اللواء محمد الحاج علي لـ (كلنا شركاء): وفد المعارضة سيعود لجنيف فلا خيارات


وفد المعارضة سيعود لجنيف فلا خيارات

إياس العمر: المصدر

قال اللواء محمد الحاج علي إن وفد المعارضة في محادثات جنيف سيعود لطاولة الحوار لعدم توفر أي خيارات جدية متاحة أمامه إلا التفاوض.

وأشار الحاج علي في حديث مع “المصدر” إلى أن ما يعزز فرض هذا الخيار هو التدخل الروسي والإيراني بقوة، وضعف إرادة (أصدقاء الشعب السوري) في تعزيز قدرات المعارضة المسلحة من جانب، ومن جانب آخر اختلاف هذه الفصائل مع بعضها البعض والذي وصل إلى مرحلة الاقتتال فيما بينها.

وأشار أيضاً إلى أن السوريين لم يعد بيدهم الكثير من أوراق الحل، فلا النظام قراره من دمشق، ولا المعارضة قرارها من سوريا، الجميع أصبحوا لعبة بيد مصالح الدول الإقليمية والدولية.

وأضاف اللواء محمد الحاج علي، “بشار الأسد لا دور له في الصراع القائم، هو يؤدي وظيفة لصالح إيران وروسيا، فهم حريصون عليه أكثر من حرصه على نفسه، لأن مشاريعهم مرتبطة بشخصه، ولا أحد سواه، وكل ما يتحدثون به عن حماية النظام والدولة فهو للاستهلاك”.

وفيما يلي الحوار الذي أجرته “المصدر” مع اللواء الحاج علي، وهو أحد أبرز الضباط المنشقين عن قوات النظام:

من وجهة نظرك من المستفيد من اتفاق وقف الأعمال العدائية الهش في سوريا؟

المستفيد من وقف الأعمال العدائية في سوريا هم كل السوريين، بعد المعاناة الطويلة من القتل والتدمير والتهجير، وأتمنى أن يتوقف القتل في وطني، إلا أن شعبنا صاحب قضية وهي إسقاط نظام بشار الأسد وهزيمته مع كل ميليشيات المرتزقة التي تقتل شعبنا على أرضنا، لأن هذا النظام وأذنابه ومرتزقته لا يمكن أن يتخلى عن الحكم إلا بالقوة، وعلى ذلك أتمنى ألا تطول فترة وقف إطلاق النار في حال انسداد أفق الحل الساسي، ولابد من استغلال هذه الفترة للتحضير لحالتين، حالة الحل السياسي بدعم دولي، وحالة معاودة القتال عند فشل الحل السياسي.

وهل تعتقد أن هناك تفاهم كامل بين أمريكا وروسيا؟

انا أعتقد أن الأمريكان والروس متفاهمون إلى درجة كبيرة حول آلية التعامل مع القضية السورية، وهناك تنسيق كامل بينهما، إلا في بعض الأمور التكتيكية التي لا تغير من اتفاقهما، وبصراحة هم متفقون على بقاء سوريا في حالة صراع إذا لم يجدوا من يقوم بدور بشار الأسد، لأن أي السلطة في سورية يجب ألا يكون فيها الإسلاميون أصحاب القرار، وهذا ما يؤرق الروس والأمريكان.

كيف تابعت مؤتمر جنيف 3 وهل كان هنالك أي جديد؟

مؤتمر جنيف ثلاثة مهم حتى لو لم يخرج بنتيجة إيجابية، لأنه يضع القضية السورية بالتداول في المحافل الدولية وفي الإعلام، وهذه أهم فائدة للسوريين، أما ما كان مأمولاً منه في حل للقضية السورية فهو وهم، لأنه لا توجد قوة تجبر نظام بشار الأسد على التخلي عن السلطة، وأنصاره من إيران وروسيا وميليشياتها لا تساعد على حل المشكلة إذا لم تتحقق مصالحهم من خلال هذا الحل ومصلحة إيران تحديداً مع نظام الأسد، وروسيا لا تمانع بقائه، ولا يوجد قوة داخلية أو خارجية تفرض الحل بالقوة المسلحة أو بالاتفاق السياسي.

هل هناك إمكانية لإنشاء مجلس عسكري من ضباط مازالوا مع النظام والضباط المنشقين؟

نحن لا نستطيع إنشاء مجلس عسكري سواء أكان مشترك مع ضباط النظام أو مستقل عنه إلا إذا ساعدنا إرادة إقليمية ودولية، فالخراب الذي أصاب العمل العسكري من قبل المعارضة لا يمكن إصلاحه إلا بمساعدة الدول الإقليمية والدولية، وفي نفس الوقت إن خراب مؤسسة الجيش السوري وتدميرها جعلت منه أعجز من أن ينفذ مهمة تكتيكية على نطاق ضيق، وأصبحت الميليشيات هي الأساس في إدارة الصراع في سورية، وكل ما يخص من إعلام عن قدرات الجيش العربي السوري مسخرة معلومة القاصي والداني، وبناء على ذلك أقول إنه لا يمكن إنشاء مجلس عسكري إلا بقرار دولي أو بإرادة دول قوية.

وهل تعتقد انه سيكون في نهاية المطاف تسوية تضمن وحدة التراب السوري أم أن التقسيم سيكون سيد الموقف؟

كل الاحتمالات مفتوحة، وهذا يتعلق بالإرادة الدولية والإقليمية، ولكن كل احتمال له مصاعبه وتعقيداته، فليس من السهل عملية التقسيم وكذلك عملية المحافظة على وحدة التراب السوري، لكن لغاية الآن لا وجود حقيقي للتقسيم، ولغاية الآن أيضاً يمكن تفادي هذا الاحتمال بالحل السياسي الذي يحافظ على وحدة سورية أرضاً وشعبا.

ونحن كسوريين أكثر من يشيع ويتحدث في التقسيم، وهذا مع الزمن يؤثر في الوعي ويجعل عملية التقسيم ممكنه، حتى لو كان الآخرون يتحدثون عن التقسيم، فالأفضل أن نتحدث عن وحدة سورية أرضاً وشعبا، وجعل الحديث عن التقسيم جريمة فكرية.

أخبار سوريا ميكرو سيريا