ارتفاع أجور المنازل في الشمال السوري يزيد من معاناة النازحين
3 أيار (مايو - ماي)، 2016
عبد الرزاق الصبيح: المصدر
يعاني النازحون في ريفي إدلب وحلب، إضافة إلى ما يعانيه أهالي المنطقة من قصف واستهداف مستمر، من أجور المنازل التي يسكنوها، والتي بات بعض أصحابها يطلبون المبالغ بالدولار الأمريكي، وتتفاوت قيمة آجار المنزل بحسب قربه من الحدود التركية إضافة إلى سعر صرف الدولار الأمريكي.
قسم كبير من أهالي حماة وحمص غادروا منازلهم، بعد سيطرة قوات النظام على قراهم وبلداتهم، أو بسبب متاخمة قراهم وبلداتهم لقرى موالية للنظام أو خطوط الجبهات مع قوات النظام، ونزحوا بحثاً عن الأمان المفقود، فبعضهم لجأ إلى دول الجوار، وآخرون أقاموا بالقرب من الحدود التركية، في حين فضل البعض التوجه إلى مناطق يسير عليها الثوار في ريفي حلب وإدلب.
هؤلاء النازحون وراءهم بيوتهم ومصادر رزقهم في المناطق التي نزحوا منها، وهربوا باتجاه مناطق بعيدة عن سيطرة قوات النظام، إلى الشمال السوري، إلى قرى وبلدات ريفي إدلب وحلب، وأقام بعضهم مشاريع صغيرة وانتقلوا إلى أعمال جديدة، توفّر لهم بعض المال ليتمكنوا من العيش.
ويضطر معظم النازحين إلى دفع مبالغ مالية مقابل سكنهم، تتفاوت تلك المبالغ بين منطقة وأخرى، ففي القرى الحدودية مع تركيا يدفع النازحون مبالغ تصل أحياناً إلى أكثر من مئة دولار عن الشهر الواحد لقاء السكن في بيت متواضع، وقسم من النازحين يدفعون مبالغ باللّيرة السورية في مناطق الداخل، في ريفي حلب وإدلب.
والمبالغ التي يدفعها النّازحون غير مستقرة، فهي ترتفع مع ارتفاع الدولار ولا ينخفض بالضرورة عند انخفاضه، ومعظم أصحاب المنازل التي يسكنها النازحون هم في الحقيقة تركوا منازلهم ولجأوا إلى دول الجوار، أو نزحوا إلى مخيمات الشمال السوري.
ويبرر أصحاب تلك المنازل المبالغ الكبيرة التي يأخذونها من النازحين، بأنّ معظم هذه المبالغ تذهب في عمليات صيانة وترميم للمنازل، بسبب القصف من قبل طائرات النظام وحلفائه.
المحامي شحّود المحمد رئيس المجلس المحلي لمدينة كرناز في ريف حماة، وفي حديث لـ “المصدر” قال: لقد خرجنا من منازلنا منذ ثلاثة أعوام تقريباً، وقسم كبير منا يسكن في منازل مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة، وأكثر شيء يؤرق النازحين هو دفع هذه المبالغ في آخر كل شهر، ويضاف هذا إلى مصروفهم الشهري.
وأضاف المحمد: لقد نزح من مدن وبلدات وقرى ريف حماة الشمالي والغربي أكثر من 100 ألف عائلة، وتوزّعت على ريفي إدلب وحلب، والمبالغ التي تدفع سنوياً كبيرة جداً، بالإضافة إلى أن الكثير من النازحين باتوا عاطلين عن العمل.
هموم أخرى تضاف إلى معاناة النازحين في سوريا، بعد أن أثقلت كاهلهم الحروب والتي دمّرت فيها آلة النظام منازلهم وشردتهم، وقتلت ما قتلت منهم، وحتى اللحظة لا تبدو بوادر حل لأزمتهم في الأفق.