويجومسو” أجبتها.
قلت لكارل: مرتي عاملة عملية، ممكن نحكي هون، أو تضيفني ع الفيس ونحكي.
قال: طيب، راح نحكي هون، أنتو السوريين شو قصتكن؟
قلت: البروليتاريا السورية مصطفة “هوياتياً” وتقتل بعضها.
قال: طول عمرها البروليتاريا هيك، ما أن تصطف طبقياً حتى يشتتها دهاقنة المال، أيضاً في أوربا كانت البروليتاريا تصطف هوياتياً وتحارب بعضها تحت يافطة “الوطنية” فكان البروليتاري الفرنسي يقاتل البروليتاري النمساوي، وهكذا…عندكم مثل مهم يصف هذه الحال: زبيبة ..و عود…. اعذرني فعربيتي ضعيفة، لا أذكر المثل بحرفيته.
سألته: خيو، أنت شو رأيك هلق بديكتاتورية البروليتاريا؟!
قال: سأجيبك لاحقاً، اليوم مشغول، بس يعني إذا متل كوبا أو كوريا، هذه اسمها “ديكتاتورية العائلات” وهي ردة للتاريخ إلى الخلف، تحدثت عنها كثيراً.
قلت: هل سمعت بالـ “البكادشة”.
قال: لا، هل هؤلاء قبيلة عربية من قبائلكم؟!
شرحت له عنهم، ووسط الحديث سمعته يسأل شخصاً قربه “أعطني أعتق صرماية عندنا”.
استغربت طلبه “صرماية عتيقة” وحين سألته عن حاجته لها قال:
ـ أريد أن أضرب رأسي بها.
هونت عليه الأمر، لكنه أصرّ على ضرب رأسه، وقال:
ـ ولك يا عمي اتركني أنا حر براسي، وبعد إذنك، أنا ما عندي صفحة ع الفيسبوك، وما بعرف استخدمه، ممكن تكتب هالبوست:
أنا المرحوم “كارل ماركس” كنت أقف إلى جانب الثورات على الرغم من يقيني بهزيمتها، وكنت كلما هبت ثورة، أكلف أحد طويلي القامة بأن يُنزل لي عن الرفوف كل مؤلفاتي، لأعيد النظر بها كلها، برمتها، لأصححها على ضوء الواقع، الثرّ، الحار، الحيوي.
انشر لي هذا البوست أخي حسان، ثم… قُم واعمل كاستين متة. لك، وللبروليتاريّة السيدة زوجتك، الـ “عاملة” عملية.