قوّاد وشبيح وسمسار وأخيراً (مأذون شرعي).. مهام مدير المدينة الجامعية في جامعة دمشق
7 مايو، 2016
حذيفة العبد: المصدر
كتب مدير المدينة الجامعية (سكن الطلاب) في جامعة دمشق عندما كتب قبل أيام على صفحته في فيسبوك “لم يبق مهنة إلا وعملتها”، ففتحت هذه العبارة على الدكتور إبراهيم محمد جمعة مدير نار التعليقات والتغريدات اللاذعة.
وأضاف (جمعة) على صفحته: “اشتغلت بالمدينة الجامعية كل شي ممكن يخطر على البال. مدير مدينة.. مدير خدمات.. مدير سكن.. مدير إداري.. مختار.. شيخ عشيرة.. مصلح اجتماعي.. موجه تربوي.. طبيب.. معالج نفسي.. رجل إطفاء.. رجل إسعاف.. خبير حرائق.. محقق.. قاضي ولاد.. قاضي نسوان.. مدير عصفورية… الخ. كل هدول وأكتر… بس ما خطر على بالي ومو ممكن يخطر إنو اشتغل (مأذون) متل ما صار معي اليوم لما فاجؤوني في حفلة خطبة بين طالب وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة.. والحمد لله أديت المهمة على أكمل وجه وطلبنا العروس بصفتي ولي أمر العروسين وقرأنا الفاتحة على نيّة التوفيق هذا ما قاله الدكتور إبراهيم محمد جمعة مدير المدينة الجامعية بدمشق”.
وأرفق تدوينته بصورة لما يبدو أنه حفل زفاف بسيط داخل المدينة الجامعية التي يديرها جمعة، والتي تحولت لبؤرة من الفساد والانحلال الأخلاقي، بحسب الكثير من الطلاب القاطنين فيها.
الدكتور في جامعة دمشق يدعي هنا أنه يدير المدينة الجامعية، التي من المفترض أن تكون سكناً لطلاب الجامعة القادمين من محافظات بعيدة، ولكنها تحولت في عهده، أو بالأصح في عهد تسلط شبيحة النظام على كل مفاصل الحياة، تحولت إلى سكنٍ لعناصر الميليشيات الموالية للنظام الذكور منهم والإناث، وإلى وكرٍ تدار فيه التجارة السوداء، من الجنس إلى المخدرات والحشيش مروراً بالتجارة بمواد الطلبة.
السمسارة أم علي
في مدينة الدكتور جمعة وعلى سبيل المثال يبرز اسم (أم علي) وهو الاسم الحركيّ لسيدة تدعى ميادة محمد، ويعرفها الطلبة في المدينة الجامعية بأنها سمسارة الطالبات، حيث تسرح وتمرح بين المدينة وقيادة الاتحاد الوطني لطلبة سوريا، ويعرفها ضباط كبار، وعلى علاقة وطيدة بقائد كتائب البعث باسم سويدان الذي يحميها عند كل مشكلة، وتعتبر المسؤولة عن استقطاب معظم فتيات المدينة الجامعية وعرضهن على الشخصيات القيادية الاتحاد والمكتب التنفيذي.
ولم يتوقف عمل (أم علي)، بحسب طلابٍ في المدينة الجامعية، كسمسارة على الطالبات فقط، بل توسع في الآونة الأخيرة ليشمل (لبوات الأسد) المنتسبات لكتائب البعث، والتي وزعت عليهن الغرف المجانية في المدينة الجامعية مقابل سهرة خاصة مع أحد أعضاء المكتب التنفيذي، أو السهر معهم في كازينوهات الربوة. وكانت النتيجة الطبيعية لما فعلته (أم علي) اغتصاب العشرات من الطالبات من مختلف المحافظات تارةً تحت حجة تقارير أمنية بحقهن، وأخرى بحجة فصلهن من الجامعة، وكل هذا من بوابة المدينة وكتائب البعث.
الشغل مو عيب
أحد الطلاب قال معلقاً على منشور جمعة “لا غرابة في الأمر، قد يكون العريس الذي قام جمعة بتزويجه قد قام برشوته ليتدخل لإقناع الفتاة، أو إجبارها على الزواج، فمسؤولي النظام (يدحشون) أنفسهم في كل أمر إذا كان ذلك سيجني لهم مردوداً مالياً على مبدأ الشغل مو عيب”، بحسب ما نقلت شبكة (أرانيوز) عن هذا الطالب.
قواد
ويتهم الطلبة مدير مدينتهم بأنه (قوّاد) لصالح ضباط النظام حيث نقلت الشبكة عن طالب آخر يقطن في المدينة الجامعية بدمشق وعلى معرفة شخصية بجمعة، قوله: “بالإضافة إلى هذه المهن التي ذكرها جمعة، هناك مهن لم يذكرها، مثل أنه يعمل ‹قواد› لضباط جيش النظام وعناصر الأمن والمجندين …”.
عميل للأمن
ويضيف طالب آخر: “نسي جمعة أنه امتهن العمالة لقوات الأمن وتورط في اعتقال المئات وقد يكون الآلاف من الطلبة بسبب نشاطهم المعارض أو انحدارهم من مناطق معروفة بمعارضتها للأسد كدرعا وحمص وحماة وإدلب ومناطق وأخرى”.
وأضاف متسائلاً “هل نسي جمعة أنه فتح الباب لقوات الأمن والشبيحة ليقتلوا الطلاب بدم بارد في بداية الثورة السورية عندما اقتحم المئات من الشبيحة الوحدات السكنية في دمشق وقاموا بقتل الطلاب ورميهم من الطوابق العالية؟”.