مجلس محافظة حمص الحرة يوجه النداء الأخير لـ(يعقوب الحلو) بشأن حي الوعر
12 مايو، 2016
محمد الحمصي: المصدر
وجه مجلس محافظة حمص الحرة أمس الثلاثاء، نداء استغاثة عاجل لسفير الأمم المتحدة في سوريا “يعقوب الحلو”، دعاه فيه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والقيام بواجباتهم الإنسانية بغض النظر عن أي ظروف سياسية تمر بها الأحداث الحالية.
وحمل المجلس الأمم المتحدة كامل المسؤولية في حال تطور الأمور أو تدهورها خلال الأيام القليلة القادمة، خصوصاً أن الحي يشهد كارثةً إنسانيةً غذائيةً على جميع المقاييس.
الوعر حصار يهدد مئة ألف نسمة
منذ العاشر من أذار/مارس الماضي أغلقت قوات النظام جميع الحواجز والطرق الغذائية المؤدية للحي، بالإضافة لقطع الكهرباء والخبز وحرمان مستشفى البر من مخصصاته من المحروقات، ومنع إدخال حليب الأطفال، كل ذلك تسبب بتصدر أمراض سوء التغذية قائمة الأمراض في الحي، وأصبح أكثر من 60 في المئة من مراجعي المستشفيات والعيادات هم مرضى يعانون من أعراض سوء التغذية.
وحسب آخر الإحصائيات سجل في الحي 16 حالة سوء تغذية شديد، عولجت أو ماتزال تعالج داخل المستشفيات، 37 حالة سوء تغذية متوسطة مرشحة أن تصبح شديدة، وأكثر من 80 حالة بدايات سوء تغذية.
وقال الطبيب أبو المجد في حديث لـ “المصدر”: “عاينت الكثير من حالات الإسهال عند الأطفال الذين أعمارهم دون الستة أشهر، وكان السبب هو عدم مقدرة الأم على الإرضاع الطبيعي بسبب سوء التغذية التي تعاني منه، مما أجبرها على استخدام الإرضاع الصناعي، والذي أضحى يتم بإرضاع الأطفال ماء الرز أو ماء النشاء، وكلها غير مناسبة للأطفال ولا تناسب الوارد الغذائي اليومي اللازم للطفل، ويلجأ لها الأهالي بسبب عدم وجود حليب الأطفال”.
وأدت التغذية غير المناسبة لظهور حالات سوء امتصاص وفقر دم ووذمات في الأطراف وإسهالات متكررة، وعدم كسب وزن للطفل بما يلائم عمره، وقال أبو المجد مضيفاً “كما لم نعد نستطيع تأمين كميات الدم المنقول، حيث أن المتبرعين يعانون من نقص التغذية، مما يجعل التبرع خطراً على حياتهم”.
ورصد أطباء الحي حالتي “حَبَن” وهو احتباس السوائل في منطقة البطن وانتفاخ البطن غير الطبيعي نتيجة نقص البروتينات، لغيابها في الوارد الغذائي اليومي لسكان الحي.
عرقلة دخول المساعدات إلى الحي
وكان من المفترض يوم الخميس الماضي دخول قافلة مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتي عرقل النظام إدخالها عدة مرات رغم أن الموافقة الأمنية التي أعطاها النظام كانت قبل بداية شهر نيسان الماضي، وقال موظفو الأمم المتحدة في مكتب حمص إن النظام اتصل بهم أثناء تجهيز القوافل ليخبرهم على تأجيل الدخول حتى إشعار آخر، رغم تواجد محافظ حمص التابع للنظام عند حاجز الشؤون “مدخل الحي الوحيد” وهو ينتظر القافلة ليصور دخول القوافل للحي.
ويذكر أن حي الوعر يدخل يومه الحادي والستين من الحصار التام، وقد وجهت عدة جهات وعلى رأسها مجلس المحافظة الحر نداءات استغاثة عاجلة وسريعة، كون الحي يسير على خطى مضايا بصورة أفظع، كونه يحوي على كثافة سكانية ضخمة جداً.