لماذا لا تزال أمريكا والسعودية بحاجة الى بعضهما البعض؟
11 مايو، 2016
تدهورت العلاقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة منذ عام 2000؛ بسبب خلافات جدية وجوهرية بخصوص إسرائيل، والديمقراطية، وإيران، وغيرها من القضايا. لكن زيارة الرئيس باراك أوباما يمكن أن تساعد في احتواء هذه الخلافات، والتأكيد على المصالح المشتركة، لكنها لن تعيد العلاقة إلى ما كانت عليه أيام مجدها.
ملك جديد مختلف عن سلفه
كان الملك عبدالله زعيما حذرا يتجنب المخاطرة. لكن الملك سلمان أكثر جرأة وأكثر عدوانية؛ إذ زجر أوباما ذات مرة، وشن حربًا في اليمن، وأعدم العشرات بتهمة الإرهاب، ودشن تحالفًا عسكريًا مكونا من 34 دولة إسلامية ضد إيران. ومنذ وقت قصير، زار مصر متعهدا بتقديم مليارات من المساعدات والاستثمارات، وإنشاء جسر يربط بين البلدين عبر مضيق تيران.
كما تضغط المؤسسة الدينية الوهابية على سلمان ليتبنى موقفًا أكثر صرامة ضد ما تصفه بـ”الصفوية الإيرانية الشيطانية”. ووجه 140 عالم دين يتمتعون بعلاقة طويلة وعميقة مع الملك رسالة هذا الشهر تطالبه بالنضال الأيديولوجي ضد إيران في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
اهتمامات مشتركة
رغم كل هذه الاختلافات، لم يحدث الطلاق بين الولايات المتحدة والسعودية؛ إذ لا يزال البلدان بحاجة إلى بعضهما.
وهناك مجالات ذات توافق واهتمام مشترك تجمع بين أوباما وسلمان:
– باع أوباما أسلحة بقيمة 95 مليار دولار للسعودية.
– وكلاهما عازم على محاربة تنظيم الدولة والقاعدة.
– ويعتبر ولي العهد الأمير محمد بن نايف شريكا أثبتت التجربة أنه جيد في التعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
– ويجب على البلدين تعزيز التعاون لمكافحة تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، الذي نمى بشكل كبير خلال فترة حرب في اليمن.
– وتستطيع واشنطن والرياض أيضا التعاون للحد من الأنشطة الإيرانية التخريبية خاصة في الخليج. حيث تزداد خطورة أن تكثف إيران أنشطتها التخريبية الآن بعد تدفق المزيد من عائدات النفط.
– سوريا هي الأخرى متواجدة على جدول الأعمال. فالسعوديون يريدون التزاما واضحا برحيل بشار. وهم يعتقدون أن الحل الأهلية لن تضع أوزارها إلا برحيل الأسد.
– كما سيكون إحلال السلام في اليمن أولوية قصوى، وإذ يقول ولي ولي العهد محمد بن سلمان إن الوقت قد حان لإطلاق عملية سياسية، فإنه على حق.
لاعب رئيسي في الشرق الأوسط الفوضوي
يقول محمد بن سلمان أيضا: إن السعودية تريد دورا أمريكيا أكبر- لا أقل- في حراسة المنطقة. وتعتبر اليمن مكانا جيدًا لتجريب النهج المشترك. وفي الواقع، من مصلحة واشنطن والرياض الحد من نفوذ طهران مستقبلا في صنعاء، ما يتطلب إقناع الحوثيين من الشيعة الزيدية بأنهم لا يحتاجون إلى الدعم الإيراني ليحصلوا على حصة جيدة في الحياة السياسية اليمنية. وقد حالف أوباما الصواب إذ واصل العمل مع القيادة السعودية رغم خلافاتهما؛ ففي الشرق الأوسط الذي تعصف به الفوضى، تعتبر المملكة لاعبًا رئيسيًا.
* عمل مستشارًا لأربعة رؤساء أمريكيين منذ جورج بوش الأب وحتى أوباما، ويشغل منصب مستشار لشؤون الشرق الأوسط وجنوب آسيا في مجلس الامن القومي، وهو زميل رفيع في مركز سابان لسياسات الشرق الأوسط في معهد بروكنجز.