ارتفاع أسعار السجائر في مناطق الثوار وتأثيره على الشباب
11 أيار (مايو - ماي)، 2016
إياس العمر: المصدر
ارتفعت أسعار السجائر في مناطق سيطرة الثوار تزامناً مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الليرة السورية، فوصل سعر أرخص علبة سجائر إلى 700 ليرة سورية، مع تجاوز سعر صرف الدولار 600 ليرة سورية في أسواق محافظة درعا خلال اليومين الماضين، وهي المرة الأولى التي يصل فيها سعر الصرف لهذا الرقم القياسي.
الأستاذ أحمد الحمصي قال لـ “المصدر” إن ارتفاع أسعار السجائر والسلع بشكل عام سيكون له أثر سلبي على المجتمع، بسبب وجود عدد من الشباب الذين لا يستطيعون الإقلاع عن التدخين، ما سيدفع هؤلاء الشباب للبحث عن مصادر أخرى لجلب الأموال اللازمة، ومنها السرقة وارتكاب الجرائم وعمليات التهريب، والتوجه نحو تشكيلات غير ثورية لأنها تدفع مبالغ كبيرة لعناصرها، بالمقارنة مع تشكيلات الجيش الحر، ما يهدد المجتمع بشكل عام، ولاسيما مناطق سيطرة الثوار.
أبو أحمد صاحب بقالة في درعا، قال لـ “المصدر” إن السجائر كانت من أكثر السلع التي تأثرت بارتفاع سعر صرف الدولار، فسعر علبة السجائر المستورة يتراوح ما بين 300 ليرة سورية و700 ليرة، بينما يصل سعر السجائر المحلية إلى 250 ليرة سورية.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار السجائر كان السبب الرئيس في انخفاض مبيعاتها بنسبة تصل إلى 25 في المئة، فعدد من الأهالي أقلعوا عن التدخين تحت الضغط المالي، بينما يشتري القسم الأكبر كميات أقل من السابق.
محمد العايد، مقاتل في الجيش الحر، قال لـ “المصدر” إنه ونتيجة ارتفاع أسعار السجائر لم يجد أي حل سوى استبدال نوعية السجائر بنوعية أقل ثمنا، ولكن مع استمرار الغلاء في الأسعار لم يعد هذا الحل مجد، مما دفعة التقليل من استهلاك السجائر، فأصبح يدخن علبة سجائر واحدة في اليوم بدل الاثنين.
وأشار العايد إلى أن راتبه الشهري هو 15 ألف ليرة سورية، بينما يحتاج بشكل يومي لعلبة سجائر بسعر 350 ليرة سورية، أي أنه، وبشكل شهري، يحتاج إلى 10500 ليرة سورية ثمن سجائر فقط، مشيراً إلى أن عدداً من زملائه أقلعوا عن التدخين بسبب ارتفاع أسعار السجائر.
ومن جهته، قال المهندس خالد صالح لـ “المصدر” إن راتبه الشهري يصل إلى 30 ألف ليرة سورية، ويحتاج بشكل يومي إلى 800 ليرة سورية ثمن سجائر، أي أنه، وبشكل شهري، يحتاج إلى مبلغ 24 ألف ليرة سورية ثمن سجائر.
وأضاف بأنه، ورغم المبالغ الكبيرة التي يدفعها شهرياً ثمناً للسجائر، غير مستعد لتغير نوعية السجائر أومعدل التدخين اليومي، حتى لو اضطر للاستدانة، وحتى ولو كان ذلك على حساب أشياء أخرى مثل نوعية الطعام والملابس، ويعتقد أن مرحلة غلاء سعر السجائر عبارة عن مرحلة مؤقتة.
الناشط أمجد عساف، قال لـ “المصدر” إنه ومهما ارتفع ثمن السجائر لن يقوم بتغير المعدل اليومي للتدخين أو نوعية السجائر، لأنه أصبح ضرورة نتيجة الكوارث اليومية التي يمر بها، على حد تعبيره.
وعن مصدر الدخل، قال عساف إن لديه مصدر دخل ثابت، نتيجة عمله مع جهة إعلامية، لذلك لا يتأثر بشكل مباشر بارتفاع الأسعار، ومع ذلك فإنه يقوم ببعض الخطوات الاحترازية، فيشتري كمية تكفيه لفترة شهر تجنباً لتأثير ارتفاع سعر صرف الدولار، كما أنه يخفض بعض النفقات الأخرى مثل المحروقات لدراجته النارية، مقابل الحصول على السجائر، مشيراً إلى أنه يحتاج بشكل شهري لمبلغ 15 ألف ليرة سورية ثمن سجائر.