معتقلو سجن حماه في خطر: النظام يسير على خطى مجزرة صيدنايا 2008


يدخل الاستعصاء الذي ينفذه معتقلون في سجن حماه المركزي يومه السادس، في ظل مخاوف من ارتكاب قوات نظام بشار الأسد مجزرة بحق المعتقلين على غرار ما حصل في سجن صيدنايا (بريف دمشق) عام 2008، سيما وأنها تحاول اقتحامه مستخدمة الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان أصدرت، اليوم السبت، تقريراً بعنوان: سجن حماه 2016 على خطى سجن صيدنايا 2008"، ذكرت فيه تفاصيل استعصاء المعتقلين داخل السجن، والظروف السيئة التي يعيشون فيها، خصوصاً خلال الأيام الست الماضية.

شهادات معتقلين

ونوهت الشبكة في تقريرها الذي حصلت "السورية نت" على نسخة منه، إلى أن حياة 762 معتقلاً مهددة من قبل قوات النظام، ووثقت في اليوم الرابع (5 مايو/ أيار 2016) من الاستعصاء وفاة معتقل واحد مصاب بمرض السرطان، ورفضت قوات النظام إخراجه لتلقي العلاج.

وتعود ملفات جزء كبير من المعتقلين إلى "محكمة الإرهاب" في دمشق بالدرجة الأولى، ومن ثم للمحكمة العسكرية، ومحكمة الميدان العسكرية. وبيّنت الشبكة أن معظم المعتقلين من حماه، والرقة، وريف دمشق.

وذكر التقرير شهادة لاثنين من المعتقلين داخل سجن حماه، وقال المعتقل "ي.ي" من بلدة الشيحة بريف حماه، مضى على اعتقاله قرابة 3 سنوات: "مضى علينا أربعة أيام من دون طعام أو مياه، ورائحة الدخان والغاز المسيل للدموع ما زالت في جناحنا".

وأضاف: "إن لم يأت ِ أحد لإنقاذنا فستكون مجزرة كبيرة بحقنا كتلك التي حدثت في صيدنايا".

فيما أشار السجين الآخر "ز.م" إلى التهديدات التي تلقاها المعتقلون من الشرطة، وقال إن "الشرطة قامت بتهديدنا عبر مكبرات الصوت وقالت إننا سنندم إذا استمرينا بالاستعصاء (...)".

كيف بدأ الاستعصاء؟

يشير تقرير الشبكة السورية إلى أن استعصاء المعتقلين – وهو الثالث من نوعه – بدأ في 2 مايو/ أيار الجاري بعد دخول "قوات حفظ النظام" إلى جناح "الشغب والإرهاب" في السجن، لاقتياد عدد من المعتقلين نحو سجون أخرى، ما يعتبر إجراءً روتينياً دورياً.

وأكملت أن ممارسات "حفظ النظام" العنيفة هذه المرة واعتداءهم بالضرب على السجناء، إضافة إلى حالة الاحتقان الموجودة أصلاً بسبب التأخر الشديد الذي قد يمتد لسنوات للنظر في ملفات المعتقلين، والأحكام الجائرة التي تصدر بحقهم، ومماطلة السلطات السورية في تنفيذ وعودها بإجراء تسويات للمعتقلين تنتهي بإطلاق سراحهم، دفع جميع ذلك المعتقلين إلى إعلان حالة العصيان، واحتجاز 8 من عناصر السجن إضافة إلى ضابط.

بعد يوم من الاستعصاء بدأت المفاوضات بين قيادات الأفرع الأمنية بحماه من جهة، والمعتقلين من جهة أخرى، بوساطة من الهلال الأحمر السوري، وانتهت بالإفراج عن 32 معتقلاً من سجن حماة المركزي.

وأول أمس الخميس، طالب إدارة السجن المعتقلين بإنهاء الاستعصاء والإفراج عن عناصرها المحتجزين والطلب من الهلال الأحمر بعدم التدخل، ذلك في وقت نشرت فيه قوات النظام آليات عسكرية في محيط السجن مع مئات قوات المشاة، بينهم ميليشيات لها صبغة طائفية أبرزها "لواء صقور الغاب" ما يهدد حياة السجناء.

وفي الأمس (6مايو/ أيار) حاولت قوات النظام اقتحام السجن مستخدمة القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي، ما تسبب بحالات اختناق خطيرة وإصابة عدد من المعقتلين بجراح، وفقاً لتقرير الشبكة.

وأوصى التقرير المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالضغط على حكومة النظام كي تكون زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر متكررة ودورية ومفاجئة، ودون تواجد لعناصر الأمن.

كما أوصى مجلس الأمن، ببتنفيذ قراراته 2041 و2042 و2139و 2254 ومطالبة النظام التوقف الفوري عن استخدام هذا الملف الإنساني كورقة تفاوض في سبيل البقاء في الحكم مدى الحياة، وبالتالي يتوجب الإفراج عن المعتقلين السياسيين ونشطاء الرأي والإغاثة فوراً.